100 سنة على ميلاد الأستاذ.. مثقفون يستعيدون ذكرياتهم مع حسنين هيكل.. القعيد: كنت أذهب إلى منزله أسبوعيا.. إبراهيم داوود: علمنى "أن العمل فضيلة".. وعبد المعطى حجازى: قابلته فى باريس فشكرته على إشادته بكتاباتى

الجمعة، 22 سبتمبر 2023 12:20 م
100 سنة على ميلاد الأستاذ.. مثقفون يستعيدون ذكرياتهم مع حسنين هيكل.. القعيد: كنت أذهب إلى منزله أسبوعيا.. إبراهيم داوود: علمنى "أن العمل فضيلة".. وعبد المعطى حجازى: قابلته فى باريس فشكرته على إشادته بكتاباتى الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأستاذ محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفى المخضرم، الذى أثبت كفاءة وتميزا منذ بداياته بالعمل الصحفى فى عام 1942م، وحتى رحيله عن عالمنا فى 17 فبراير 2016، إذ استطاع أن يستمر فى العطاء المهنى ليصبح من أكبر الصحفيين ليس فى مصر فقط، بل فى العالم العربى.

كان الأستاذ هيكل كاتبا يملك أدوات ساعدته على اتساع مداركه وتعمقه فى العمل الصحفى والسياسى والثقافى، ليخرج من دائرة الكاتب إلى دائرة أوسع وأشمل ليصبح محللا متميزا وصاحب رؤية شاملة بما يدور على الكرة الأرضية، وهو ما جعله يتخذ من التاريخ سلاحا ينير له طريقه طوال سنوات حياته، وهو بذاته من لخص ذلك فقال "الاهتمام بالسياسة فكرا وعملا، يقتضى قراءة التاريخ أولا، لأن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم!"، ومن أجل هذا أصبح "هيكل" أحد أكبر القامات الثقافية العربية خلال القرن العشرين.

وبالطبع شخصية كبيرة مثل الأستاذ هيكل كان محط احترام العديد من الشخصيات سواء داخل العمل الصحفى أو السياسى، فهناك من سعى إلى الاقتراب من الأستاذ حتى يتعلم منه وهناك من ساقتهم الصدفة للحديث معه.

وتحدث الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى مسترجعا المواقف التى جمعته مع هيكل قائلا: فى إحدى المرات دعانى أنا والمستشرق جاك بيرك على العشاء فى أحد الفنادق، وتحدثنا فى الشأن الثقافى.

وأضاف حجازى: كما تقابلت معه فى إحدى المرات فى باريس، إذ أراد أن نتقابل لأنه قرأ لى شيئا فنال إعجابه، فذهبت لزيارته فى الفندق الذى كان يقيم به ووجهت له الشكر على الإشادة.

وعن مسيرته المهنية، قال أحمد عبدالمعطى حجازى: إن هيكل صحفى بدرجة ممتاز وصنع من الأهرام مؤسسة ضخمة، ومصدرا للمعلومات وللرأى آنذاك داخل وخارج مصر، وكنت حريصا على قراءة مقالته التى كانت تنشر وقتئذ فى الأهرام، وكان يعبر عن الشارع المصرى الذى كان يعبر عن تأييده للنظام القائم وخصوصا فى الوقت الذى سبق 1967م.

كما استعاد الكاتب والروائى الكبير يوسف القعيد شريط ذكرياته مع الأستاذ متحدثا عن سبب اللهفة فى التعرف والتقرب منه، قائلا: إن الأستاذ هيكل أهم صحفى خلال فترة الزعيم جمال عبدالناصر، وكانت الأهرام أهم جريدة عربية وشرق أوسطية وفى العالم الثالث أجمع، وكان من الطبيعى أننى أسعى للتعرف عليه، خاصة بعد ما عملت فى مجلة المصور بدار الهلال وحسمت مستقبلى بأن أكون صحفيا، وبالطبع لم أذهب له حتى أكون مثله ولكن لكى أتعلم منه، وعندما ذهبت لمقابلته رحب بى ترحيبا كبيرا بمكتبه الذى جعل منه أهم مكتب صحفى فى الوطن العربى.

وأضاف الكاتب الكبير يوسف القعيد: وبعد أن خرج الأستاذ هيكل من الأهرام ترددت عليه فى منزله واكتشفت أن كل زيارة أتعلم منها ما لا أتصور أن أتعلمه فى يوم من الأيام، ولهذا طلبت منه أن أزيد فى عدد مرات زيارتى له، فبعد أن كانت مرة كل شهر أصبحت مرتين ثم مرة كل أسبوع، وفى إحدى المرات وهو يحدثنى قال لى لماذا لم تقم بتسجيل الحوار الذى يدور بينى وبينك؟ فأجبته بأننى أدون مجموعة من النقاط لأتذكر بها تفاصيل الحديث، فرد على قائلا: لا بد أن تسجله وإذا استطعت نشره افعل ذلك فهذه الأحاديث تصلح لأن تكون فى كتاب، خاصة أن كل الأسئلة التى تطرحها عن علاقة جمال عبدالناصر بالمثقفين، وبالفعل بدأت فى تسجيل الأحاديث التى كانت تدور بينى وبين الأستاذ إلى أن أصبح لدى ساعات كاملة من التسجيلات، فقمت بتفريغها كاملا وذهبت إليه حتى يطلع عليها مثلما يقتضى العرف الصحفى، خاصة أننى أتعامل مع أستاذ الصحافة المصرية والعربية، فقرأ ما كتبته واستبعد منه كميات كبيرة مما قاله لى وقال: "أنا لا أكذبك ولكنى لا أحب أن أنشر هذا الكلام".

واحتفظت بما حذفه والذى كاد أن يكون فى حجم الكتاب الذى نشرته، ثم ذهبت إليه بعد ذلك حتى أرجوه أن يسمح لى بنشره متصورا أن مرور الزمن قد يجعله يغير رأيه ولكنه رفض وتمسك بموقفه، إلى أن  أصابه المرض ورحل دون أن يعطينى الحق فى نشر كلمة واحدة مما كان معترضا عليه، ولن أقوم بنشره على الإطلاق.

وعن أول لقاء جمع بينهما قال يوسف القعيد أن اللقاء الأول كان فى نقابة الصحفيين وذهبت لمصافحته وعرفته بنفسى ودهشت بأنه يعرفنى وسمع عن رواياتى ما جعل معنوياتى فى السماء السابعة وأعطانى أرقام هواتف مكتبه وطلب منى أن أطلب موعدا من مدير مكتبه، وفعلت ذلك بالفعل وذهبت لمقابلته، وكانت جميع مواعيده مبكرة لأنه يستيقظ باكرا وينام باكرا، وظل يحافظ على تلك العادة طوال حياته، وكان ملتزما بالمواعيد بطريقة غير عادية، لأنه كان يدرك بأن الوقت ثروة حقيقية علينا أن نحافظ عليها ونستغلها استغلالا جيدًا.

كما استحضر الشاعر الكبير إبراهيم داوود الذكريات التى نتجت من بعض المواقف التى جمعته مع الأستاذ الكبير هيكل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبدأ حديثه قائلا: بالطبع كنت أحبه وأحترمه وأحيانًا كنت اختلف معه فى بعض الأمور ولكنه يظل قيمة وقامة كبيرة فى حياتنا.

وعن المواقف التى جمعتهما أضاف إبراهيم داوود كان أولها عندما اتصل بى هاتفيًا ليعبر عن شكره وإعجابه بما كتبته دفاعا عنه، بعدما قام مجموعة من الكتاب بمهاجمته، فاتصل بى ليشكرنى ويعبر عن إعجابه بما كتبته.

وتابع الشاعر إبراهيم داوود: كما اتصل بى الأستاذ هيكل مرة أخرى عندما كتبت موضوعا عن الكاتب الكبير خيرى شلبى، ليعبر أيضا عن سعادته بما كتبته وكان سعيد للغاية.

ومن المواقف التى جمعته مع الأستاذ هيكل بشكل مباشر، قال إبراهيم داوود: كنت أقوم بالتحضير للاحتفال بعيد ميلاد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى مؤسسة الأهرام، وعندما عرف الأستاذ هيكل بأننى وراء هذا الأمر، عبر عن سعادته بما قمت به خلال الاحتفالية وكان ودودا معى لدرجة كبيرة، ثم بعد ذلك تعاونت معه عندما كنت مدير مركز الدراسات للترجمة والنشر، حيث كان المركز بدأ بنشر مجلدات «بصراحة» التى تضم مقالات الأستاذ هيكل قبل أن أتولى هذا المنصب، وبطبيعة عملى تواصلت معه أكثر من مرة، وكانت هناك مودة دائمة بيننا.

وعاد الشاعر الكبير إبراهيم داوود ليتحدث عن إحساسه فى أولى مكالماته مع الأستاذ هيكل قائلا: كان إحساسا عظيما وفى هذا الوقت خلال عملى بالدستور الأولى، وكنت أرى طول الوقت أنه قامة كبيرة ونحن ما زلنا صغارا، وبالطبع استقبلت مكالمته بامتنان كبير وفرحة عارمة، وخصوصا بعد اهتمامه بشكل راق ولطيف.

وهنا سؤال يفرض نفسه نتيجة ذلك الحديث عن المواقف التى جمعت بين الأستاذ الكبير هيكل والشاعر الكبير إبراهيم داوود، وهو ماذا تعلم إبراهيم داوود من هيكل؟، فأجاب: تعلمت منه أن العمل فضيله، وعدم التوقف عن العمل مهما طال العمر مثلما فعل الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل.

ويضيف داوود: كان شخصا محدد المواعيد فى كل ما يتعلق به سواء على المستوى العملى أو الاجتماعى، كما كان يحفظ يوميا أربع أبيات من الشعر القديم  حتى يحافظ على ذاكرته، وكان سبب محبتى له إحساسه باللغة العربية فهو من المجددين فى اللغة العربية على مستوى العمل الصحفى ومعه محمد التابعى وتوفيق الحكيم، فهؤلاء حققوا إنجازا عظيما فى إجازة اللغات التى تشمل السجع والمعجمية والتى كانت تسود الصحافة والأدب قبلهم، فجميعهم حققوا ثورة حقيقية كل واحد فى مجاله.

توقيع-الطبعه-الجديده-من-اعمال-حسنين-هيكل-للشروق----المحرره-هدى-زكريا----تصوير-ماهر-اسكندر-21-12-2009-(63)

توقيع-الطبعه-الجديده-من-اعمال-حسنين-هيكل-للشروق----المحرره-هدى-زكريا----تصوير-ماهر-اسكندر-21-12-2009-(63)


حفل-تكريم-الخبراء-الروس-المشاركين-في-بناء-السد-العالي--تصوير-كريم-عبدالكريم‎-12-5-2014-(23)
حفل-تكريم-الخبراء-الروس-المشاركين-في-بناء-السد-العالي--تصوير-كريم-عبدالكريم‎-12-5-2014-(23)


لقاء-هيكل-مع-لميس-الحديدى-10-4-2015-(2)
لقاء-هيكل-مع-لميس-الحديدى-10-4-2015-(2)


ندوة-هيكل-بالاهرام-(1)
ندوة-هيكل-بالاهرام-(1)


هيكل-بنادى-القضاء-(69)
هيكل-بنادى-القضاء-(69)


3
3










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة