صدر حديثاً عن المركز الثقافي للنشر كتاب جديد تحت عنوان "جدلية الفلسفة والأخلاق"، للكاتب الدكتور محمد بشاري، متناولا وجهة نظر فلسفية عن الوجود، والإنسان، والقيم، في محاولة لتتبع المسار الأخلاقي الإنساني ونقده.
ويضم هذا المؤلف بين دفتيه ثلاث فصول متسلسة في طرحها الموضوعي، ليبتدأ الكاتب في أولى فصول الكتاب "الإنسان على خريطة الوجود الأخلاقي"، متحسساً جغرافية الإنسان بين الحتمية والإرادة، موضحاً الإلزامية الحركية التي يعيش فيها الإنسان، والتي تتعارض مع الثبات المستمر، وشارحاً دور الإرادة الإنسانية في توجيه تلك الحتمية.
في ثاني فصول الكتاب ينتقل الطرح لـ "تكوين صورة نقدية أخلاقية بين الشرق والغرب"، وبخاصة في ظل ما التقفته الثقافات والتيارات الفكرية من صور نمطية وانطباعات عن كل مجتمع أو حضارة، جعلت منها "ستاندرد" يتسلل عبر التاريخ، دون اعتبار المتغيرات والتطورات الحاصلة، أو أنه على العكس من ذلك يسعى لتحليل وتفسير السلوكات دون التفات لأصلها البنيوي المتأثر بالموروثات.
ويأتي الفصل الأخير، ليجيب عن السؤال الكبير الذي تقف على عتبته كبرى مجتمعات العالم، وأكثرها نمواً وتطوراً، سواءً أكان ذلك التطور اقتصادي، أو ثقافي، أو سياسي وديمقراطي، وغيرها وعليه، هل على المجتمعات السير مع تيار إضفاء الطابع الأخلاقي "الأخلقة"، أم الالتزام بفحوى العلمانية "العلمنة"؟
وكما يذكر الكاتب في مقدمة الكتاب: " وبتوجيه أبصارنا الواعية نحو الحقيقية، فإن الوصول لقوة إنسانية كفؤ تناضل من أجل إصلاح واقع كبير ومترامي الأطراف، يحتاج لقوة كامنة في ذاته من خلال نفض غبار النمطية وتنفس الموروث برمته، والانتقال لحالة من الإصلاح في الإرادة، وتتبع صيرورة محطاتها القادمة، و في ظل كافة المعطيات وتفاصيلها، تبقى الأخلاقيات الشاملة تتفق بنسبة كبيرة مع الفكرة التي يدعو لها الإنسان من الإيمان بالمشترك الإنساني المتجاوز لحدود الزمان والمكان، والخروج من زقاق الفردية لفسحة جامعة تكون معيناً للبشرية أمام مختلف الأزمات، ومخرجاً آمناً من شتى النزاعات و تصاعد العوامل المضادة، ودافعةً لاجتماع الخير ونضوج قوته الروحية الفريدة" .
الدكتور محمد بشاري، حاصل على درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله، وحائز على وسام "الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز" من الدرجة الأولى، ووسام جمهورية مصر العربية للعلوم والفنون من الدرجة الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة