قال الإعلامى المغربى رشيد صفير، فى حديث لـ"اليوم السابع"، إن الشعب المصري تربطه علاقة جيدة مع الشعب المغربي، وجمعتنا مع أبناء الجالية المصرية ميادين العمل، والتقيت بعد الزلزال ببعض الأصدقاء من مصر، وقد أعربوا عن تضامنهم معنا في هذه المحنة، متمنين أن يعبر المغرب محنته بسلام وعاشوا معنا لحظات الألم لما تركه الزلرال، ولمسنا فيهم الحزن الحقيقى كأنهم من أهالينا فهم توحدوا معنا في تلك الأوقات العصيبة، فعندما يكون الوضع إنسانيا والمصاب جلل، تكتشف حجم حب الآخرين لك، وتألمهم لألمك، وسعيهم للتخفيف عنك ولو بكلمة طيبة وابتسامة صادقة تعكس قلبا صافيا وروحا نقية، موجها كل عبارات المواساة والعزاء للعائلات التي فقدت أحد أعضائها بسبب الزلزال، متمنيا الشفاء العاجل لكل المصابين.
وعن الوضع الآن بالمناطق المتضررة، قال رشيد إن هناك جهودا فعالة للتعامل مع هذا المصاب الجلل، وفرق الإنقاذ والسلطات المعنية أنجزت عمليات الإغاثة والإنقاذ بشكل متواصل منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة.
رشيد صفير
وتابع: ولا تزال الجهود مستمرة من أجل تأمين الإيواء وإمداد المساعدات والملبس والأكل، ورغم مخلفات الزلزال المؤلمة لكن تماسك المغاربة ملكا وشعبا والمبادرات الإنسانية، خفف من وطأة المعاناة، ومازالت عمليات دراسة وتقييم الأضرار وتجهيز المستلزمات والمواد الأساسية مستمرة، ولابد من الإشارة إلى فقرة تضمنها بيان الديوان الملكي وهي مسألة الإشراف التقني والهندسي الذي ينسجم مع تراث المنطقة، ويحترم الخصائص المعمارية المتفردة بهذه المناطق الجبلية، وهو قرار حكيم لأن المغرب بلد معروف بحضارته وعمرانه الذي يشكل جزءا مهما من الذاكرة الجماعية للمغاربة، وعلامة بارزة من مكونات التراث المادي واللامادي للمملكة المغربية، ذلك أن معارف المغاربة منذ عصور خلت، غنية ومتفردة في مجال بناء الدور في المناطق التي تعرضت للزلزال، فطريقة البناء في السهل تختلف عن طريقة البناء في الجبل.
وأضاف: لقد أقرت التعليمات الملكية الاستجابة السريعة والقوية التي تحترم كرامة الإنسان، وتفعيل البرنامج العاجل لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، إضافة إلى ترتيبات الدعم المالي للسكان المتضررين ضمن ثلاث مستويات وفق حجم الأضرار وتضع في المقدمة تضرر السكان وضياع مورد رزقهم واحتياجاتهم اليومية فكان هذا التقسيم خطة محكمة لمواجهة تداعيات الزلزال، فهناك إعانات مالية مباشرة للعائلات المتضررة، و دعم مالي لإصلاح القرى التي يمكن إعادة ترميمها ودعم مالي لبناء القرى التي تهدمت كليا.
وحول المعاناة مع قرب حلول فصل الشتاء، قال صفير ، لابد أن نشير إلى نقطة مهمة، المغرب بلد قوي بمؤسسته الملكية وشعبه وباقي مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وإلى اليوم لاتزال ترتيبات إعادة إيواء المتضررين متواصلة، وجميع التحديات تؤخذ بعين الاعتبار ولن يتخل أي مسؤول عن المتضررين سواء في الشتاء أو الصيف، وهذا ليس اختيار بالنسبة للمشرفين على العملية بل هي تعليمات ملكية و واجب وطني، فالمشرفون على عملية إيواء المتضررين، سيستمرون في عملهم إلى حين تنفيذ خطة الإيواء كاملة وإعادة الإعمار.
وتابع: لقد تضمن برنامج إعادة الإيواء والذي تم إعداده من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية، نحو 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة، كما أن تعليمات الملك محمد السادس، سطرت مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت بوضع وترتيب صيغ إيواء ملائمة في المناطق المعنية من خلال بنيات مقاومة للبرد والتقلبات الجوية المباغثة، أو في فضاءات استقبال مهيأة بكل المرافق الضرورية، إن المتتبع لما جاءت به التعليمات الملكية لتوجيه السلطات المختصة، سيدرك أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى إذ سيتم إنجازها في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات العائلات المتضررة من زلزال الحوز.
واختتم حديثه قائلا: ولابد من الإشارة إلى ما قرره الملك محمد السادس بخصوص موضوع التكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم خلال فاجعة الزلزال، حيث أعطى جلالة الملك أوامره بإحصاءهم ومنحهم صفة مكفولي الأمة وهي مسألة مهمة جدا في هذا الظرف المؤلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة