تدق أجراس الإنذار فى واشنطن مع بدء بعض المشرعين فى الكونجرس فى الاستعداد لدخول الحكومة فى حالة إغلاق متوقع 30 سبتمبر بعد رفض خطة التمويل الأخيرة لرئيس مجلس النواب الجمهورى كيفين مكارثى.
قالت وكالة أسوشيتد برس انه لا مفر للولايات المتحدة من الاغلاق الحكومى بعد أن غادر الجمهوريون فى مجلس النواب المدينة لعطلة نهاية الاسبوع دون التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تمويل قصيرة الأجل، والمعروفة أيضًا باسم القرار المستمر (CR)، التى قد تمنع الاغلاق.
وأمام الكونجرس أسبوع حتى الموعد النهائى الذى يلوح فى الأفق لمنع الإغلاق المقرر 30 سبتمبر، أو تراجع الإنفاق الحكومى، ولا يوجد طريق واضح للمضى قدمًا.
وفقا لمسئول فى مكتب الإدارة والميزانية، سيطلب البيت الأبيض من الوكالات الفيدرالية اليوم الجمعة الاستعداد لإغلاق حكومى قبل الدخول فى الاضطراب الفيدرالى.
حاول رئيس النواب استمالة أعضاء اليمين المتشدد من خلال الموافقة على التخفيضات الحادة فى الانفاق التى يطالبون بها لابقاء الحكومة مفتوحة، لكن بتشجيع من ترامب المرشح الاوفر حظا بين الجمهوريين تمكن المحافظون من السيطرة على الامر فى هزيمة ساحقة لمكارثى حيث منع عدد من المتشددين الجمهوريين مشروع قانون الدفاع الشعبى من التقدم وهى المرة الثانية هذا الأسبوع التى يتم فيها التراجع، وهى خسارة غير مسبوقة لرئيس مجلس النواب.
وقال مكارثى بعد تصويت امس: "هذا مفهوم جديد تمامًا للأفراد الذين يريدون فقط حرق المكان بأكمله"، معترفًا بأنه يشعر بالإحباط.
وفى اعتراف بأن احتمالية الإغلاق تتزايد بشكل كبير، قال عدد من المشرعين الديمقراطيون أن مكاتبهم بدأت بالفعل فى وضع خطط الطوارئ واعداد ناخبيهم، وقال البعض انهم أعطوا مكافآت لموظفيهم لتأمينهم فى حال تسبب انقطاع التمويل طويل الاجل فى انقطاع الأجور.
قالت النائبة إلهان عمر (ديمقراطية عن ولاية مينيسوتا) يوم الأربعاء: "لقد قدم مكتبى مكافآت لموظفينا استعدادًا للإغلاق"، كما أخبر النائب ستيف ووماك (جمهورى من أركنساس) الصحفيين أنه بدأ مؤخرًا فى اتخاذ "إجراءات استثنائية" فى مكتبه بشأن احتمال الإغلاق.
وقالت النائبة الديمقراطية ابيجيل سبانبرجر من ولاية فيرجينيا: "إن أكبر ما يقلق الموظفين لدى هو حقيقة أنهم سيتلقون مكالمات هاتفية من أشخاص يقولون لا أعرف كيف سأدفع فواتيري"
على الجانب الاخر، يحذر البيت الأبيض والديمقراطيون، إلى جانب بعض الجمهوريين، من أن الإغلاق سيكون مدمرا للأشخاص الذين يعتمدون على حكومتهم فى الخدمات اليومية وسيقوض مكانة أمريكا فى العالم.
وقال زعيم الديمقراطيين فى مجلس النواب حكيم جيفريز من نيويورك: "نحن بحاجة إلى الجمهوريين المتطرفين التابعين لترامب ليعملوا معًا"، وحث الجمهوريين على إنهاء ما اسماه "الحرب الأهلية الجمهورية" قائلا: "اجمعوا أعمالكم معًا."
من جانبه استغل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الساعى لولاية ثانية فى البيت الأبيض خلال انتخابات 2024 الامر، ودعا أنصاره من نواب الحزب الجمهورى فى مجلس النواب بالسماح للحكومة بالدخول فى اغلاق كفرصة لحجب الأموال عن وزارة العدل، التى وجهت له 4 لوائح اتهام خلال الشهر القليلة الماضية.
وقال ترامب أن الموعد النهائى للاغلاق الحكومى يمثل الفرصة الأخيرة لوقف هذه الملاحقات القضائية السياسية ضده وضد الوطنيين الآخرين.
وكتب ترامب فى منشور على موقع تروث سوشيال: "يقترب موعد نهائى مهم للغاية فى نهاية الشهر.. يستطيع الجمهوريون فى الكونجرس، بل ويجب عليهم، وقف تمويل جميع جوانب حكومة جو بايدن المحتالة المسلحة التى ترفض إغلاق الحدود، وتعامل نصف البلاد على أنهم أعداء للدولة".
وتابع ترامب موجها حديثه للجمهورين : "لقد فشلوا فيما يتعلق بحدود الدين، لكن لا ينبغى لهم أن يفشلوا الآن. استخدم قوة المحفظة ودافع عن البلاد!"
ووفقا للتقرير، اذا دخلت الحكومة الامريكية فى اغلاق فانه لم يكون الأول، حيث حدث آخر إغلاق حكومى منذ ما يقرب من أربع سنوات وسط معركة سيئة بين إدارة ترامب ومجلس النواب الذى قاده الديمقراطيون آنذاك حول تمويل الجدار الحدودى مع المكسيك الذى اقترحه الرئيس السابق.
وتعتبر فترة انقطاع التمويل التى استمرت لمدة شهر هى الأطول فى التاريخ الحديث، مما أثر على مئات الآلاف من العمال الفيدراليين.
ويأمل الأعضاء من كلا الجانبين أن يتمكن الكونجرس من التوصل إلى اتفاق فى الوقت المناسب لتجنب الإغلاق بحلول الموعد النهائى فى 30 سبتمبر، لكن البعض يشير إلى عدم وجود أصوات لصالح إعادة التشغيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة