ما زال الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب حاضرًا معنا بكلماته وعباراته الشعرية السهلة الممتنعة التى سكنت قلوبنا وما زلنا نرددها، واليوم ذكرى ميلاد هذا العبقري شاعر البسطاء والمهمشين، الذي سيؤرخ لمرحلته في تاريخ الشعر العربي.
سيد حجاب كان مجرد وضع اسمه على تتر مسلسل أو أغنية درامية في عمل مدعاة إلى نجاح العمل ككل، وهو أحد الشعراء الذين يعرفهم المواطن العادى ويحفظ كلماته فهو شاعر البسطاء والمهمشين عن جدارة.
كلماته تتخلل في الوجدان وتسكنه وهو يكتب شعره من مدرسة السهل الممتنع والكلمات البسيطة المتداولة والمسموعة ولكن نظمها لديه يعطيها معني كبير ويمنحها عمقًا لدي سامعها ولنتأمل مثلاً تتر مسلسل "ليالي الحلمية" وكلماته البسيطة العميقة: "منين بيجى الشجن، من اختلاف الزمن.. ومنين بيجى الهوى، من ائتلاف الهوى.. ومنين بيجى السواد، من الطمع والعناد.. ومنين بيجى الرضا، من الإيمان بالقضا"، فالكلمات كم هى بسيطة لكنها معبرة جدًا وتحمل دلالات متعددة، وهي الأنجح والأشهر في تاريخ تترات الدراما المصرية والعربية .
أيضًا تتر مسلسل "الشهد والدموع": تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى وراء نفس السراب، كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب" الكلمات قريبًا جدًا من قاموس البسطاء من العبارات التي يرددوها ولكنه بعبقريته كشاعر نظمها وصاغها فخرجن بهذا الجمال، فقد كان سيد حجاب قريبا جدًا فى كل أشعاره من هموم البسطاء وكلامه كان معجون بهمومنا وأحلامنا وكلماته في تتر مسلسل الشهد والدموع التي غناها على الحجار ولحنها العبقرى عمار الشريعى تكاد تكون عنصر مهم ومكمل لدراما المسلسل، ومن خلالها ربما تكشف جوانب كثيرة من مضمون ورسالة العمل الذي تناول صراع الابناء والطبقية بينهما وصراع الميراث والفقر والثراء كما سنجد في الكلمات أن اللغة بسيطة ومركبة فى نفس الوقت وتحمل دلالات متعددة.
سيد حجاب كان من الشعراء القلائل الذين حولوا كلمات الأغانى إلى شعر، بما فيها من مجاز وجناس، وتركيب، وهذا ما نستطيع أن نلمسه فى تترات كل مسلسلاته فأصبح هناك خيط قوى من التواصل بنيه وبين المشاهدين ومن أغانيه صنع دراما خاصة متشابكة، فى طريقة لا تقارن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة