أيام قليلة وتبدأ الدراسة بجميع مراحلها ، بل أن هناك بعض المدارس والنظم التعليمية قد بدأت بالفعل، ودائما الباحث في أرشيف الفن السابع مصريا وعالميا سيجد أن السينما دائما أداة توثيق ورصد لكل ما هو موجود في مناحي الحياة ، وتناولت السينما المصرية والعالمية في عدد كبير من أفلامها الطلاب ومشاكلهم وقضاياهم واليوم السابع يرصد بعضا من تلك الأفلام.
من الأفلام المصرية التي تناولت الجامعات والطلاب فيلم " صعيدي في الجامعة الأمريكية " الذي قام ببطولته الفنان محمد هنيدي، وقد أثار هذا الفيلم ضجة كبيرة في أواخر التسعينيات على اعتبار أنه أول فيلم في تلك الفترة يناقش قضايا التعليم بشكل كوميدي ولأنه كان أول بطولة مطلقة لمحمد هنيدي بالتعاون مع النجوم الشباب حينها، حيث يحكي الفيلم قصة طالب حصل على منحة تفوق بالثانوية العامة ليدرس بالجامعة الأمريكية فيتعرف على طبقة جديدة من الناس وخاصة أنه من قرية ريفية فيتعرف على حياة الانفتاح وشكل التعليم الجامعي الأجنبي في مصر في إطار كوميدي.
كما قدمت السينما المصرية أيضا حياة الجامعات في فيلم آخر قام ببطولته النجم كريم عبد العزيز وهو فيلم " الباشا تلميذ " ، وكان بمثابة فيلم يحكي عن واقع التعليم في الجامعات الخاصة وعن الفساد الموجود إداريا وبين الطلاب، حيث تدور قصة الفيلم حول تكلفة ضابط وهو كريم عبد العزيز بالانضمام إلى أحد صفوف الطلاب في إحدى الجامعات الخاصة للكشف عن تجارة المخدرات بين الطلاب ليكتشف أن الجامعة هي التي تقوم بهذه التجارة وتدمير طلابها، فهو أحد الأفلام الكوميدية المشهورة حتى الآن.
قدمت أيضا النجمة ياسمين عبد العزيز فيلم " الثلاثة يشتغلونها " وناقشت من خلاله قصة طالبة تدعى نجيبة تفوقت بالثانوية العامة وكانت الأولى جمهوريا وقررت الالتحاق بكلية الآثار ومن هنا يتضح مشكلة أن المتفوق في الدراسة هو الذي يستطيع حفظ أكبر قدر من المعلومات وليس فهمها، وفي تلك الفترة تتعرف الطالبة على أشخاص يغيرون مسار حياتها ولكنها في النهاية تستطيع أن تكتشف أن ما كانت عليه هو خاطئ وأن التعليم الصحيح يكون بالفهم والاستيعاب.
فيلم احنا التلامذة
كما قدم الفنان أحمد عيد فيلم " أنا مش معاهم " وناقش الفيلم مشاكل التعليم بشكل مباشر، حيث تناول قصة شاب يدرس في كلية الطب يعيش هو وأصدقائه حياة مستهترة بين تعاطي المخدرات وإهمال الدراسة، ثم يقع في حب فتاة محجبة متدينة تقود مظاهرات فيحاول التودد إليها بالاشتراك في المظاهرات والتدين حتى تتم خطبتهما وبعد ذلك تكتشف حقيقته أنه يتظاهر بالتدين فقط فتقرر أن تفترق عنه وتتابع نشاطها إلى أن تكون فريسة لإحدى المنظمات الإرهابية، فتحدث العديد من المشاكل ولكن في نهاية الفيلم يصبحان من ذوات الميول الوسطية بعيدا عن التطرف والتشدد.
أما السينما العالمية فقدمت الكثير والكثير من الأعمال منها مثلا : فيلم الانفصال Detachment ، والذي يعد من أكثر الأفلام متعة وناقش قضية التعليم، حيث يقوم الممثل أدريان برودي بدور مدرس يدعى هنري بارثيس، الذي عاش طفولة بائسة ومتشردة جعلته يعاني من العديد من الأمراض النفسية، وعندما بدء العمل كمعلم بديل في تلك المدرسة، لاحظ طلابه أنه شخص لا مبال دائم الحزن والعزلة والوحدة، إلا أن هنري يحاول العثور على أي اتصال عاطفي بينه وبين الطلاب للخروج مما يعيشه، في محاولة منه للعثور على المعنى والجمال في العالم، وخلال ذلك تطرح عدة مشاكل في المدرسة من بينها التنمر، حيث يحاول مساعدة طالبة تعاني من سخرية زملائها بسبب وزنها الزائد.
detachment
المليونير المتشرد Slumdog millionaire من الأفلام التي ناقشت جوهر التعليم وإن لم يتم في صورة مدرس وطالب بل في صورة شاب هندي مكافح، مر بالعديد من التحديات في سبيل الحصول على حياة كريمة، وعدم رغبته في الانخراط في عالم الجريمة، وحاول الاشتراك في برنامج " من سيربح المليون " بنسخته الهندية، وفي كل مرة كان يسأله المقدم سؤالا، كان يجيب الأسئلة من خلال خبراته وتجاربه التي عاشها ومر بها، وهنا تكمن القضية الأساسية والحكمة لكل معلم، إذا أردت أن تجعل المعلومات عصيّة عن النسيان في أذهان طلابك، قم بربطها بحياتهم، فالترديد عدد معين من المرات لا يصنع متعلمًا، بل المعايشة للمعلومة تبقيهم حية في وعي الطلاب.
كتاب الحرية Freedom Writers وقدم عام (2007) ، ويعد هذا الفيلم من العلامات المؤثرة التي تناولت قضايا التعليم في تاريخ السينما، لأنه تناول قصة معلّمة اضطرت للذهاب للتدريس في أحد الأحياء الفقيرة في ولاية كاليفورنيا، ولاية مليئة بالعنف والجريمة والمخدرات والفوضى، كيف ستثمر هذه البيئة سوى طلاب بدرجة مجرمين، لجأوا للمدرسة خوفًا من السجن، وهنا جاء دور المعلمة إرين جرويل والتي لعبت دورها الممثلة هيلاري سوانك، ببذل كل طاقتها لاعادة إيمانهم بأنفسهم والتغلب على كل المشاكل، وفي سبيل ذلك تضطر للعمل بأكثر من مهنة لتوفير النفقات اللازمة لأنشطة الطلاب، حتى تتمكن في النهاية من إصدار كتاب من تأليفهم تحت اسم (كتاب الحرية) ، والمميز في هذا الفيلم هو واقعيته الشديدة نظرًا لإن قصته مستمدة من قصة حقيقية، وكان من النماذج الملمهة في كيفية قدرة التعليم السليم من تحويل مشاريع مجرمين مستقبليين لأناس قادرين على الإندماج في المجتمع وإنتاج أفضل ما لديهم وتغير مسار حياتهم لإنهم وجدوا من يدعمهم وقبل الدعم كان الفهم لهم.
الأفلام التي قدمت عن التعليم ومراحله ومشاكله كثيرة جدا في السينما المصرية والعالمية وبداية من أفلام الأبيض والأسود كانت مشاكل الطلاب والمعلمين وهمومهم وقضاياهم علي مائدة كتاب السيناريو ومن أشهر أفلام الأبيض والأسود في السينما المصرية التي تناولت هذه القضية ومنها ما تعمق وركز علي الطلاب ومشاكلهم ومنها ما مر مرورا عابرا وخصص مشهد أو مشهدين للبطل والبطلة داخل الجامعة أو المدرسة ومنها أفلام " احنا التلامذة ، الخطايا ، حتي لا يطير الدخان ، أيامنا الحلوة ، الناظر ، لامؤاخذة ، مبروك أبو العلمين ، وغيرها الكثير والكثير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة