التعليم هو القضية التى تشغل بال كل من يهتم بالمستقبل، سواء التعليم الأساسى، والذى يمثل قاعدة للتعليم الفنى والجامعى، ثم البحث العلمى، الذى يفترض أن يكون الهدف الأساسى للتعليم العالى.
وعلى مدى سنوات تحرص الدولة على بناء جامعات عامة وخاصة وأهلية فى كل محافظات مصر شمالا وجنوبا، وأيضا دعم الجامعات التكنولوجية، والكليات المعنية بدراسة التكنولوجيا والتقدم، وخلال الاحتفال بيوم تفوق جامعات مصر فى جامعة قناة السويس، وبحضور المجلس الأعلى للجامعات، كان التعليم العالى والبحث العلمى هو القضية التى تفرض نفسها، وهى القضية التى تحظى باهتمام وتركيز من الدولة والرئيس على مدى السنوات الماضية.
يدعم الرئيس ويوجه بالتوسع فى الجامعات التكنولوجية والتخصصات المطلوبة لسوق العمل، وربط التعليم العالى بالتوظيف من جهة، وأن تكون الجامعات والبحث العلمى مصادر لتخريج كوادر علمية وبحثية تساهم فى حل مشكلات المجتمع، وتوفير الموارد العلمية لهذا الأمر.
فقد كانت مصر أمام واقع أن كل خريجى الثانوية العامة - تقريبا - يدخلون إلى الجامعات من خلال مكتب التنسيق بناء على المجموع، وعندما يتخرجون قد لا يحصلون على عمل بتخصصاتهم، بينما تظهر فرص لا تجد من يشغلها، والنتيجة أن هناك تخصصات فى التعليم لا يحتاجها سوق العمل، ويتكدس خريجوها بعشرات الآلاف بلا عمل، وفى المقابل هناك تخصصات فنية وعلمية وصناعية يحتاجها السوق، وتضطر بعض الهيئات أو الشركات الكبرى للاستعانة بالأجانب لشغلها، الواقع الحالى أن الجامعات تضخ سنويا عشرات الآلاف من الخريجين يتكدس أغلبهم بلا عمل.
وفى مصر خلال السنوات الأخيرة تتوجه الدولة نحو تحديث التعليم الجامعى العام والخاص، بل إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يوجه دائما بأن يكون التعليم العالى والجامعى انعكاسا لحاجات المجتمع، من خلال تحديث المناهج فى الجامعات العامة والخاصة والأهلية، بل واتجهت الدولة لفتح باب لوجود أفرع جامعات أجنبية كبرى فى مصر توازيا مع العاصمة الإدارية، وبالفعل بدأت بعض الجامعات تعلن فتح أفرع لها فى مصر، وميزة هذه التجربة أنها تمثل تجارب عملية وعلمية لكيفية حل الأسئلة المطروحة، وتقديم مناهج وطرق تدريس تتماشى مع الواقع العملى الذى يتغير بسرعة، بل إن الجامعات تمثل نقاطا ومراكز استشارات لتوجيه المجتمع والبحث عن حلول عملية لمشكلاته وأيضا للشركات والأفراد.
وخلال احتفالية تفوق الجامعات، استعرض وزير التعليم العالى، ورؤساء الجامعات، تقارير أكدت أن الجامعات المصرية حققت تقدما بارزا فى التصنيفات العالمية، وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى فى مارس 2023، وارتفاع عدد الجامعات إلى 92 جامعة، وزيادة المستشفيات الجامعية 32 مستشفى، وتوقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الأفريقية، وتطوير منظومة الدارسين الوافدين، وأن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى تتضمن 3 محاور، هى: رؤية مصر 2030، والتحول لجامعات الجيل الرابع، وربط التعليم العالى بخطة التنمية الشاملة للدولة.
كما تمت زيادة الجامعات المصرية بالتصنيفات العالمية، ومنها تصنيف التايمز البريطانى من 3 جامعات عام 2016 إلى 23 جامعة عام 2022، ووفقا لتحقيقها أهداف التنمية المستدامة صعدت الجامعات من 16 جامعة عام 2019 إلى 37 جامعة عام 2023، بالإضافة إلى ظهور أربع جامعات مصرية فى التصنيف لأول مرة خلال العام 2023، وكل هذه مؤشرات بتحقيق خطوات وقفزات فى التعليم العالى والبحث العلمى، ونشر الأبحاث العلمية.
وخلال لقاءاته مع المجلس الأعلى للجامعات، أو أثناء حضور فعاليات وجلسات بناء الإنسان، حرص الرئيس السيسى على تأكيد أهمية أن تتضافر كل إمكانات المجتمع، لدعم التوسع فى تعليم جامعى حديث، كما استجاب الرئيس لطلب الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، حول رعاية مؤتمر قومى لآليات القبول فى الجامعات، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى، وشدد على أن التعليم الأساسى هو أساس انطلاق نحو المستقبل، والـ160 مليار جنيه المخصصة لوزارة التعليم ليست كافية، وحتى لو ارتفع الرقم إلى 200 مليارجنيه، هناك 25 مليون طالب يحتاجون إلى تريليون جنيه للتعليم الجيد، وأكد الرئيس أهمية أن تتم مناقشة وطرح هذه القضايا بصراحة وشفافية، وأعلن دعمه لكل مبادرة تطور التعليم، وأن صندوق تحيا مصر سيسهم فى دعم إنشاء جامعات جديدة.
الشاهد فى كل هذا أن التعليم الأساسى، والجامعى، والبحث العلمى، هى أساس التقدم، والقادرة على حل أى مشكلات، وربط التعليم بالتوظيف والصناعة.