أسرار جديدة يكشفها كتاب "السياسى الأخير"، للكاتب الأمريكى فرانكلين فوير، المتخصص فى كتابة السير الذاتية، عن الرئيس الأمريكى جو بايدن، والذى يسلط الضوء بشكل كبير على النصف الأول من ولايته الرئاسية، وكيف أدار الملفات والأزمات الكبرى التى واجهتها الإدارة الأمريكية وبمقدمتها سقوط أفغانستان فى قبضة تنظيم طالبان، وصولًا إلى الحرب الأوكرانية.
الكتاب الذى يحمل اسم "السياسى الأخير.. جو بايدن والنضال من أجل المستقبل"، والذى نشرت صحيفة نيويورك بوست مقتطفات منه قبل صدوره خلال الأسابيع المقبلة، تطرق إلى جوانب شخصية من حياة جو بايدن، الذى وصفه "فوير" بـ"الزعيم الأبوي" والذى راهن على تراكم الخبرات فى إدارة العديد من القضايا والملفات.
وعن انطباعات الكاتب بخصوص بايدن، ذكر كتاب "السياسى الأخير" أن "جو" طالما كان قلقًا بشأن سنه الكبير الذى كان فى دائرة الضوء، لافتًا إلى أنه لن يتفاجأ إذا ما اعلن بايدن انسحابه من الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024. وتابع: "أود أن أقول ذلك، سيكون ذلك مفاجأة بالنسبة لي. لكنها لن تكون مفاجأة تامة".. أعنى أنها لن تكون صدمة كاملة".
وأضاف: "عندما يتحدث بايدن عن حياته، فإنه يستخدم هذه الكلمة، القدر، باستمرار هو رجل متدين للغاية، والقدر كلمة محملة بالمعنى الديني. وهو يتحدث دائمًا عن أنه لا يستطيع أن يقول إلى أين يتجه القدر. ولذلك دائمًا، عندما أسمع ذلك، بالنسبة لى، فإن هذه هى عدم القرار فى الجملة عندما يتحدث عن مستقبله".
كتاب السياسي الأخير
وأشار الكتاب إلى أن بايدن الذى كثيرًا ما تمت الاستهانة بقدراته بسبب سنه المتقدم، كثيرًا ما استخدم ذلك لصالحه، أنه يتعمق فى مسيرة مهنية طويلة فى صنع السياسات والتقنيات التى يستخدمها لإنجاز الأمور.
وأضاف الكاتب: "لا يتطلب الأمر من بوب وودوارد أو غيرهم من الكتاب الكبار أن يفهموا أن جو بايدن كبير فى السن، وأننى لست متخصصا فى أمراض الشيخوخة ولا أستطيع التنبؤ كيف سيتقدم جو بايدن فى السنتين المقبلتين أعتقد أن ما يفعله كتابى هو أنه يظهر أنه شخص مدفون فى التفاصيل. أنه شخص تكنوقراطى للغاية، ومهووس حقًا بتعقيدات السياسة. أنه رئيس ناشط للغاية لأنه يدير الكثير من التعاملات فى البيت الأبيض".
وفقا للكتاب الذى نشرت منه نيويورك بوست مقتطفات، اعترف بايدن سرًا بأنه يشعر "بالتعب"، حتى عندما وصف خبرته السياسية الواسعة بأنها رصيد حيوي.
وكتب فرانكلين فوير عن بايدن: " كان عمره المتقدم عائقًا، وحرمه من الطاقة اللازمة لإلقاء حضور عام قوى أو القدرة على استحضار اسم بسهولة عكست شخصيته العامة التدهور الجسدى وضعف القدرات العقلية مع مرور الوقت، وهو ما لا يمكن لأى نظام غذائى أو تمرين أن يقاومه فى السر، كان يعترف أحيانًا بأنه يشعر بالتعب".
وعن الحرب الأوكرانية وتعامل بايدن مع هذا الملف، قال الكاتب أن قيادة بايدن فى زمن الحرب، فيما يتعلق بدعم أوكرانيا فى حربها ضد الجيش الروسى اعتمدت على غرائزه المتقلبة وثقته القوية بنفسه.
وأضاف: "كانت المزايا التى يتمتع بها وجود رئيس أكبر سنًا واضحة للعيان. لم يكن مجرد زعيم للتحالف، بل كان الشخصية الأبوية للغرب، الذى يمكن للقادة الأجانب أن يطلبوا منه النصيحة ويتطلعوا إليه للحصول على الضمانات"
ويتطرق الكتاب إلى الملف الأفغانى، وسقوط كابول فى قبضة طالبان، وقال إن بايدن كان له رد فعل غاضب عندما قيل له أن الرئيس الأفغانى فر من كابول خلال الانسحاب العسكرى فى عام 2021، فى يوم الجمعة 12 أغسطس 2021، غادر بايدن العاصمة لقضاء إجازة كان من المتوقع أن تكون منتصف أغسطس فى كامب ديفيد.
وبعد ثلاثة أيام، أخبره مستشار الأمن القومى جيك سوليفان بنبأ فرار رئيس أفغانستان آنذاك، أشرف غنى، وانفجر بايدن شاعرا بالإحباط والغضب عندما سمع النبأ وقال صارخا: "أعطنى استراحة!" وأصبح من الواضح للعالم أن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان سيكون أكثر فوضوية بكثير مما توقعته الإدارة.
وتوقع البيت الأبيض فى عهد بايدن تسليما تدريجيا للمسؤولية إلى الحكومة الأفغانية حتى 31 أغسطس 2021، عندما تبدأ حركة طالبان فى القيام بدور نشط فى حكم البلاد وبدلًا من ذلك، سيطرت طالبان على الأراضى مع خروج الولايات المتحدة من قواعد مختلفة وكانت تسير نحو أفغانستان قبل فرار غنى خوفا على حياته.
وكتب فوير "عند رؤية صور الأفغان وهم يسقطون من السماء، والتى أصبحت من أكثر مشاهد الإخلاء دراماتيكية، أدركت بساكى -متحدثة البيت الأبيض آنذاك- أنها مضطرة إلى قطع إجازتها العائلية وكتبت ساكى إلى رئيس موظفى البيت الأبيض آنذاك رون كلاين: “أنا أفكر فى العودة”، فأجاب كلاين: “أنا آسف. أعتقد أنك بحاجة إلى ذلك."
يشير كتاب فوير إلى أن بايدن أبدى اهتمامًا نشطًا بعملية الإجلاء، وطرح أفكارًا لنقل المزيد من الأشخاص على متن الطائرات وخارج البلاد وطلب إخطاره عندما يتمكن الأفراد من الخروج بأمان من أفغانستان، ومع ذلك، كتب فوير أن هذا "العمل اللوجستى المرتجل فشل فى التغلب على الانطباع بأن إدارة بايدن كانت تتصرف ببطء"
وجاء فى كتابه أن البيت الأبيض "صُدم" من حقيقة أن أشد الانتقادات لم تكن تأتى من وسائل الإعلام المحافظة فحسب، بل أيضًا من كتاب الأعمدة والمراسلين الموقرين الذين احترمتهم الدائرة الداخلية لبايدن واهتموا بهم.
وتابع أن كل ما شاهده بايدن من مقعده فى غرفة العمليات أكد اعتقاده بأن الخروج من الحرب بلا أمل هو المسار الأفضل والوحيد.
ويصور الكتاب الجديد كامالا هاريس على أنها تمتلك "آذان أرنب" - حساسة للغاية تجاه أى تلميح للنقد وتلاحظ على الفور أدنى قدر من الغضب. والنتيجة، كما يقول فوير، هى أن هاريس "تسمح للنقد بتوجيهها" وبالتالى تفشل فى تحقيق إنجازات ذات معنى.
وفقًا للكتاب، فإن افتقار هاريس إلى الإنجازات لم يكن نتيجة لعدم قدرتها على أداء الوظيفة لكن كان ذلك نتيجة لشخصية تقدر الإعداد لكل جانب ممكن من جوانب القضية، حيث كانت تقرأ باستمرار الكتب والمواد الإعلامية التى تنتقدها بينما تضغط على الأشخاص المكلفين بإحاطتها.
وقال إنها تشعر بانعدام الأمان العميق بشأن مكانتها التاريخية كأول امرأة سوداء تعمل فى منصبها، مما يساعدها على الاستعداد المستمر حيث أصرت هاريس فى البداية على أنها لا تريد أن تشمل محفظتها "قضايا المرأة أو أى شيء يتعلق بالعرق وفى الوقت نفسه، أرادت أن يكون معظم موظفيها من النساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة