أحمد جمعة

أشرف مروان.. رمز وطنى نفتخر به

السبت، 09 سبتمبر 2023 05:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع قرب ذكرى الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر 1973 تنشر الدوائر الرسمية والإعلامية الإسرائيلية معلومات متضاربة ومغلوطة، حول ملابسات الهزيمة الساحقة التي تلقاها الجيش الإسرائيلي في الملحمة التي نفذتها القوات المسلحة المصرية. لكن اللافت كل عام هو محاولة إسرائيل تشويه صورة الدكتور أشرف مروان بنشر أكاذيب حول طبيعة الدور الذي لعبه مروان في هذه الملحمة.

وعلى الرغم من اعتراف قيادات في شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي بفشلهم الذريع في معرفة موعد حرب أكتوبر عام 1973، إلا أن التراشق بين قيادات الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية مستمر حتى الآن، وذلك الفشل الكبير لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في معرفة موعد الحرب، وتلقيها ضربات قاصمة من الاستخبارات المصرية التي نفذت سلسلة من حلقات الخداع الاستراتيجي التي أشادت بها دوائر الاستخبارات العسكرية في كافة دول العالم.

اعترف شمعون منديس، الذى عمل فى شعبة المخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، بدور أشرف مروان المقرب من الرئيس محمد أنور السادات في خداع إسرائيل، وعلق العقيد المتقاعد بالقول : "لو كانت إسرائيل تمتلك عميلاً بهذه القوة والخطورة ويعمل بالقرب من دوائر صنع القرار فى مصر خلال تلك المرحلة فكيف إذاً فوجئت إسرائيل بالحرب، إلا إذا كانت تمتلك معلومات مضللة قدمها لها العميل المصرى العبقرى."

العقيد الإسرائيلي المتقاعد تحدث عن تولي الرئيس السادات ملف زرع أشرف مروان داخل جهاز الموساد الإسرائيلي منذ عام 1969، مؤكدا أن السادات الرجل المخادع العبقرى المثقف الذى تعلم فى السجن كثيراً نجح فى اللعب بورقة أشرف مروان بشكل هادئ، دون أن يثير شكوك الإسرائيليين تجاه الرجل ولو للحظة واحدة.

ويشدد على أن أكبر خطأ ارتكبته إسرائيل هو اعتمادها الكامل والمطلق على مصدر واحد فقط، وهو أشرف مروان، دون حتى أن يكلف الإسرائيليون أنفسهم بتحليل وتقييم تقاريره، لأنه نقل إلى تل أبيب مادة تم تحليلها وتقييمها على يد من أرسلوه، والذين عرفوا جيدا من خلال الدراسة والتأمل حقيقة الحافز النفسي الذى يقود التفكير الإسرائيلي. ويؤكد أن السادات زرع فى عقول ضباطه وقياداته هذا المفهوم من خلال تأكيده على أن تهديدات إسرائيل مجرد إرهاب نفسى.

وفي محاضرة مصورة له في أحد المراكز البحثة تحدث شمعون منديس العقيد المتقاعد في سلاح الاستخبارات الإسرائيلي عن الخدعة الكبيرة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي، واصفا أشرف مروان بالشخص الذي تمكن من تخدير القيادة الإسرائيلية بشكل كامل، مضيفا: كل ما يحتفظ به في إسرائيل عن أشرف مروان من صور وإثباتات لا قيمة لها.

وأضاف أن "الجميع في إسرائيل يعتقد أن أشرف مروان قدم لنا معلومات، وأن الإسرائيليين اعتقدوا أن مروان لا يعلم أننا نقارن المعلومات من أكثر من مصدر".

أسئلة عدة تتردد في أذهان الكثير عن سبب تركيز الجانب الإسرائيلي على قضية أشرف مروان أو نشر معلومات مضللة حول حرب أكتوبر خلال السنوات الماضية، الإجابة باختصار هي محاولة الجانب الإسرائيلي القيام بعملية غسيل أدمغة للجيل الجديد واستهداف الشباب العربي الذي لم يطلع بشكل كامل على تفاصيل أكبر ملحمة قادتها القوات المسلحة المصرية في التاريخ الحديث، وذلك بنشر معلومات ووثائق تقلل من الملحمة الكبيرة للجيش المصري، فضلا عن رغبة تل أبيب في الترويج لنظرية أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات من الصعب هزيمتها والانتصار عليها.

حرب أكتوبر هي ملحمة متكاملة قادتها القوات المسلحة المصرية التي حققت الانتصار في أكثر من 50 معركة، والمعركة هي القتال الذي يشارك فيه لواء عسكري فأعلى، وأي اشتباك يحدث بين تشكيلات أقل لا يحتسب معارك، علينا أن نفتخر بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر التي تحتاج لعدة مجلدات لرواية تفاصيل ما حدث منذ عام 1967 والتحرك المصري السريع بتنفيذ أبطالنا لعملية رأس العش، مرورا بعشرات العمليات الناجحة في حرب استنزاف حتى تحقق النصر الكبير في ملحمة أكتوبر.

الاعترافات الإسرائيلية الرسمية تؤكد تلقي إسرائيل هزيمة ساحقة.. ويعد الدكتور أشرف مروان جزءا أصيلا من هذه الملحمة الكبيرة التي نفذتها قواتنا المسلحة.

ولا ننسى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير كانت تصرخ وتطلب النجدة من الولايات المتحدة، وأجرت اتصالا هاتفيا في 9 أكتوبر 1973 مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وهي تصرخ: أنقذونا.. إسرائيل في ضياع‏.‏ فقدنا أكثر من‏400  دبابة وأكثر من‏ 50‏ طائرة‏.

أما مدير المخابرات الإسرائيلية إيلي زاعيرا في كتابه حرب يوم الغفران قال، إن خطة الخداع المصرية هي أكبر نجاح على المستوى الاستراتيجي.. ونجحت في خداع الجيش الإسرائيلي.

سيظل الدكتور أشرف مروان رمزا من رموز هذا الوطن الذين قدموا خدمات جليلة، لوطنهم وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه طبيعة الدور الوطني الذي لعبه الدكتور أشرف مروان في تنفيذ جزء مهم من خطة الخداع الاستراتيجي التي كانت سببا رئيسيا في تحقيق نصر أكتوبر، وهو شخصية وطنية نعتز ونفتخر بها دائما وأبدا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة