بابا نويل ما طلعش خيال.. عاش حياة النسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِّم قسًا فى عمر 19 عاما.. كان يبارك الخبز القليل فيأكله ويشبع منه الكثير.. المسيحيون فى ألمانيا وسويسرا وهولندا يتبادلون الهدايا باسمه بعد وفاته

الإثنين، 01 يناير 2024 01:00 ص
بابا نويل ما طلعش خيال.. عاش حياة النسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِّم قسًا فى عمر 19 عاما.. كان يبارك الخبز القليل فيأكله ويشبع منه الكثير.. المسيحيون فى ألمانيا وسويسرا وهولندا يتبادلون الهدايا باسمه بعد وفاته بابا نويل
​كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم مساء اليوم برأس السنة ولعل من أبرز أشكال الاحتفال بأعياد الميلاد "الكريسماس" أنها تُحاط دائمًا بمجموعة من الرموز المبهجة المرتبطة بها، يأتى على رأسها شخصية "بابا نويل" أو "سانتا كلوز"، وكذلك شجرة الكريسماس. واعتقد الكثير من المواطنين أن شخصية بابا نويل شخصية خيالية وليس لها تاريخ أو وجود.


 

قصة بابا نويل



يذكر كتاب السنكسار المعنى بتدوين قصص القديسيين فى الكنيسة الأرثوذكسية، أنه كان يسمى القديس نيكولاس من مدينة مورا أو باتارا بليكيا إحدى مقاطعات آسيا الصغرى، وكانت ميرا العاصمة قريبة من البحر، وهى مقر كرسى أسقفى.

ويعتبر اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة، وقد جمعا إلى جانب الغنى، ولم يكن لهما ولد، ولما شاخا تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس الذى امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته، ربّياه والداه تربية حسنة، ونشأ تحت رعاية الكنيسة فى نقاوة القلب، وفى سن الخامسة بدأ يتعلم العلوم الكنسية، ويومًا بعد يوم أضاءت تعاليم الكنيسة عقله وحمَّسته إلى التدين السليم.

وفى تلقيه العلم أظهر من النجابة ما دلَّ على أن الروح القدس كان يلهمه أكثر مما كان يتلقى من المعلم، فقُدِّم شماس. 



 

رهبنته



 وترهب فى دير كان ابن عمه رئيسًا عليه، فعاش حياة النسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِم قسًا وهو فى التاسعة عشر من عمره، وأستطاع عمل الآيات ومنها إخراج الشياطين وشفاء المرضى، وكان يبارك فى الخبز القليل فيشبع منه عددًا كبيرًا.

 

أعمال الرحمة



وتوفى والداه وهو شاب تاركين له أموالًا وثروة، فقرر أن يكرّس ميراثه فى أعمال الرحمة، وسرعان ما حانت له الفرصة لتحقيق اشتياقه، وذلك أن أحد رجال باتارا فقد كل أمواله لدرجة أنه لم يجد ما يأكل به، وكان عليه أن يزوج بناته الثلاث، إلا أنه لم يستطع ذلك بسبب فقره، فنوى ذلك الرجل أن يسلمهن لأعمال الدعارة، حين سمع القديس نيقولا بهذا الأمر أخذ مائة دينار وجعلها فى كيس وتحت ستار الظلام ألقاه من شباك منزل الرجل، الذى لما انتبه من نومه ووجد الكيس فرح كثيرًا وزوَّج بهذا المال ابنته الكبرى.

وكرر القديس نيقولاوس (نيقولا) نفس الأمر مع الابنة الثانية، ولما جاء دور الابنة الثالثة كان الأب يسهر ليراقب ويتعرَّف على شخصيته، ولبث ساهرًا فى المرة الأخيرة وحالما شعر بسقوط الكيس وسط منزله لم يأخذه بل أسرع إلى خارج البيت ليرى من الذى ألقاه فعرف أنه القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره كثيرًا لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن يتعرضن له من الضياع.



 

أسقف ميرا



قبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأى ذات ليلة فى حلم كرسيًا عظيمًا وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانًا يقول له: "البس هذه الحلة وأجلس على هذا الكرسى".

ورأى فى ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضًا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل، وحينما رحل أسقف مورا اجتمع الإكليروس والشعب لاختيار الأسقف الجديد، ظهر الملاك لرئيس الأساقفة فى حلم وأعلمه بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس، وعرَّفه عليه، ولما استيقظ أخبر الأساقفة بما رأى فصدقوا كلهم الرؤيا وعلموا أنها من السيد المسيح، ثم أخذوا القديس ورسموه أسقفًا على مورا.


واشتهر الأسقف بقداسته وغيرته وصنع الكثير من المعجزات، وتحمل الحبس من أجل الإيمان واعترف اعترافًا حسنًا فى نهاية فترة اضطهاد دقلديانوس، كما حضر مجمع نيقية المسكونى الأول وحرم الأريوسية.



 

سجنه



حينما حكم ملك دقلديانوس وأثار عبادة الأوثان، ولما قبض على جماعة من المؤمنين وكان القديس نيقولاوس يُعتَبر رئيس المسيحيين فى المدينة وكان يعظ ويعلم الشعب عن حقائق الإيمان بكل شجاعة، قبض عليه الوالى هو أيضًا وعذبه كثيرًا عدة سنين، وكان السيد المسيح يخرجه من العذاب سالمًا ليكون غصنًا كبيرًا فى شجرة الإيمان.

ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه فى السجن، فكان وهو فى السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم، ولم يزل فى السجن إلى أن مات دقلديانوس.

وحين مَلَك الإمبراطور قسطنطين البار أطلق سراح المسجونين ومن بينهم القديس نيقولاوس الذى عاد إلى كرسيه فى ميرا.



 

غيرته على الإيمان:



ويقول القديس ميثوديوس أنه بسبب تعاليم القديس نيقولاوس كان كرسى ميرا هو الوحيد الذى لم يتأثر ببدعة أريوس.


وحين كان القديس نيقولاوس حاضرًا مجمع نيقية تَحَمَّس ضد أريوس ولطمه على وجهه، فقرر الآباء على أثر ذلك أن يعزلوه من رتبته وقرروا حبسه، إلا أن السيد المسيح والسيدة العذراء ظهرا له فى السجن وأعاداه إلى حريته ورتبته.


وكان القديس يأخذ مواقف حاسمة ضدهم وضد الوثنية، من ضمن معابدهم التى دمرها كان معبد أرطاميس، وهو المعبد الرئيسى فى المنطقة، وخرجت الأرواح الشريرة هربًا من أمام وجه القديس.




 

اهتمامه بشعبه




من القصص التى تُروَى عن اهتمام القديس بشعبه أن الحاكم يوستاثيوس Eustathius أخذ رشوة ليحكم على 3 رجال أبرياء بالقتل، وفى وقت تنفيذ الحكم حضر القديس نيقولاوس إلى المكان وبمعجزة شلَّ يد السياف وأطلق سراح الرجال، ثم التفت إلى يوستاثيوس وحرَّكه للاعتراف بجريمته وتوبته. وكان حاضرًا هذا الحدث 3 من ضباط الإمبراطور كانوا فى طريقهم إلى مهمة رسمية فى فريجية، وحين عادوا إلى القسطنطينية حكم عليهم الإمبراطور قسطنطين بالموت بسبب وشاية كاذبة من أحد الحاقدين.


وتذكَّر الضباط ما سبق أن شاهدوه فى ميرا من قوة حب وعدالة أسقفها، فصلّوا إلى الله لكى بشفاعة هذا الأسقف ينجون من الموت، وفى تلك الليلة ظهر القديس نيقولاوس للإمبراطور قسطنطين وهدده أن لم يطلق سراح الأبرياء الثلاثة.


وفى الصباح أرسل واستدعاهم للتحقيق معهم، وحين سمع أنهم تشفعوا بالقديس نيقولاوس الذى ظهر له، أطلق سراحهم فى الحال وأرسلهم برسالة إليه طالبًا منه ألا يهدده بل يصلى من أجل سلام العالم. ظلت هذه القصة لمدة طويلة من أشهر معجزات القديس نيقولاوس.


وبعد رحيل القديس نيكولاس كان الكثيرون يتخذونه شفيعًا لهم، وكان المسيحيون فى ألمانيا وسويسرا وهولندا يتبادلون الهدايا باسمه فى عيد الميلاد المجيد.


وانتشر هذا التقليد فى أمريكا بعد ذلك بفعل البروتستانت الهولنديين، إلا أنهم حَوّلوا صورة القديس إلى صورة ساحر أسموه سانتا كلوز. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة