أكرم القصاص يكتب: السلاح والسياسة والعدل الدولية.. غزة 100 يوم من الجرائم الصهيونية

الإثنين، 15 يناير 2024 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: السلاح والسياسة والعدل الدولية.. غزة 100 يوم من الجرائم الصهيونية أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 100 يوم من بداية الحرب التى يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، بكل قواته الجوية والبرية والبحرية، تبدو الحرب من دون أفق واضح لنهايتها، فهى أطول حرب يشنها الاحتلال على الفلسطينيين، لكن بالرغم من حجم عنف وإجرام قوات الاحتلال على غزة، فشلت حكومة بنيامين نتنياهو فى تحقيق أهداف غير المزيد من قتل المدنيين وتجاوز عدد الشهداء 24 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى، بينما بقيت وعود نتنياهو ووزراء الحرب معلقة، لم يتحقق منها غير استعادة بعض المحتجزين فى الهدنة الأولى، التى قدمتها مصر، ودفعت لإنجاحها.
 
وأفسد نتنياهو مبادرة جديدة مصرية كانت ترمى لوقف العدوان، بعملية اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العارورى فى بيروت كمحاولة من رئيس الوزراء لتحقيق أى نتائج أمام الجمهور بحثا عن مخرج، خاصة أن العدوان لم يحقق ما أعلن عنه نتنياهو من وعود بإسكات المقاومة أو القضاء عليها، وهو أمر أثبتت العمليات استحالته، وتأكد فشل الاحتلال فى القضاء على الفصائل، أو تحرير المحتجزين، فضلا عن فشل مخططات تفريغ قطاع غزة من سكانه، أو إجبارهم على التهجير، وإعادة التوطين، وإحياء فكرة فصل القطاع عن الضفة الغربية، وهو أمر تصدت له مصر بحسم وخطوط حمراء واضحة.  
 
وبالرغم من فرق القوة تكبد الاحتلال خسائر اعترف بها، وهى مواجهة صعبة بجانب أن كل إطالة فى عملية التغلغل والقصف تمثل خسائر اقتصادية، وتعطيلا للكثير من المرافق والشركات والجامعات،
 
ورغم التزام الأطراف الإقليمية المختلفة بضبط النفس، فإن احتمالات اتساع الحرب إقليميا واردة بشكل كبير، بسبب السلوك التصعيدى للاحتلال وسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هروبا للأمام، حيث جددت عملية اغتيال العارورى وقيادات حزب الله احتمالات اتساع للصراع إقليميا، بإشعال حدود لبنان الجنوبية، ونقل التوتر إلى باب المندب من خلال اشتباكات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية، وهو ما أدى لرد فعل من الولايات المتحدة بقصف مواقع للحوثيين باليمن، وبالتالى انتقل التوتر إلى البحر الأحمر من غزة، فضلا عن تعرض المصالح الأمريكية للتهديد فى سوريا والعراق لنفس السبب.
 
من الصعب تحديد حجم الخسائر فى كل طرف، وتظهر النتائج النهائية بعد توقف العدوان، لكن بالرغم من فرق القوة لصالح الاحتلال فإن العدوان لم يحقق ما أعلنه نتنياهو أو وزير دفاعه، غير عدد الضحايا من الأطفال والنساء المدنيين فى غزة.
 
لكن من نتائج العدوان أن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة، وتضاعف حجم التعاطف الدولى مع القضية الفلسطينية والتظاهر والحملات التى تجتاح العالم وتجعل القضية الفلسطينية فى الواجهة،  بعد سنوات تراجعت فيها، لأسباب متعددة، فلسطينية وإقليمية ودولية. العدوان أعاد فرصة توحد الفصائل الفلسطينية، بعد سنوات من الانقسام،  وأن يكون أى تحرك ما بعد العدوان قائما على حل فلسطينى، بعيدا عن أى حلول مفروضة، وعلى مدار سنوات ظلت مصر ترعى المصالحة الفلسطينية، بالكثير من الصبر لتقريب وجهات النظر، انطلاقا من رؤية مصرية ترى أن الفلسطينيين ليس أمامهم سوى الوحدة.
 
بذلت الدولة المصرية جهودا للمصالحة، حيث تم عقد نحو 20 اجتماعا منذ 2017 برعاية الأجهزة المصرية، دفعت كلها نحو توحيد الصف الفلسطينى، آخرها فى مدينة العلمين الجديدة خلال يوليو الماضى، حيث تم عقد مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وبمشاركة الفصائل الفاعلة فى المشهد الفلسطينى، لبحث سبل إنهاء الانقسام، ومواجهة التحديات والاتفاق على رؤية وطنية وسياسية موحدة فى مواجهة الاحتلال وهو أمر أصبح ضروريا فى الوقت الحالى. 
 
وفى كل مناسبة يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، محورية القضية لمصر والإقليم، ومفتاح الاستقرار، ولم تتوقف الدولة المصرية منذ اللحظات الأولى عن بذل الجهود لوقف العدوان واستمرار تدفق المساعدات إلى غزة، وحرص الرئيس السيسى على تأكيد رفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، مؤكدا ضرورة الحل النهائى للقضية من خلال حل الدولتين.
 
وتوظف الدولة المصرية خبراتها وما تمتلكه من معلومات ومفاتيح من خلال توازن دقيق، بين خطوط حمراء للأمن القومى، ودعم كامل للقضية، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية مفتاح الحل، وهو ما تأكد فى كل لقاءات واتصالات الرئيس، مع رؤساء وقادة الدول الكبرى، والتى تتواصل يوميا، عربيا كانت القمة الثلاثية فى العقبة بين الرئيس السيسى، وملك الأردن عبدالله بن الحسين، والرئيس محمود عباس، مناسبة لتأكيد الالتزام بدعم القضية الفلسطينية واستمرار تدفق المساعدات والسعى لوقف العدوان. 
 
ومنذ اللحظة الأولى أعلنت مصر استمرار فتح معبر رفح من الجانب المصرى وحذروا الجانب الإسرائيلى من منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعطيل دخولها، وخلال 90 يوما تم دخول 7 آلاف طن أدوية ومستلزمات طبية و4.5 ألف طن وقود و50 ألف طن مواد غذائية و20 ألف طن مياه و12 ألف طن خيام ومواد إعاشة و88 سيارة إسعاف، وجرى استقبال 1210 مصابين و1085 مرافقا لهم، كما عبر 23 ألف فلسطينى مزدوجى الجنسية، بجانب 2623 مصريا عالقين بالقطاع.
 
وأخيرا انتهى العدوان الوحشى عند وقوف تقف إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى، متهمة بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، التى تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية، فى الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا، وقدم ممثلوها أدلة تؤكد تعمد إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فى غزة، وتصريحات نائب رئيس الكنيست ومسؤولين صهاينة تدعو لمحو غزة من على وجه الأرض، وتصف الفلسطينيين بأنهم  حيوانات بشرية، وقوف الاحتلال أمام محكمة العدل للمرة الأولى مناسبة جديدة لتأكيد جرائمه ضد الفلسطينيين، وسابقة تضاعف من كشف الأكاذيب للهروب من جريمة موثقة بالصور والأقمار الصناعية.
 
كل هذه نتائج سياسية للعدوان الذى يتواصل بلا أفق حتى الآن. 
 
p
p

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة