تسعى الدولة لتطوير مشروع الوقود الحيوى المستدام لإنتاج وقود الطائرات المستدام باستخدام المعالجة الهيدروجينية لزيت الطعام المستهلك.
ويتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابى كبير على البيئة وأيضاً على القطاع الطيران وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع حوالی300 ملیون دولار، ومن المخطط إقامته على جزء من أراضى شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات «أنربك» فى الإسكندرية.
ويأتى مشروع إنتاج وقود الساف (الوقود الحيوى) فى ضوء التوجه العالمى للتحول للطاقات الخضراء والتزام الدولة المصرية بتطبيق القوانين والمعاهدات الدولية التى تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتماشيا مع استراتيجية الدولة للتحول التدريجى نحو الاقتصاد الأخضر، حيث بحث المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مع مسئولى شركة هنى ويل، خلال الفترة الماضية عدة مشروعات فى مجال الطاقة الخضراء ينفذها قطاع البترول حالياً وترغب الشركة فى المشاركة بها وعلى رأسها مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF) Sustainable Aviation Fuel.
ويعد مشروع إنتاج وقود الساف (الوقود الحيوى)أحد أهم مشروعات القيمة المضافة التى يتم العمل على تنفيذها حالياً كما يضع مصر فى مقدمة الدول التى تنفذه فى المنطقة ويعزز فرص الاستثمار فى مجال توطين التكنولوجيات الحديثة المستخدمة عالمياً مما يحقق عائد على الاقتصاد القومى.
و يهدف مشروع إنتاج وقود الساف (الوقود الحيوى) إلى تلبية جزء من الاحتياجات المتنامية لشركات الطيران الوطنية والعالمية والتى ستلتزم وفقاً للقوانين الدولية بضرورة استخدام نسبة من وقود الطائرات المستدام تبدأ من 2% فى يناير 2025 وتصل إلى 70% بنهاية 2050.
وتأتى أهمية هذا مشروع إنتاج وقود الساف (الوقود الحيوى) نظراً للطلب الإقليمى والعالمى المتزايد على وقود الساف وهو ما تم التأكيد عليه خلال مؤتمر الـ COP27 بشرم الشيخ العام الماضى.
و هناك 24 مصنعا فقط لوقود الطائرات المستدام حول العالم مما يجعله أحد المجالات الجاذبة استثمارياً وتعد دراسة جدوى المشروع الجارى العمل عليها حالياً وامكانية تأسيس شركة جديدة لإنتاج وقود الطائرات المستدام بالشراكة بين وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة فى الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات وشركات القطاع الخاص حيث تقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع بـ 120 ألف طن سنوياً من منتج وقود الطائرات المستدام وذلك باستخدام زيت الطعام المستخدم والمتوفر محلياً كمادة خام أساسية اعتماداً على أحدث التكنولوجيات العالمية فى هذا المجال.
يعمل هذا الوقود على خفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 90% من الوقود التقليدى ومن المقترح إقامته بجوار شركة أنربك بالإسكندرية بهدف التكامل مع شركات قطاع البترول القائمة بالمنطقة.
وشهدت صناعة الطاقة فى مصر خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة فى مجالات الطاقة الخضراء، حيث تمتلك بنية تحتية قوية وخبرات ومهارات متميزة، بالإضافة إلى المرونة فى تبنى أى تكنولوجيات جديدة، ما مكنها من تحقيق العديد من النجاحات، ويأتى اتخاذ قطاع البترول لخطوات جديدة تعكس تقدم القطاع على مسار تنفيذ مشروعات الطاقة الخضراء والوقود منخفض وعديم الانبعاثات بالتعاون مع شركات عالمية، وذلك فى اطار مواكبة المتغيرات المستمرة فى قطاع الطاقة وتبنى قطاع البترول لاستراتيجيات التنمية المستدامة سواء بإزالة الكربون من عمليات صناعة البترول والغاز أو إقامة مشروعات للمنتجات الخضراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة