خبراء يناقشون تحديات الإغاثة الإنسانية فى قطاع غزة بمكتبة الإسكندرية

الأربعاء، 17 يناير 2024 05:43 م
خبراء يناقشون تحديات الإغاثة الإنسانية فى قطاع غزة بمكتبة الإسكندرية جانب من الندوة
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة «تحديات الإغاثة الإنسانية فى قطاع غزة»، والتى نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لقطاع البحث الأكاديمى، حول الدور المصرى فى دعم عمليات الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة والتحديات التى تواجهها المنظمات الأممية والإقليمية، وأيضًا المنظمات الأهلية.

وافتتح الندوة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وأكد أن موقف مصر واضح منذ بداية الأزمة، بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن معبر رفح مفتوح بشكل دائم وبلا انقطاع، كما أكدت العديد من التصريحات الرسمية أن مصر تجمع المساعدات وتطالب بتسهيل عملية إدخالها وعدم عرقلتها، إلا أن إسرائيل عطلت دخول المساعدات وأصرت على تحقيق أهداف محددة بصرف النظر عن احترام القوانين والمواثيق الدولية.

من جانبه، قال الدكتور أحمد الشربيني؛ مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إن منظمات الإغاثة تقوم بدور بطولى لإدخال المساعدات إلى غزة، حيث إنها تعمل فى ظل مشهد معقد للغاية. ولفت إلى أن هذا المشهد يتسم بعدة عناصر؛ منها انتقائية القانون الدولى الإنسانى، وتماهى القوى الغربية مع السردية الإسرائيلية بشكل مطلق. وأضاف أن ما يحدث فى غزة يؤدى لزيادة المعارضة العربية لاندماج إسرائيل فى المنطقة، كما أنه سيؤدى لتولد دورات عنف وانتقام أخطر من قبل، ولن تكون قاصرة على المنطقة بل ستكون عابرة للحدود.

وأشاد الشربينى بموقف الدولة المصرية فى مواجهة سيناريو التهجير، حيث أكدت القيادة السياسية أنها لن تسمح بحدوث ذلك، وذلك بتأييد الشعب المصرى الذى تجلى فى الانتخابات الرئاسية، إلى جانب الدور الكبير الذى تقوم به منظمات المجتمع المدنى لإيصال المساعدات إلى قطاع عزة.

أدار الندوة السفير الدكتور محمد العرابي؛ وزير الخارجية الأسبق، وأكد أن الإغاثة لا تمثل إطارًا إنسانيًا فقط بل سياسيًا أيضًا، فمصر هى شريان الحياة للشعب الفلسطيني. وحيا عرابى صمود الشعب الفلسطينى البطل، مؤكدًا أن جريمة الإبادة ستظل عالقة فى التاريخ، تلاحق مرتكبيها، وستبقى نقطة سوداء فى تاريخ الإنسانية.

من جانبها، أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة؛ الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة كارثى، وأن مصر تلعب دورًا حيويًا فى عمليات الإغاثة والدعم. ولفتت إلى أن جامعة الدول العربية قامت بالعديد من الحملات بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى الذى يتعاون بدوره مع الهلال الأحمر الفلسطينى، كما تمت زيارة معبر رفح والأطفال الخدج الذين أنقذتهم مصر.

وتقدمت بالشكر للدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى على جهود التنسيق السياسية والإنسانية لدخول المساعدات الطارئة للشعب الفلسطيني.

من جانبه، قال النائب الدكتور طلعت عبد القوي؛ عضو مجلس النواب المصرى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو التحالف الوطنى لتنمية العمل الأهلى التنموى، إنه بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم 8 أكتوبر 2023 استطاع التحالف الوطنى لتنمية العمل الأهلى التنموى تجهيز 108 قاطرات محملة بالأغذية والمياه والملابس والخيام، إلا أنها بقيت فى رفح لمدة عشرة أيام بسبب رفض الجانب الإسرائيلى دخول المساعدات، إلى جانب قصف الجانب الفلسطينى للمعبر.

ولفت إلى أن العديد من المنظمات المصرية تساهم فى تجهيز المساعدات، ويصل عددها إلى 65 قاطرة أسبوعيًا، كما أن آخر قافلة تحركت كانت تضم 575 قاطرة. وشدد على أن منظمات الإغاثة تعمل فى ظروف بالغة الصعوبة، كما أن الشعب المصرى له مواقف كريمة ومشرفة حيث يساهم المواطنين البسطاء بالتبرع فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمرون بها.

وأكد النائب الدكتور طلعت عبد القوى أن التحالف الوطنى مستمر فى القيام بدوره فى تقديم المساعدات لغزة، كما تستقبل الحكومة المصرية الجرحى والمرضى للعلاج فى مصر، لافتًا إلى أن 82% من جملة المساعدات التى دخلت قطاع غزة دخلت من مصر.

وفى كلمته، تقدم الدكتور أيمن الرقب؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، بالشكر لمصر قيادة وشعبًا على الموقف السياسى والإنسانى الذى أخذته منذ اللحظة الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية. وأضاف أن مصر أدخلت ستة آلاف شاحنة إلى قطاع غزة، وفتحت الأبواب أمام المرضى والجرحى للعلاج، وذلك فى ظل تعنت إسرائيلى وعرقلة لإدخال المساعدات، والإصرار على التفتيش وتحديد نوع الأغذية التى تدخل القطاع.

وتحدث "الرقب" عن معوقات الإغاثة فى غزة، ومنها استهداف الاحتلال لشاحنات مؤسسات الإغاثة التى تعمل داخل غزة، وصعوبة نقل المساعدات بين الشمال والجنوب، ومحدودية كمية الغذاء والأدوية، والتفتيش الدقيق من جانب الاحتلال، وقطع الكهرباء الذى يعرقل نقل المواد الغذائية، والاكتظاظ فى منطقة رفح وعدم وجود طواقم كافية لاستلام المعدات وتوزيعها.

وأكد وجود عدد من المتطلبات داخل القطاع والتى تستلزم وجود تعاون دولى لتحقيقها، ومنها توفير الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال، وإنشاء الخيام، وإدخال المساعدات لشمال قطاع غزة عبر حاجز إيرز، والسماح بدخول قدر أكبر من المساعدات، وضرورة توفير مياه صالحة للشرب، وتوفير العلاج المزمن، وإنشاء مناطق عازلة لوضع خيام مؤقتة حتى لا يحدث تكدس فى منطقة رفح.

من جانبه، قال علاء شلبي؛ رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن إسرائيل سعت بشكل معلن للحيلولة دول دخول المساعدات إلى غزة، مما يتناقض مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، التى تقضى بحظر العقاب الجماعى، وحظر التهجير القسرى للسكان، وعدم فرض قيود على مواد الإغاثة. ولفت إلى أنه وفقًا للقوانين الدولية فإن مسئولية إدخال المساعدات لا تقتصر على دول الجوار فقط، مؤكدًا على وجود ازدواجية فى المعايير عند تقديم المساعدات خاصة بالمقارنة مع دعم العالم للمنكوبين فى أوكرانيا.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة