تسببت أشهر من الجفاف في جميع أنحاء العالم في انخفاض منسوب مياه الأنهار والبحيرات إلى مستويات لا يتذكرها الكثيرون، ما كشف عن الكنوز الغارقة منذ فترة طويلة، وبعض الأخطار غير المرغوب فيها.
ورغم أن مشكلة جفاف الماء يؤثر بشكل سلبي على المواطنين فى العالم، إلا أنه جائت بنتائج إيجابية عبر استقطاب السياح إلى تلك المنطقة، وذلك بعد تداول مشاهد للمواقع الأثرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كنيسة بإسبانيا تعود للقرن الـ11
اثار ظهرت بعد الجفاف
وفى البداية، كشف الجفاف الذى تعانى منه إسبانيا عن حوالى 1700 موقع أثرى فى منها بقايا مدينة ستونهنج الإسبانية، وأيضا عن نصب تذكارى صخرى يعود إلى 5000 عام، وظهور كنيسة أثرية تغمرها المياه، يعود تاريخها إلى عدة قرون، وتعد بين المعالم الأثرية الشهيرة فى إسبانيا، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وأطلق على "سياحة الجفاف" هذا الإسم بسبب ظهور الآثار القديمة التى ظهرت فى بعض الدول والتى منها كنيسة فى بلدة سانت روما دى ساو الغارقة والتى ظهرت من مياه أحد الخزانات، وغمرت المياه قبل 60 عاما لتشكل خزان ساو الذي يزود مدينة برشلونة بالمياه، وعادة ما يظهر فوق السطح فقط الجزء العلوي من برج الكنيسة المكون من ثلاثة طوابق. والآن يقف المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر ثابتًا على أرض جافة وبدأ في جذب "سياح الجفاف".
ووفقا لصحيفة البيريوديكو الإسبانية، فقال سيرجيو إيبيريكو، الذي يزور الخزان كثيرًا: "إنه أمر لا يصدق مدى انخفاض منسوب المياه". ويقول: "أتذكر أنني كنت أجدف هنا وكان مستوى المياه في نافذة برج الكنيسة". يبلغ مستوى المياه الحالي في خزان ساو 6٪ فقط من سعته. في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت النسبة حوالي 19% وعادة ما يتجاوز متوسط شهر يناير 90%.
كما ظهرت أحجار تعود إلى العصر الحجرى الحديث فى مقاطعة كاسيريس بعد انخفاض منسوب المياه فى نهر تاجوس وخزان فالديكاناس فى المقاطعة نفسها، حيث ظهر ما يسمى ستونهنج الإسبانية أو Guadalperal Dolmen ويعتقد أنها عبارة عن دائرة مكونة من عشرات الأحجار الصخرية وتعود إلى 7000 عام.
اكتشاف مدينة منطقة الأمازون الإكوادورية
الجفاف
كما تم اكتشاف مدينة قديمة ضخمة في منطقة أوبانو، في غابات الأمازون المطيرة بجنوب الإكوادور، وعمرها 2500 عام مغطاة بالنباتات، أن هذا الاكتشاف قد يغير النظرة إلى القدماء المتمثلين في الصيد وجمع الثمار في المنطقة، حيث اكتشف العلماء، الذين اعتقدوا في السابق أن مستوطنات الأمازون القديمة كانت صغيرة وأن سكانها عاشوا حياة بدوية، أن المنازل والمساحات الخارجية لهذه المدينة القديمة المكتشفة كانت مصممة بشكل معقد ومتصلة بشبكة "مذهلة" من الطرق والقنوات.
وقال الخبير ستيفن روستين، مدير الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسى للبحث العلمى: "هذا موقع أقدم من أي موقع آخر نعرفه في منطقة الأمازون، "لدينا رؤية أوروبية المركز للحضارة، لكن هذا يوضح أنه يتعين علينا تغيير فكرتنا حول ماهية الثقافة والحضارة".
نقوش فى امازون البرازيل
كشف انخفاض منسوب مياه نهر الأمازون البرازيلى عن نقوش قديمة نتيجة الجفاف الشديد الذى تعانى منه المنطقة والذى يعتبر الأكثر شدة من المعتاد، والذي يعود إلى ظاهرتين مناخيتين: ظاهرة النينيو وارتفاع درجة حرارة المياه الاستوائية الشمالية للمحيط الأطلسى، وتعمل كلتا الظاهرتين الجويتين على تغيير الأنماط الدورية للمنطقة، والتي تحدث عادة في الفترة ما بين مايو وأكتوبر.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن نهر نيجرو، الرافد الرئيسي الذي يمر عبر الغابة الاستوائية،وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية وتم اكتشاف نقوش قديمة أطلق عليها "شخصيات الكهف" التي كانت تحت الماء.
وقال علماء الآثار إن الرسوم التوضيحية المنحوتة بعمق في الصخر الأسود على ضفاف النهر تصور وجوها بشرية وحيوانات وأشكالا أخرى، ويعتقد أن عمرها يتراوح بين 1000 و2000 عام
سفينة تعود للحرب العالمية الثانية فى كاليفورنيا
فيما أعلنت خدمة الغابات الأمريكية اكتشاف سفينة تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية فى بحيرة شاستا التى جفت بفعل تغيير المناخ بولاية كاليفورنيا، وأطلق عليها اسم قارب هيجينز أو "قارب الأشباح" على فيس بوك، واكتشف المسؤولون أنه يحمل علامة "31-17" على جانبها، والتى قالوا إنها تأكيد على أن السفينة كانت مخصصة لنقل هجوم يو إس إس مونروفيا، وفقًا لخدمة الغابات الأمريكية.
إيطاليا: قنبلة من الحرب العالمية الثانية
أطول نهر فى إيطاليا، "بو"، هو مورد رئيسى للبلاد بأكملها، لكن هذا الصيف، كان جافًا حيث يواجه أسوأ جفاف له منذ 70 عامًا. فانخفضت مستويات المياه فيه الأمر الذى سمح بالكشف عن قطعة أثرية مغمورة وهى قنبلة تزن 1000 رطل تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.
اكتشف صيادون القنبلة الأمريكية الصنع، بالقرب من قرية بورجو فيرجيليو بشمال إيطاليا، بالقرب من مدينة مانتوا.
جسر بونس فى ايطاليا
كما تجلى الجفاف في إيطاليا في الفترات الأخيرة وادى انخفاض منسوب المياه في الأنهار إلى ظهور جسر بونس نيرونيانوس وهو أحد الهياكل الرومانية القديمة والجسور التي بناها الامبراطور نيرو قبل 2000 عاما .
المكسيك
كما وصل الجفاف أيضا إلى المكسيك ، ومع انخفاض منسوب المياه لأحد الأنهار، ظهر ما ما يسمى بمعبد كبشولا، وهو تراث يعود إلى القرن السادس عشر، وانهارت جدرانه الرئيسية بسبب الظروف البيئية ، ولكن الهيكل لا يزال موجودا، ومع انخفاض منسوب المياه بدأ في الظهور مجددا.
احجار الجوع فى التشيك
كما أظهرت ما يسمى بأحجار الجوع فى التشيك، وهى التى ظهرت في نهر ألبه بالقرب من بلدة دوين، وأيضا في نهر الراين بألمانيا، وهى أحجار مكتوب عليها رسائل تعود إلى عام 1616 حيث كان يعيش الناس في حالة من الجفاف والجوع، ومكتوب على احد الأحجار "اذا رأيتى ابك".
