مصطفى فرغلى

شاومينج بيغشش.. الخطر المستمر على المنظومة التعليمية

الإثنين، 22 يناير 2024 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أربي أبنائى بمساعدة زوجتى على القيم والأخلاق قدر استطاعتنا، ننجح مرات ونخفق أحيانا، فكل شيء عند ربنا بمقدار وحكمة وترتيب وتدبير وتوفيق، نؤمن بذلك أيُّما إيمان، أؤكد وزوجتى على قوله تعالى "‏وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى"، نؤكد أيضا على أن ما من عملٍ يفعله المرء من خير إلا ويكافئه الله بأفضل منه وأحسن، فقد قال سبحانه "وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا" فهو الكريم الجواد، نتحدث معهم عن حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى أن من غشنا ليس منا، ونثبت بداخلهم أن من جدّ وجد.

أكبر أبنائى أحمد الشهير بـ"أسد" في الصف الثالث الإعدادى، يذاكر ويجتهد قدر استطاعته، لا يحب الغش – نعزز ذلك بداخله - يساعد من يطلب منه المساعدة لا يبخل على أحد بمعلومة، حفظه الله وأخواته وزملاءه، عاد أحمد من امتحان مادة الدراسات محبطا جدا، لأنه علم أن ورقة الأسئلة تسربت وعرفها البعض الذين هم أدنى منه اجتهادا.. علم أن فلان "قفِّل" ورقة الإجابة بفضل الغش، ما شتت دواخله فتساءل لماذا أجتهد؟ لماذا أذاكر؟ لماذا أكلف أبى مصاريف دروس خصوصية؟، وأكلف أمى التعب والسهر بجانبى أثناء مذاكرتى؟

نحاول جاهدين أنا وزوجتى الحبيبة لنؤكد له مرة أخرى أن الاجتهاد هو مناط العلم وأنه ذروة السنام، وأن من جدَّ وجد، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وسنعمل على هذا ما أمدنا الله بحياة حتى نلقاه دون غش بإذن الله.

الطامة الكبرى أن بعض أولياء الأمور يرحبون بمثل هذا الغش المتمثل فى شاومينج بنغشش، ألا يعلم هؤلاء أنهم يخرِّبون عقول أبنائهم بأيديهم، فينشئون لنا جيلا فاشلا لا يعرف إلا الغش والمكر والخداع، فيغش ويسرق وينهب ويخدع ويمكر، لا يهمه سوى نفسه.

هل سأل أولياء الأمور أنفسهم: لماذا يسرب جروب الغش الامتحانات؟ وما هدفه؟ لماذا تصل إليهم بهذه السهولة؟

يا سادة إنهم لا يريدون لمصر أن تقوم لها قائمة، فيبدأون بتدمير العقول وإحباط المجتهدين ومن ثم تدمير البلد، تماما بتمامٍ مثل ما يفعل مروجو المخدرات، فنجدهم يحاربون أولادنا بأنواع لا حصر لها من المخدرات، فيما نجد شاومينج يسهل لهم النجاح فلا يتعلمون شيئا، فيشبون صدورهم وعقولهم وقلوبهم خاوية لا علم فيها ولا خير.. 

يا سادتى.. ارفضوا شاومينج علموا أولادكم أن من غشنا ليس منا، كما قال لنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ازرعوا فيهم أن الخير كل الخير فى الاجتهاد قدر الاستطاعة، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلا تتعاملوا مع شاومينج لأن العاقبة غير سارة.

ثم أين وزارة التعليم من شاومينج بنغشش؟ بل أين كل أجهزة الدولة من هذا الكيان المخرب الذى يهدد المنظومة التعليمية بل يهدد مصر بأكملها؟، متى نقضى على تلك الآفة وهذا الطاعون؟ فيأخذ المجتهد حقه فيتقدم على من هو دونه، ويتحسر المقصر جزاء تقصيره فيتأخر عن من هو أعلى منه علمًا واجتهادًا.

الحكمة تؤكد أن الضرورات تبيح المحذورات، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد بعث صلى الله عليه وسلم من يتفقد جيوش العدو ليعرف معلومات عنهم فيفيد جيش المسلمين، كما لنا في أسلافنا المصريين قادة حرب أكتوبر 73 وما قبلها أسوة أيضا، فقد زرعوا رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان بين أحضان العدو فأتى بمعلومات أفادت بلدنا الحبيبة مصر، وما نحن فيه الآن لا يقل أهمية عن حرب النبى الأعداء وعن حرب مصر إسرائيل، فلماذا لا يبحث المسؤولون المعنيون "كلهم لا أستثنى أحدا" أقول لماذا لا يبحثون عن طريقة أو أخرى حتى لو كانت محظورة، أكرر حتى لو كانت محظورة، فيكشفون شاومينج بيغشش هذا، ويفضحون من يقف وراءه ويحاسبونه حسابا عسيرا جراء ما دمر ويستمر في تدمير عقول أبنائنا.









الموضوعات المتعلقة

اشترى نفسك

السبت، 05 أغسطس 2023 12:11 م

الستر والبحث عن التريند

السبت، 22 يوليو 2023 11:06 ص

لماذا خلق الله الشر؟

الجمعة، 10 مارس 2023 10:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة