إدخال تكنولوجيا الطاقة النووية إلى مصر حلم راود المصريين كثيرًا منذ نحو أكثر من نصف قرن، ليقدر الله أن يتحقق في ظل الجمهورية الجديدة من خلال محطة الضبعة التي تعد بوابة الدخول إلى عالم الطاقة النووية السلمية، وما نود الإشارة إليه في مقالنا تسليط الضوء على أهمية هذا المشروع الضخم الذى يساهم في إنتاج مصر من الكهرباء، كما سيتيح لها تنويع مصادرها من الطاقة البديلة ويقلل الاعتماد على النفط والغاز خلاف الفوائد البيئة الكبيرة والاقتصادية المتعددة لأن الطاقة النووية تتميز بنظافتها وعدم الإضرار بالبيئة، إذ لا تتسبب في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تسهم في تغير المناخ.
واليوم، مصر أمام حدث تاريخى بامتياز وهو حفل فعالية صب خرسانة المفاعل الرابع في محطة الضبعة النووية بالتعاون مع روسيا، وأعتقد أن هذا الحفل سيعد نقطة فارقة في تاريخ مصر والمنطقة لأنه يجعل ورقة الطاقة في يد مصر، ويدخلها عصرا جديدا من وفرة الطاقة وتصديرها.
إضافة إلى أن هذا المشروع سيعمل على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للمصريين، والمهم أن هذا المشروع سيساهم بقوة فى توطين التكنولوجيا النووية السلمية، لأنه يعتمد على تدريب الخبراء المصريين ومشاركة شركات مصرية في تنفيذ 25% من المشروع، خلاف أن روسيا تلتزم بإنشاء مدرسة فنية نووية لتدريب وتخريج الفنيين.
نهاية.. إذا كان مشروع السد العالي مشروع القرن العشرين، فإن مشروع محطة الضبعة النووية يعد مشروع القرن الحادي والعشرين فى مصر بكل المقاييس، والأهم أن يعى الجميع أن مصر في ظل الجمهورية الجديدة تنشد التنمية المستدامة بأشكالها المتعددة وتصمم على وضع مصر على الخريطة العالمية في كل المجالات وتحقيق أحلامها وطموحاتها مهما كانت التحديات والتهديدات.. حفظ الله مصرنا الغالية