انطلقت اليوم الخميس الأنشطة الفنية والطلابية بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ55، بأعمال تدعم القضايا الإنسانية، في إطار رسالة الأزهر السامية في نشر الوعي والثقافة، وتجسيد دور الفن الهادف الذي يتناول القضايا المصيرية؛ لتشكل برهانا على أن الإنسانية متجذرة في نفوس براعم أبناء الأزهر الشريف، وأن طلاب الأزهر مهما كانت أعمارهم قادرون على دعم قضايا أمتهم وعالمهم العربي والإسلامي.
وافتتح جناح الأزهر في أول أيام بتلاوة قرآنية لسورة "أقرأ" هذا الأمر الإلهي الذي يؤكد أهمية القراءة وكونها مفتاح العلم والمعرفة؛ التي تفتح أبوب العقل على العالم الخارجي، وتجعل الإنسان أكثر فهم لذاته الحضارية والثقافية، فلا يكون عرضة للتغريب أو الشعور بالفراغ الداخلي الذي يدفعه إلى تقبل الأفكار الضالة والشاذة، بالإضافة إلى فقرات الإنشاد الديني وإلقاء الشعر.
وكخطوة إنسانية بعث جناح الأزهر في أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ55، رسالة واضحة للعالم؛ مفادها أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، وأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش في وطنه حرا أبيا، وتم التعبير عن هذا التضامن من خلال عرض مسرحي قام به طلاب منطقة أسيوط الأزهرية، جسدوا من خلاله المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضده، حيث بدأ العرض المسرحي بمجموعة من المشاهد تجسد معاناة الشعب الفلسطيني، من تهجير قسري، وقتل وتشريد، وتدمير للبيوت والمرافق، وفي نهاية العرض المسرحي، وجه الطلاب رسالة للعالم، أعربوا فيها عن أملهم في أن يروا الفرحة على وجوه أطفال فلسطين، وأن القضية الفلسطينية هي قضية الأجيال، وأنها مسؤوليتهم الحفاظ عليها.
وفي لفتة حضارية سلطت الأعمال المسرحية الضوء على قضايا الحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض من التلوث، فقد جسدت الشخصيات المسرحية معاناة البيئة من التلوث، وجرائم الإنسان ضدها، وقد جاء العمل ليؤكد أن المسؤولية البيئية هي مسؤولية الجميع، وأن السلوك السلبي في التعامل مع البيئة لا يقل جرما عن السلوك السيء الذي يلحق اضرارا بالبيئة، بالإضافة إلى مجموعة من المشاهد تعبر عن السلوك البيئي المسؤول وكيف يمكن من خلاله المساهمة في حماية البيئة والحفاظ عليه.
كما قدم الطلاب مشاهدا تمثيلية عن أهمية اللغة العربية في حياتنا اليومية، جسدوا من خلالها دور اللغة العربية في التأكيد على الذات الثقافية للعرب والمسلمين، حيث إنها لغة القرآن الكريم، فهي ليست مجرد لغة للتواصل والتفاعل فقط، بل هي لغة الحضارة العربية والإسلامية، وهي رباط قوي بين أصحابها ورمز من رموز وحدتهم وعليهم أن يتمسكوا بها، وأن يعززوا قيمتها من خلال التمسك بها في كل المجالات.
وقد لاقت العروض المسرحية والأعمال الفنية استحسانا كبيرا من رواد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث عبر الجمهور عن إعجابه بالعروض ورسالتها الهادفة النبيلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة