محمود دياب

وجوب التأجيل

الإثنين، 29 يناير 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يختلف على أن شعيرتي العمرة والحج من الشعائر التي يتوق لأدائها  نفوس كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما تتوق عيونهم النظر إلى الكعبة المشرفة، والطواف حولها، وزيارة قبر الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، وتشتاق قلوبهم قبل أجسامهم للصلاة في المسجد الحرام والروضة الشريفة وختام القرآن فيهما، حتى يطهر الله قلوبهم، ويغفر ذنوبهم، ويحسن ختامهم، وأدعو أن يكرمنا الله جميعا بهذه الزيارة الشريفة الجليلة.
 
ولكن بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، والتي انعكست على بلدنا الحبيب مصر، مما أدى إلى أزمة نقص العملة الصعبة وارتفاع أسعارها مقابل العملة المحلية، وتجاهد الدولة في توفيرها لاستيراد الاحتياجات الغذائية من السلع الأساسية، وطرحها قدر الإمكان بأسعار مناسبة، مراعاة للأسرة المتوسطة ومحدودي الدخل، فقد وجب على كل إنسان نوى الاتجاه إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة أو الحج هذا العام أن يؤجل هذه الرحلة المقدسة، خاصة من أداها قبل ذلك، في ظل المعاناة التي يعيشها الاقتصاد حاليا، وحتى لا يحدث تفاقم أكثر من ذلك في أسعار العملات الصعبة، وذلك تدعيما للاقتصاد والنهوض به.
 
وعليهم أن ينفقوا أموالهم المخصصة لهذه الرحلة وهي آلاف الجنيهات على الأسر الفقيرة، والمساكين، وزواج اليتيمات، وغير القادرين من الشباب، وسداد الديون عن المدينين والغارمين، وعلاج المرضى، وفك الكرب.. وعليهم ان يتذكروا أن الله سبحانه وتعالى رب قلوب ونوايا، وسوف يكتب لهم في صحائفهم ثواب ما في نواياهم إن كانت عمرة أو حجا، ويحتسبها لهم، وكما ذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني في إحدى خطبه على المنبر - وهو أحد علماء الحنابلة وأشهر الأولياء في التصوف الإسلامي: "لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع و خير ممن قام لله راكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع فيا بشرى لمن أطعم جائعا.
 
و قال رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».. ولذا علينا جميعا أن نتعاون في هذه المحنة والنظر للفقراء والمساكين والمحتاجين، وأن نتكاتف من أجل أن يمر الوطن الغالي من هذه الظروف الصعبة الدقيقة والراهنة إلى بر الأمان، ولا نعطي الفرصة لأعدائنا الذين يتربصون بنا ويحاولون أن يهدموا اقتصاد مصر.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة