وأوضح المقال - الذي شارك في كتابته أرتيم ماجولين ولوك هاردنج - أن تلك الخلافات ظهرت علاماتها وبوادرها من خلال الصراع الحالي بين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني بعدما طلب الرئيس زيلينسكي من القائد العام تقديم استقالته إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

وأضاف أن تلك الخلافات بدأت تثير تكهنات بأن الرئيس الأوكرانى قد يقدم على إقالة القائد العام، موضحا أن الخلافات بين الطرفين قائمة منذ عدة أسابيع في ظل فشل الهجوم الأوكرانى المضاد، والذي بدأ في يونيو الماضي إلا أنه فشل في تحقيق أي تقدم أو اختراق الدفاعات الروسية القوية على خطوط المواجهة.

وأشار إلى أن البديل المقترح في الوقت الحالي لتولي منصب القائد العام هو كيريلو بودانوف مدير جهاز المخابرات الحربية والمسئول عن العمليات السرية ضد موسكو، مشيرا إلى أنه ما زال من غير الواضح إذا كان لدى القيادة الأوكرانية خطة عسكرية بديلة لتنفيذ أي هجوم ضد القوات الروسية في ظل متانة الدفاعات الروسية على خطوط المواجهة خاصة أن الأزمة الحقيقية التي تعاني منها أوكرانيا لا تنحصر في موقف قواتها في ساحة القتال فحسب وإنما في إقناع الكونجرس الأمريكي بالموافقة على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأمريكية تصل قيمتها إلى 61 مليار دولار.

وأكد المقال أهمية تلك الحزمة من المساعدات العسكرية الأمريكية حيث أنها ستسهم في توفير معدات عسكرية وأسلحة للجانب الأوكراني لمدة عام تقريبا.. مضيفا أن القائد العام يحظى بشعبية كبيرة داخل أوكرانيا قد تفوق شعبية الرئيس الأوكراني شخصيا وهو ما يثير غضب زيلينسكي خاصة أن هناك اقتراحا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والتي تأجلت بسبب حالة الحرب التي تخوضها أوكرانيا بموجب قانون الطواريء.

وأشار المقال إلى تصريحات زالوجني لمجلة "ذي إيكونوميست" في نوفمبر الماضي والتي أعرب فيها عن اعتقاده أن الحرب وصلت لحالة "جمود" وناشد الغرب تقديم مساعدات جديدة لبلاده وهي التصريحات التي أنكرها زيلينسكي لاحقا.. مؤكدا أن الأمر لم يصل إلى حالة الجمود.

ولفت المقال، في الختام، إلى أن هناك تكهنات تشير إلى أن القائد العام سوف يكون المنافس الوحيد القوي أمام زيلينسكي في حالة إجراء أي انتخابات رئاسية في ظل حالة الحرب التي تخوضها أوكرانيا في الوقت الحالي.