ثريّة قماشة مصر، وغنيّة بالخيوط والألوان، لا فارق بيها بين قبطى ومسلم أو مُغاير للاثنين، وإن فتحت كتاب المُبدعين ستجد طوابير من كل مُعتقد ولون وجغرافيا، يختلفون فى قبلتهم ومحطّ صلواتهم، لكنهم يتفقون فى الهوية الغنية بالتحضّر والموهبة والإتقان، ويتشاركون جميعًا فى تُراب مصر وهوائها ومياه نيلها، المبدعون كُثر؛ إنما فى أجواء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، قد يكون مُناسبًا أن نستذكر عيّنة من الرموز الفنية والإبداعية المسيحية، الذين جمعوا محبة مصر والمسيح فى قلوبهم، وغلّفوها بالموهبة والإبداع، كأنهم تعمّدوا فى ماء الفن والإبداع؛ فامتزجت أرواحهم الوديعة بمواهبهم البديعة الصاخبة؛ فكانوا قوّة ناعمة للبلد صاحب التاريخ العريق، وتركوا أثرا لا ينطفئ فى ذاكرة مصر ومُدوّنة فخرها بأبنائها العظام.
يوسف شاهين
رحل المخرج الكبير عن عالمنا فى 27 يوليو 2008، وهو مولود بالإسكندرية ودرس فى كلية «سان مارك» الفرنسية، ومنها لكلية فيكتوريا الإنجليزية، ثم سافر الولايات المتحدة لدراسة التمثيل بكلية مسرح باسادينا فى كاليفورنيا، وعاد إلى مصر ليقدم أول أعماله فيلم «بابا أمين» 1950، ثم فيلم «ابن النيل» وشارك به فى مهرجان كان بفرنسا.
ترك رصيدا كبيرا من الأعمال، بنحو 40 فيلما متنوعة، منها «باب الحديد» من بطولته بجانب هند رستم وفريد شوقى، و«صراع فى الوادى» مع صديقه عمر الشريف، و«الناصر صلاح الدين» و«الأرض» و«عودة الابن الضال»، وفيلم «إسكندرية.. ليه؟» الذى نال عنه جائزة الدب الفضى بمهرجان برلين، و«المصير» الذى رُشّح عنه لجائزة السعفة الذهبية من مهرجان «كان»، ونال فى الدورة نفسها جائزة «إنجاز العمر» فى يوبيل المهرجان الذهبى، فضلا على عشرات الجوائز والتكريمات المحلية والعالمية.
آدم حنين
أحد أشهر نحاتى مصر، وُلد بالقاهرة 1929 لأسرة من أسيوط، وحصل على شهادات من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وأكاديمية ميونيخ الألمانية، وبحلول الستينيات كان قد أثبت نفسه على الساحة الفنية.
تخلل عمله إعداد دراسات طويلة لمواقع التراث المصرى، وفى 1972 غادر برفقة زوجته عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب لمزيد من الدراسة فى فرنسا، وعادا بعد 25 سنة، وقد ساعد فى ترميم تمثال أبو الهول عام 1998 ولاقى عمله إشادات مهمة محليا ودوليا، وأسس سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت 1996، وفى 2014 حوّل منزله بالجيزة إلى متحف، ومن بين الأوسمة التى حازها ميدالية الدولة المصرية، وجائزة مبارك، وجائزة الدولة التقديرية، ورحل فى مايو 2020.
وتتميز أعماله بالتركيز على البيئة المحلية وتراث مصر القديمة، ولديه قدرة على التعبير عن الواقع الاجتماعى، وتقتنى بعض الجهات عددا من أعماله، منها وزارتا التعليم والثقافة، ومتحف الفن الحديث، وقرية الفن بالحرانية، ومبنى مؤسسة الأهرام الصحفية، وحديقة النحت الدولية فى دالاس الأمريكية.
سناء جميل
من أهم نجمات التمثيل المصريات، اسمها ثريا يوسف عطا الله، التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ولم تكن على وفاق مع شقيقها بعدما علم بامتهانها التمثيل، فلجأت لأستاذها الراحل زكى طليمات، فسمّاها سناء جميل وساعدها على الإقامة فى بيت طالبات والانضمام لفرقة المسرح الحديث.
عملت مع فرقة فتوح نشاطى المسرحية بعد تخرجها فى المعهد، وشاركت فى أكثر من فيلم خلال الخمسينيات، منها: بشرة خير، حرام عليك، أما بدايتها الحقيقية فكانت من خلال دور «نفيسة» فى فيلم «بداية ونهاية» عن رواية نجيب محفوظ. وقدمت عددا من الأفلام المهمة، أبرزها: الزوجة الثانية، ومرت الأيام، بلا مؤذن الرسول، اضحك الصورة تطلع حلوة، وتليفزيونيا: الراية البيضا، ساكن قصادى، ابن سينا، خالتى صفية والدير، الرقص على سلالم متحركة.
من أهم نجمات التمثيل المصريات، اسمها ثريا يوسف عطا الله، التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ولم تكن على وفاق مع شقيقها بعدما علم بامتهانها التمثيل، فلجأت لأستاذها الراحل زكى طليمات، فسمّاها سناء جميل وساعدها على الإقامة فى بيت طالبات والانضمام لفرقة المسرح الحديث.
عملت مع فرقة فتوح نشاطى المسرحية بعد تخرجها فى المعهد، وشاركت فى أكثر من فيلم خلال الخمسينيات، منها: بشرة خير، حرام عليك، أما بدايتها الحقيقية فكانت من خلال دور «نفيسة» فى فيلم «بداية ونهاية» عن رواية نجيب محفوظ. وقدمت عددا من الأفلام المهمة، أبرزها: الزوجة الثانية، ومرت الأيام، بلا مؤذن الرسول، اضحك الصورة تطلع حلوة، وتليفزيونيا: الراية البيضا، ساكن قصادى، ابن سينا، خالتى صفية والدير، الرقص على سلالم متحركة.
لويس عوض
مفكر مصرى ولد بالمنيا 1915، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية بامتياز عام 1937، وحصل على ماجستير فى الأدب الإنجليزي من جامعة كامبردج 1943 ودكتوراه من جامعة بريستن 1953، وعمل مدرسا مساعدا للأدب الإنجليزى، ثم مدرسا فأستاذا مساعدا بجامعة القاهرة، ثم رئيس قسم اللغة الإنجليزية 1954، وأشرف على القسم الأدبى بجريدة الجمهورية عام 1953.
من أهم مؤلفاته الكتب الأكاديمية الثلاثة التى درّسها فى الجامعة، ووضع فيها الأساس النظرى للمنهج التاريخى فى النقد: الأول «فن الشعر لهوراس» 1945، والثانى «بروميثيوس طليقا لشلى» 1946، والثالث «فى الأدب الإنجليزى الحديث» 1950. ومن أبرز أعماله مذكراته «أوراق العمر»، وروايته الشهيرة «العنقاء»، ويسجل فى مقدمتها ما عاشه خلال شبابه، بجانب ديوان «بلوتو لاند وقصائد أخرى»، وكتب: تاريخ الفكر المصرى الحديث، مقدمة فى فكر اللغة العربية، المسرح العالمى، الاشتراكية والأدب، دراسات أوروبية، رحلة الشرق والغرب، أقنعة الناصرية السبعة، مصر والحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة