تمثل الحارة المصرية مستقرًا لكثير من العائلات والبيوت المصرية لكن كيف نشأت الحارة؟ وهل صاحبت نشأتها نشأة القاهرة ذاتها أم أنها نشأت فيما بعد كنوع من أنواع الامتداد العمراني المنبثق من الشوارع الكبرى.
والحقيقة أن ذلك السؤال مهم جدًا لأن بعض الحارات المصرية تحوى الكثير من الشواهد الأثرية ووفقًا للمصادر التاريخية تبدأ حكاية الحارة المصرية منذ تأسيس القاهرة عندما قام جوهر الصقلي بتخطيط المدينة على مساحة 340 فدانا تقريبا خصص منها حوالي 240 فدانا لتخطيط حارات سكنى الجند والفرق العسكرية وسمى كل حارة باسم الفرقة التي سكنتها، وعلى امتداد العصر الفاطمي وما تلاه نشأت حارات جديدة مع التوسع العمراني للمدينة.
وكانت العادة في القاهرة منذ نشأتها أن يطلق على الحارات والدروب أسماء القبائل والأمراء، والتجارات والصناعات، والحرف، والأسواق التي توجد بها، كما كان يطلق عليها أسماء الجماعات أو الأفراد التي اختطتها وسكنتها لأول مرة.
ووفقا لحسن عبدالوهاب في تخطيط القاهرة وتنظيمها منذ نشأتها (مجلة المجمع العلمي المصري، المجلد 37/2) وفرانسوا جومار في مؤلفه "وصف مدينة القاهرة وقلعة الجبل" ظل الأمر كذلك حتى سنة 1847 حين أصدر الوالي أمراً بتسمية الشوارع وترقيم الدور الواقعة على جانبيها.
وأنشأ القاهرة القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة (358 هـ - 969 م) شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاثة سنوات، وأطلق عليها اسم "المنصورية" ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 7 رمضان 362هـ= 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها "القاهرة" وهو اسمها الحالي، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية وشهدت القاهرة أزهي أوقاتها آنذاك من الازدهار بحكم كونها عاصمة للدولة الفاطمية وكانت مساحتها على حوالي 340 فدانا، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحيطت العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة