يلتقى منتخب مصر نظيره الموريتاني الملقب بـ المرابطين، في لقاء مثير ضمن منافسات الجولة الثالثة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية المقرر إقامتها بالمغرب عام 2025، حيث يتصدر الفراعنة الترتيب ويأتي خلفهم المرابطون في وصافة المجموعة.
وينسب اللقب إلى حركة المرابطين الإسلامية والتي كانت حجر تأسيس دولة المرابطون في القرن الخامس هجريا، التي نشرت الإسلام في جميع أنحاء المنطقة وسيطرت لفترة من الوقت على الجزء الإسلامي من إسبانيا، والتي أصبحت دولة موريتانيا خلال التاريخ الحديث.
وبحسب كتاب "الأندلس من الفتح إلى السقوط" للدكتور راغب السرجاني، فإن المرابطين اشتق اسمهم من الخيام، وهذا لأن المرابطين أو المجاهدين كانوا يتخذون خياماً على الثغور؛ يحمون فيها الثغور ويجاهدون في سبيل الله، فلما كان الشيخ عبد الله بن ياسين ومن معه يجلسون في خيام هناك على نهر السنغال سموا أنفسهم بجماعة المرابطين، فعرفوا في التاريخ بهذا الاسم.
كانت بداية نشأة المرابطين مع أحداث "بربشتر" و"بلنسية" السّابقة في 440هـ/1048م، في أعماق صحراء موريتانيا البلد الإسلامي الكبير، في الجنوب القاحل، حيث الحرّ الشّديد، والفقر، والبَداوة، في هذه الصّحراء الواسعة كانت تَعيش قبائل الأمازيغ، ومنها قبيلة "صنهاجة" الكبيرة، وكانت قبيلتي "جُدَالَة ولَمْتُونة" من أكبر قبائل "صنهاجة"، وكان على رأس "جدالة" يحيى بن إبراهيم الجدالي، صاحب خلق حسن، هذه القبيلة تقع جنوب موريتانيا، وقد تنبه يحيى إلى قبيلته فوجدها غارقة في ضلال وعبث، ورأى أن الرجل قد تزوج بأكثر من أربعة، والمسلمون يرون ذلك ولا ينكرونه، فتشتت القبائل، وكثر السلب والنهب، فكان الوضع أشدّ وأخزى من الّذي حدث في دويلات الطوائف.
وكانت لدى الرجل رغبة للتغيير لكنه لم يكن يستطيع وحده أن يقوم بهذا التغيير، حتى تعرف إلى أبي عمران موسى بن عيسى الفاسي (شيخ المالكية في مدينة قيروان)، أثناء عودته من رحلة الحج، وحكى له عما أصاب قومه، فأرسل معه أبو عمران شيخًا جليلًا يفقه الناس في دينهم فكان عبد الله بن ياسين، الزّعيم الأوّل للمرابطين، وصاحب الدّعوة الإصلاحيّة فيهم، فبدأ بتعليم الناس، وردهم عن طغيانهم، وخلال سنتين من زعامته ظهر في التّاريخ ما يعرف بدويلة المرابطين، شمال السّنغال وجنوب موريتانيا، ومن بعده تولى المسؤولية يوسف بن تاشفين، فكان محبا داعيا لدينه.
وفي بداية القرن 11 الميلادي، أصبح المرابطون أسرة حاكمة -بعدما كانوا مجرد حركة صغيرة أسسها عبد الله بن ياسين- وحكموا دولة صغيرة جنوب الصحراء، في منطقة لمتونة على الساحل الأطلسي بين موريتانيا والسنغال، تحت قيادة يحيى بن عمر اللمتوني، الذي كان نائبا للشيخ عبد الله بن ياسين، وبعد مقتل يحيى بن عمر اللمتوني في معركة "طبفريلة" ضد قبائل جودالا عام 1056، تسلم شقيقه أبو بكر بن عمر اللمتوني قيادة الجيش المرابطي من قبل الشيخ عبد الله بن ياسين.
وتوسع المرابطون في اتجاه الشمال نحو جبال الأطلس، حيث احتلوا مناطق شاسعة، من بينها منطقة برغواطة التي قتل فيها عبد الله بن ياسين سنة 1059، وكذلك منطقة أغمات التي تزوج أبو بكر بملكتها زينب بنت إسحاق النفزاوية، وكانت الملكة سليلة تجار من قبيلة نفزاوة الزناتية، ومشهورة بجمالها وثرائها.