كشفت الحفريات في ساندوميرز-موكوسزين (سفينتوكرزيسكي)، فى بولندا، عن أحد أقدم الأمثلة على "المنزل الطويل" من العصر الحجرى الحديث فى مرتفعات ساندوميرز، والذى يعود تاريخه إلى الفترة من 5300 إلى 4900 قبل الميلاد، وفقا لما نشره موقع heritagedaily.
كان الهدف الأولى للحفريات هو تأكيد وجود مستوطنة مرتبطة بثقافة فونلبيكر (3700-3200 قبل الميلاد)، وهو ما يتضح من حفر التخزين الكبيرة التي تحتوي على شظايا من الأوعية الطينية، وأدوات الصوان، وأحجار الرحى الحجرية، وعظام الحيوانات.
اكتشف علماء الآثار أيضًا مستوطنة تعود إلى العصر الحجري الحديث من ثقافة الفخار الخطي، مرتبطة بالمزارعين الأوائل الذين هاجروا إلى هذه المنطقة من ترانسكارباثيا.
ازدهرت ثقافة الفخار الخطى، وهى إحدى ثقافات العصر الحجري الحديث المبكرة في أوروبا الوسطى والشرقية، في الفترة من حوالي 5500 إلى 4500 قبل الميلاد، ويشتق اسمها من الزخارف الخطية المميزة على الأواني الخزفية، والتي غالبًا ما تكون مملوءة بالمعجون الأبيض.
وعثر الفريق على آثار "منزل طويل" تم بناؤه باستخدام تقنية الأعمدة والعوارض الخشبية، وتم وضعه على طول محور من الشمال إلى الجنوب، وكان عرض المبنى حوالي 6 أمتار وطوله أكثر من 20 متراً.
وأكد الدكتور هاب فلوريك أن اكتشاف المنزل الطويل هو الأول من نوعه في مرتفعات ساندوميرز، وكانت المنازل من هذا النوع معروفة سابقًا في كوجاوي، وسوبكارباتيا، وبولندا الصغرى.
وبحسب الباحثين فإن هذا الاكتشاف مهم لأنه يشير إلى وجود مستوطنة دائمة في أوائل العصر الحجري الحديث، وليس معسكرا مؤقتا، كما أنه يثبت استمرار السكن في المنطقة على مدى آلاف السنين.
ويحيط بالبناء حفر طينية استخدمت كمصدر للمواد اللازمة لبناء جدران البيت الطويل، بالإضافة إلى السيراميك المزخرف، وأدوات الصوان، وحفرتين تحتويان على أشياء مصنوعة من حجر السج المستورد (الزجاج البركاني).
كما تم العثور على جزء من وعاء من العصر الحجري الحديث من ثقافة لوبلين-فولينيا، مما يشير إلى مرحلة أخرى من نشاط الاستيطان.