جميل أن يشعر الإنسان أنه محظوظ، فهذا الشعور يبعث الأمل بداخله، فما أجمل من أن نكون من أصحاب الحظ السعيد، ولكن يا تُرى ما هو الحظ؟ هل هو صُدفة، أم أنه ترتيب مُسبق؟ فالمسألة نسبية، فالبعض يُرجع الحظ إلى الصدفة البحتة التي تحدث دون سابق إنذار، في حين أن البعض يرى أنه نتاج تعب وجد وجهد، فيحدث التوفيق.
فلقد كتب "أنطون تشيخوف" "من أربعين عامًا عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، عثرت في الطريق على ورقة مالية فئة العشرة روبلات، ومنذ ذلك اليوم، لم أرفع وجهي عن الأرض أبدًا، وأستطيع أن أحصي حصيلة حياتي، وأن أسجلها كما يفعل أصحاب الملايين، فأحسبها هكذا: 2917 زُرارًا، 244172 دبوسًا، 12 سن ريشة، 3 أقلام، ومنديلاً واحدًا، وظهر منحني وحياة بائسة، ولا غرابة في ذلك، فالاعتماد على الحظ وحده، وانتظار ضربة من ضرباته، لا يُورث الإنسان إلا هذا الميراث العادل: ظهرًا مُنحنيًا، وحياة بائسة!".
هكذا لخص "أنطون تشيخوف" نتيجة انتظار ضربة الحظ، فهي المهانة بعينها، والانكسار بكل معانيه، ومضيعة الوقت بلا طائل.
فلو تفكرنا بهدوء، سنكتشف أن الحظ قد يأتي مرة صدفة، ولكنه لا يأتي طيلة العمر، فقد يستغله البعض، وربما لا يكون في الأساس مادة للاستغلال، فمَنْ يظن أنه ذا حظ سعيد، فهو مُخطئ، فالمسألة في أصلها جد واجتهاد وسعي، وهذه الأمور لو تم الإخلاص فيها، ستجلب التوفيق الذي يُخطئ فيه البعض ويُلقبونه بالحظ.
فلا تدع حياتك رهينة للحظ، بل اسعَ واجتهدْ، وحاولْ، وتأكدْ أن الحظ سيكون حليفك، طالما أنك تعمل وتنتظر نتيجة عملك، فالحظ لا يُصادف سوى مَنْ لديهم الرغبة في خلق الظروف وتذليل العقبات، وتخطي العثرات، فهؤلاء يدعمهم، أما الآخرون المتواكلون، فهو يسخر منهم ويضربهم، والحقيقة صدق مَنْ أطلق عليه "ضربة حظ"، لأنه يأتي مرة، والغافل فقط هو مَنْ يظل ينتظره بقية حياته، فيكتشف أنه ضربه بالضربة القاضية، لأنه أضاع حياته بلا طائل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة