أكرم القصاص

التعاون والتوافق.. رسائل مصر لأفريقيا والعالم فى «أسبوع المياه»

الإثنين، 14 أكتوبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تفرض قضية المياه نفسها كواحدة من أهم القضايا العالمية، وتمثل أهمية قصوى لمصر وأفريقيا وباقى دول العالم، وتمثل موضوعا مهما للنقاش والعمل السياسى والدبلوماسى، حيث يقع نهر النيل فى أفريقيا، وتحرص مصر على رفع شعارات التعاون والشراكة، والحقوق التاريخية للدول المتشاطئة على نهر النيل والأنهار العابرة، وترفض التصرفات الأحادية التى تضر بباقى الأطراف، وبالتالى يحمل أسبوع القاهرة للمياه دائما العديد من الرسائل المهمة، ويتم بمشاركة عشرات المنظمات الدولية والإقليمية ويتضمن اجتماعات وورش عمل، بمشاركة الخبراء والمتخصصين المعنيين بالمياه إقليميا ودوليا، ويعقد هذا العام تحت عنوان «المياه والمناخ.. بناء مجتمعات قادرة على الصمود»، بهدف التوصل لحلول مستدامة لإدارة المياه ومواجهة الزيادة السكانية والتغيرات المناخية.


أسبوع القاهرة السابع للمياه يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويتزامن مع «أسبوع المياه الأفريقى التاسع»، وحسب ما أعلنه الدكتور هانى سويلم، وزير الرى، فإن أسبوع هذا العام يؤكد العلاقة الحاسمة بين المياه والمناخ، إذ يفرض تغير المناخ تحديات غير مسبوقة على الموارد المائية، من حيث تفاقم ندرة المياه وتهديد سبل العيش، وهدف الفعالية بالقاهرة تعزيز التعاون الدولى وتقديم رؤى تعكس تطلعات واحتياجات دول العالم، خاصة الدول الأفريقية، وتتضمن المناقشات 152 جلسة تشارك فيها 29 منظمة إقليمية ودولية، حسب ما نشرته الزميلة أسماء نصار، محررة المياه والرى والزراعة بـ«اليوم السابع».
فى كلمته، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تضع المياه على رأس أولوياتها، حيث يرتبط نهر النيل بحياة الشعب المصرى وبقائه، لأنه يشكل المصدر الرئيسى للمياه فى بلادنا بأكثر من 98 %، وبالتالى فإن الحفاظ على هذا المورد الحيوى مسألة وجود تتطلب التزاما سياسيا وجهودا دبلوماسية، وتعاونا مع الدول الشقيقة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.


أكد الرئيس السيسى، أن مصر فى ضوء التزامها العميق بهويتها الأفريقية، تبنت العديد من المبادرات والبرامج القارية ذات الصلة بالمياه، وتأتى رئاسة مصر الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة لتؤكد مجددا هذا الالتزام، حيث تسعى من خلال هذه الرئاسة إلى تعزيز التعاون الإقليمى فى مجال المياه ودعم جهود الدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه.


من جهته، أكد رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى فى الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة السابع للمياه، أن مصر تؤمن بضرورة إعمال مبادئ القانون الدولى القائمة على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية، مؤكدا أن مبادرة حوض النيل فى شكلها الأصلى التوافقى، التى أنشئت عليه ستظل هى الآلية الشاملة والوحيدة التى تمثل حوض نهر النيل بأكمله، مؤكدا أن مصر تسعى إلى تنفيذ خطة وطنية شاملة لتحسين إدارة الموارد المائية، وقال: إن ارتباط المياه وتغير المناخ وثيق، حيث يؤثر تغير المناخ على المياه بطرق متشعبة ومركبة، تتعلق بالأمطار أو ارتفاع مستوى سطح البحر، وأن شح المياه يفاقم المخاطر المتعلقة بالظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات والجفاف، كما يؤدى ارتفاع درجات الحرارة لتعطيل أنماط هطول الأمطار ودورة المياه.


وأكد رئيس الوزراء، أن التعاون بين الدول المتشاطئة على الأنهار يعد خطوة حيوية لضمان استدامة هذه الأحواض، وعلينا العمل معا لتبادل المعرفة والخبرات، وتطوير استراتيجيات تضمن حقوق جميع الأطراف ومواجهة التحديات المشتركة، وقال: إن التحركات المنفردة والأحادية على أحواض الأنهار المشتركة تخالف مبادئ القانون الدولى ومن أبرزها السد الإثيوبى الذى بدأ إنشاؤه منذ أكثر من 13 عاما على نهر النيل، دون أى تشاور أو دراسات كافية تتعلق بالسلامة أو بالتأثيرات على الدول المجاورة، مما يعد انتهاكا للقانون الدولى، بما فى ذلك اتفاق إعلان المبادئ الموقع فى عام 2015، ويتعارض مع بيان مجلس الأمن الصادر فى سبتمبر 2021، حيث يشكل استمرار تلك التحركات خطرا وجوديا على أكثر من مائة مليون مواطن مصرى، موضحا أن التشغيل الأحادى للسد الإثيوبى يؤدى إلى عواقب وخيمة.


وفى كلمته، أكد السفير بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية: إن مصر تتمسك بحقها المشروع فى اتخاذ كل التدابير، التى يكفلها ميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على المقدرات والمصالح الوجودية لشعبها فى حالة وقوع الضرر، مشيرا فى كلمته، خلال افتتاح أسبوع القاهرة السابع للمياه، إلى رفض مصر الكامل لأى أفعال أحادية مخالفة للقانون الدولى فى إدارة الأنهار العابرة للحدود، مؤكدا أن المياه هبة من الله وليست من أى طرف، مع تأكيد الحق الكامل لدول حوض النيل فى التنمية ولدولتى المصب، مصر والسودان، فى الوجود.


من جهته، قال رئيس المجلس العالمى للمياه، لوى فاشون: إن المياه عنصر من عناصر السلام، ويجب احترام الاتفاقيات الدولية للمياه فى كل مكان وكل وقت، مؤكدا ضرورة التعاون عبر الحدود فى دول أحواض الأنهار، فلا أحد يملك هذه المياه، هى هبة من السماء، وواجبنا إدارتها.
وقال فاشون، فى الجلسة الافتتاحية: إن دول المنابع والمصبات فى الأنهار الدولية لها الحقوق وعليها الواجبات نفسها، فى حمايتها وتقاسمها، موضحا أن الماء يتعرض للهجوم، ومسؤوليتنا الدفاع عنه، والحفاظ عليه، والاستفادة منه على أفضل نحو.


وفى كلمته، أكد الدكتور عبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، والممثل الإقليمى لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا،  أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه العديد من التحديات البيئية التى تؤثر على الأمن الغذائى والإنتاج الزراعى على المدى القصير والطويل، مشيرا إلى أن 8 دول عربية من بين أكبر 10 دول تواجه ضغوطا مائية عالية على مستوى العالم، وأن حصة الفرد السنوية من المياه المتجددة أقل من 500 متر مكعب فى 13 دولة، مع 7 دول تقل عن 100 متر مكعب.. وتتواصل رسائل القاهرة إلى أفريقيا والعالم حول المياه وأهمية التعاون لضمان حقوق كل الأطراف.

p
p

مقال أكرم القصاص







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة