كشفت النتائج الأولية لعمليات الفرز التي تجرى في موزمبيق، في الانتخابات الرئاسية، التي جرى التصويت فيها الأربعاء 9 أكتوبر، عن تحقيق الحزب الحاكم في موزمبيق تقدما مبكرا، والذى تتزايد التوقعات أن تمدد الانتخابات حكمه المستمر من 49 عاما.
وكشفت صحيفة "كلوب أوف موزمبيق"، أن المرشح المستقل فيناسيو موندلين، حل في المركز الثانى، فيما يتعلق بعدد الأصوات في المناطق التي تم فرزها، واستطاع موندلين كسب تأييد الشباب في الدولة الغنية بالغاز.
وحصل دانييل تشابو، حاكم إقليمي سابق ومرشح جبهة تحرير موزمبيق الحاكمة "فريليمو"، على 70% من الأصوات في 30 مقاطعة من إجمالي 154 مقاطعة، وفقًا للنتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، ويحتاج تشابو إلى أكثر من 50% للفوز دون الذهاب إلى جولة ثانية، وفقا للنتائج التي أعلنتها لجان الانتخابات المحلية.
وحصل فينانسيو موندلين، وهو نائب سابق في البرلمان ومصرفي، ويحظى بدعم حزب بوديموس، على نحو 23% من الأصوات حتى الآن، وتقدم على أوسوفو مومادي، رئيس حزب المقاومة الوطنية الموزمبيقية المعارض الرئيسي، المعروف باسم "رينامو".
ورغم أن فرز الأصوات المبكر لا يعكس بالضرورة النتيجة النهائية، فإنه يشير إلى احتمال استمرار الحزب الحاكم في إدارة سياسة الدولة الواقعة في جنوب شرق أفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها نحو 35 مليون نسمة.
وقد يمكّن الأداء القوي الذي حققه موندلين من حشد قاعدة دعم كبيرة للاحتجاج على النتائج، التي يزعم البعض، أنه شابها بعض المخالفات.
وشملت عملية الإحصاء الأولية بعض المناطق في مقاطعة جازا، التي تعتبر معقلاً للحزب الحاكم، فعلى سبيل المثال، في شيجوبو، فاز تشابو بنحو 99% من الأصوات، مع نسبة إقبال بلغت 96%، وظهرت صورة مماثلة في مناطق ريفية أخرى مثل ماسينجير، التي تقع على حدود حديقة كروجر الوطنية المجاورة لجنوب افريقيا.
حتى الآن، أعلنت السلطات الانتخابية فوز تشابو بنسبة 53.7% من الأصوات في مدينة مابوتو، و65.8% في مقاطعة كابو ديلجادو في شمال شرق البلاد، وفقا لصحيفة بلومبرج.
لدى السلطات الانتخابية مهلة حتى يوم الاثنين 21 أكتوبر، للإعلان عن نتائج اللجان الفرعية، وحتى 24 أكتوبر لإصدار النتائج بشكل نهائي على مستوى وطنى.
وزعم فيناسيو موندلين، المرشح المستقل، الأسبوع الماضي أن الفرز الموازي الذي أجراه فريقه أظهر أنه في طريقه إلى تحقيق فوز ساحق، استناداً إلى النتائج الأولية، وكان قد ناشد في وقت سابق أنصاره الشباب النزول إلى الشوارع لإعلان النصر والدفاع عما قال إنه إرادة الشعب.
وقد اكتسب موندلين شهرة واسعة في الانتخابات البلدية في موزمبيق في عام 2023، عندما ترشح عن حزب رينامو لمنصب عمدة مابوتو، العاصمة، إلا أنه خسر السباق، وقد ادعى أنه خسر فقط بسبب الاحتيال، وقاد احتجاجات كبيرة ضد النتائج.
وحاول موندلين تحدي مومادي كزعيم للمعارضة في مايو، لكن الحزب منعه، ثم استقال موندلين من الحزب الذي فاز بأقل من 22% في انتخابات عام 2019 بقيادة مومادي.
وخلال فعاليات حملته الانتخابية، استقطب موندلين حشودًا كبيرة من الشباب في دولة يبلغ متوسط أعمار سكانها حوالي 17 عامًا.
وسوف يستلم الفائز بالانتخابات، السلطة من الرئيس فيليبي نيوسي يناير المقبل، الذي سيتخلى عن السلطة بعد استكماله الحد القانوني المتمثل في فترتين مدة كل منهما خمس سنوات.
بعثة مراقبة الانتخابات في الاتحاد الأوروبي: عملية التصويت تمت بهدوء ونظام
ومن جهتها أكدت بعثة مراقبة الانتخابات في موزمبيق 2024 التابعة للاتحاد الأوروبي، أن هيئات إدارة الانتخابات أجرت عملية التصويت بطريقة منظمة، مشيرة إلى أن عملية التصويت تمت بهدوء وبشكل سلمى.
وذكر التقرير الأولي لبعثة الاتحاد الأوروبي أن الحملة الانتخابية جرت بشكل سلمي بشكل عام.
وبناءً على دعوة من السلطات الموزمبيقية، وصلت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات إلى موزمبيق منذ الأول من سبتمبر، وستبقى بعثة الاتحاد الأوروبي في البلاد لمراقبة ما تبقى من العملية الانتخابية.
وتعد موزمبيق واحدة من أفقر بلدان العالم، ويواجه الشباب تحديات خاصة، ووفقاً لوزارة المالية فإن واحداً من كل ثلاثة شباب عاطل عن العمل أو التعليم أو التدريب.