أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: غرور نتنياهو ودعم بايدن يقودان المنطقة إلى حرب شاملة

الخميس، 17 أكتوبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أكثر من عام على الحرب فى غزة، يتخذ الصراع شكلا ومضمونا جديدا يهدد باتساع المواجهة، وتجاوز كل مساعى منع اندلاع حرب إقليمية تمثل خطرا كبيرا، وترتفع التحذيرات من الدول الفاعلة فى الشرق الأوسط والعالم، لمنع الانزلاق إلى حرب واسعة يبدو رئيس وزراء إسرائيل المتطرف بنيامين نتنياهو راغبا فيها، ضمن غرور يتلبس المتطرفين فى إسرائيل، يقود لصدام ربما لا يكون سهلا لكل أطرافه، ويندفع نتنياهو بدعم أمريكى ظاهر، وتردد يتناقض مع خطاب معلن يدعو إلى وقف الحرب.

التحولات التى تتخذها الحرب فى غزة وتوسعاتها باتجاه جنوب لبنان، وجبهة إيران تشير إلى دوائر جديدة مفتوحة ومتقاطعة، وإذا كانت الحرب فى غزة هى الأصل فى حرب نتنياهو، هناك احتمالات أن تتوقف بينما تتواصل الحرب فى شمال إسرائيل مع حزب الله، والهدف هو حرب مع إيران، والتى تتزايد احتمالاتها مع استمرار الدعم الأمريكى لنتنياهو بنظام الصواريخ الجديد لمواجهة احتمالات الهجمات بالمسيرات.

وكانت عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقبلها عمليات الاختراق والاغتيالات الفردية تمثل تحولا فى الكثير من مفاتيح وموازين القوة التى ظلت أقرب للتعادل خلال السنوات الماضية، وبدت الاغتيالات والاختراقات والتهديدات مجرد مقدمة لما هو أعمق، وبالرغم من تأكيد إيران على عدم الدخول فى حرب واسعة، بقيت طرفا ظاهرا، وشهدت هذه الحرب تحولا انتقلت فيه إسرائيل من الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة مع إيران، التى تمسكت بعدم الدخول فى حرب مباشرة لكنها ردت على مهاجمة القنصلية الإيرانية فى دمشق بإطلاق مسيرات وصواريخ فى أبريل الماضى، وكررت الهجمات بالمسيرات والصواريخ ردا على اغتيال إسماعيل هنية وكبار قيادات حزب الله، فؤاد شكر، رئيس أركان حزب الله، وعلى نزيه، وأكثر من 400 قيادى كبير، وصولا إلى اغتيال الأمين العام، السيد حسن نصرّ الله وعدد من خلفائه ومواصلة التوغل فى قرى جنوب لبنان والإعلان عن أسر أعداد من مقاتلى الحزب، ورد حزب الله بإطلاق صواريخ ومسيرات استهدفت مناطق عسكرية فى حيفا ونقاط أخرى فى الاراضى المحتلة، وبدأت تقارير متنوعة تعلن عن ضربة توجهها إسرائيل لإيران، خاصة أن تقارير أشارت إلى أن نحو ثلاثين صاروخا إيرانيا أصابت قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، فى حين انفجر صاروخ على بعد 700 متر من مقر الموساد، وتخطط حكومة بنيامين نتنياهو لشن هجوم انتقامى ردا على وابل الصواريخ الإيرانية مطلع أكتوبر والذى قالت طهران إنه كان للانتقام لمقتل زعماء حماس وحزب الله.

وأعلنت مصادر إسرائيلية أن توجيه ضربة لطهران يتوقف على التوقيت، بينما تشير «فاينانشيال تايمز» إلى أن القرار ينتظر تركيب بطارية «ثاد» التى زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل، والمصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية، إلى جانب نظام أرو الإسرائيلى، لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فى المقابل بعثت إيران برسالة تحذيرية للقوات الأمريكية المرسلة للدفاع عن إسرائيل، مشيرة إلى أن حياتهم معرضة للخطر من هجماتها، بعد أن أكد البنتاجون أنه سيرسل طاقم من قواته لتشغيل بطارية ثاد لتعزيز دفاعات إسرائيل الجوية أمام الهجمات الإيرانية المتوقعة، وأصدر وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى التحذير وكتب على حسابه بموقع إكس: «جو بايدن يعرض حياة قواته للخطر بنشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ الأمريكية فى إسرائيل»، وأضاف: «كانت الولايات المتحدة تسلم كمية قياسية من الأسلحة إلى إسرائيل.. وهى الآن تعرض حياة قواتها للخطر أيضا من خلال نشرها لتشغيل أنظمة الصواريخ الأمريكية فى إسرائيل بينما بذلنا جهودا هائلة فى الأيام الأخيرة لاحتواء حرب شاملة فى منطقتنا، أقول بوضوح إنه ليست لدينا خطوط حمراء فى الدفاع عن شعبنا ومصالحنا».

التحذيرات الإيرانية تأتى متزامنة مع تحذيرات أطلقتها الدول الكبرى فى المنطقة، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، حيث حذر البيان المشترك الذى صدر بالقاهرة عقب لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى محمد بن سلمان من خطورة الوضع الإقليمى وضرورة وقف التصعيد، والتشديد على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، هى السبيل الوحيد لتحقيق التهدئة والسلام والأمن بالمنطقة على نحو مستدام، وأن محاولات تصفية القضية الفلسطينية من شأنها أن تتسبب فى استمرار حالة الصراع بالمنطقة، وطالب البيان  ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفى لبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، والتوقف عن سياسات حافة الهاوية بما يوقف دائرة الصراع الآخذة فى الاتساع، وتأكيد ضرورة احترام سيادة وأمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه.

وانطلقت التحذيرات من دول كبرى ومنها إسبانيا وغيرها، وحتى فى الولايات المتحدة التى تشهد الاستعداد للانتخابات وتتعالى مطالب وقف الحرب، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى طلب وقف الحرب وتهديد نتنياهو بأنه يمكن تقليل توريد السلاح خلال شهر، لكن مراقبين شككوا فى جدية إدارة بايدن أمام ما تقدمه من دعم اقتصادى وعسكرى، بل ومنح تل أبيب نظام صواريخ حديثا تمهيدا لتوجيه ضربات إلى إيران، وهو ما يضاعف من أخطار تفجر الأوضاع فى المنطقة ويقود إلى خطر اتساع العنف وتفجر الأوضاع وانتشار تهديدات متنوعة للمصالح الغربية وحركة السفن، بجانب تأثيرات غير محددة تنعكس على الاستقرار فى الشرق الأوسط.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة