يعتبر كتاب حضارة السمكة الحمراء من الكتب المهمة الملهمة في مجالها وهو التحولات الرقمية فهل تخيلت ان يستدعى كاتب السمكة نموذجا على البرمجة العصبية؟
الكتابٌ الذى ألفه الكاتب برونو باتينو وترجمه مصطفى حجازى عن زمن الحضارة الرقمية، وفيه يؤكد أن الجميع عالقون بعالمٍ رقمي متسارع التضخم والحضور، في إطار رأسمالٍ رقمي، يقوم على ثروة المعلومات ولكي تكبر ثروته المعلوماتية تلك فإنّ عليك – كمستخدم- أن تترك له منها نصيبًا أكبر، ولا يكون ذلك إلا بقضائك وقتًا أطول وأطول على مواقع الانترنت.
ولأنّ وقتك محدود جدًا، والوقت المطلوب منك أطول، فلا بدّ من جعلك تتنقل بين المواقع والصفحات بوتيرة أسرع ، لكنّ هذا يعني تشتّتك الذهني! وكل ما يتبع ذلك من مشاكل نفسية وفكرية، وهذا ما لا يكترثون له، ولا يأبهون به!
يعتبر الكاتب أن البشر صاروا مثل السمكة الحمراء! سمكة الزينة التي تعيش في الأحواض المنزلية ويُقال أنّ زمن تركيزها لا يتجاوز 8 ثوان! وأنّ الجيل البشري الحديث يصل زمن تركيزه إلى 9 ثوانٍ فقط! هذا ما صنعته بنا التنافسية العالية، والجهد الحثيث على جذب انتباهنا على الشاشات التي تملأ حياتنا.
في الكتاب أفكارٌ ومعلومات وفكرته الأساس عن الإدمان الرقمي وما يخلفه من هشاشة نفسية ومعرفية حقيقية غير أن فكرته في حد ذاتها مبتكرة بمقارنة البرمجة العصبية للبشر بالبرمجة العصبية لكائن مثل السمكة الحمراء ومن الاسم يعتبر الكاتب أن حضارة الدول الحديثة تشبه إلى حد كبير حضارة السمكة الحمراء خصوصا في ظل تغير البرمجة العصبية للإنسان في العصر الحديثة بناء على التحولات الرقمية التي تجعل تركيزه على المدى القصير بما لا يتجاوز زمن الفيديو الذى ينتقل إليه من فيديو آخر وهكذا.
كتاب حضارة السمكة الحمراء
