تشهد المنطقة في هذه المرحلة تحولات معقدة وغير مسبوقة، تضع الجميع أمام مشهد يشبه لعبة الشطرنج، حيث كل خطوة تُحسب بدقة، وكل قرار قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية والاقتصادية. في هذا السياق، يأتي دور مصر كمحور أساسي في حفظ الأمن القومي للمنطقة بأكملها، ليس فقط عبر سياساتها الداخلية، ولكن أيضًا من خلال تأثيرها في معادلات الأمن والاستقرار الإقليمي. مصر، التي تمثل قلب الأمة وظهرها، تتحمل مسؤولية لا يمكن التهاون بها في هذه اللحظة الدقيقة .
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في رسائله الأخيرة أن الاقتصاد والسياسة مترابطان بشكل لا يمكن فصله. فالاستقرار السياسي يضمن بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية، والعكس صحيح. هذا الترابط يتضح في ظل تأثير الأزمات الإقليمية على الاقتصاد المصري، مثل خسائر قناة السويس التي بلغت 6 مليارات دولار نتيجة الاضطرابات العالمية. لكن مصر لا تعتمد على رد الفعل، بل تعمل بخطى ثابتة لتعزيز النمو الاقتصادي من خلال استثمارات طويلة الأجل وبرامج تنموية قوية، مما يضمن استمرار مسيرة التنمية .
تلعب مصر دورًا محوريًا في حفظ الأمن القومي العربي، حيث تقف في خط الدفاع الأول ضد الفوضى التي قد تمتد إلى المنطقة بأكملها. السياسة المصرية تعتمد على التوازن والاعتدال في علاقاتها الدولية، مع تجنب الانخراط في صراعات إقليمية قد تؤدي إلى زعزعة استقرارها الداخلي. هذا الدور ظهر بوضوح في تعامل مصر مع الأزمة الفلسطينية؛ إذ شدد الرئيس السيسي على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، مشيرًا إلى أن استقرار المنطقة يبدأ من تحقيق حل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين .
أشار الرئيس إلى خطورة الشائعات في هذه المرحلة الحساسة، مؤكدًا أن المصريين بحاجة إلى وعي كامل لما يحدث حولهم. مصر، التي تشهد تطورًا في مشاريعها التنموية وتقدمًا على الصعيد الاقتصادي، بحاجة إلى تماسك داخلي لمواجهة التحديات. فالوعي الشعبي هو السلاح الأقوى في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي التي قد تنجم عن الأزمات الخارجية .
فأخيرا وليس آخراً وتاكيدا فمصر ركيزة الاستقرار في المنطقة
مصر ليست فقط دولة كبيرة، بل هي ركيزة الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها. دورها المحوري يتجاوز حدودها، فهي قلب الأمة وظهرها في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى قيادة واعية ومستقرة. هذا الدور يجعل من الضروري أن تظل مصر قوية سياسيًا واقتصاديًا، معتمدة على تماسك شعبها وقوة جيشها. في هذا المشهد المعقد، لا يمكن أن تترك مصر نفسها عرضة لأي تهديد، بل يجب أن تكون مستعدة دائمًا بخطوات مدروسة في رقعة شطرنج لا تعرف التهاون.
حفظ الله مصر ورفع رايتها رغم انف الحاقدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة