"مباراة ثأرية.. فرصة للانتقام".. ستجد مثل هذه الأقاويل تحتل ساحات السوشيال ميديا أو بعض المواقع الإخبارية، خلال الفترة الحالية، قبل القمة المرتقبة بين الأهلي والزمالك، على لقب السوبر المصري، في الإمارات ليلة الخميس المقبل، وذلك لكون أن المباراة تأتي بعد شهر تقريبًا من خسارة أبناء قلعة الجزيرة لقب السوبر الأفريقي أمام الفريق الأبيض، وهذا أمر غير صحي بالمرة ويؤثر بشكل كبير على المفهوم الحقيقي من ممارسة الرياضة عمومًا، فيتناسى أو يتعمد أصحاب تلك الفكرة أن لعبة كرة القدم للمتعة والروح الرياضية لأن هدفهم معلوم بتحقيق أغراضهم ومكاسبهم الشخصية فقط.
الأهلى والزمالك.. حالة خاصة جدًا لكونهما صاحبا أكبر شعبية ليس في مصر بحسب إنما أيضًا داخل العالم العربي والقارة السمراء.. حالة أكبر من فكرة الثأر أو الانتقام ، فمعروف أن اللهث وراء فكرة الانتقام دائمًا تقود صاحبها إلى الفشل الذريع، والحديث عن الثأر في الرياضة فكرة خاطئة مليون %، حيث إن مباراة القمة المقبلة، هي مجرد مواجهة على تحديد صاحب لقب السوبر المحلي وليست معركة حربية، فمباريات كرة القدم مثل أي لعبة عبارة عن منافسة بين طرفين، يطمح كل منهما إلى الفوز بهدف تتويج فائز واحد ، والفوز لا يتحقق إلا بمجهود كبير وتركيز أكبر للتفوق على الخصوم، وبحسب العلم الرياضي، فإن المجهود الذهني والبدني والنفسي ضرورة قصوى في مثل هذه المناسبات، وبالتبعية هو مرتبط بعمل جهاز فني محترف وقواعد جماهيرية وموارد مالية، ومن الطبيعي أن تتأثر الانتصارات بتلك المؤثرات، والتي لا يمكن إغفالها أبدًا عند المنافسات الكبيرة.
كما أن مباراة الأهلي والزمالك فى قمة السوبر المحلي، بكل تأكيد سيكون لها النصيب الأكبر من أنظار جماهير الكرة المصرية والعربية ، فهي مباراة للتاريخ وليست للثأر، كما أشرت سابقًا، من هنا يجب علينا جميعًا، وتحديدًا الإعلاميين أو المسؤولين في الناديين الكبار أو اللاعبين السابقين أن نعي ونرسخ فكرة أن السحر الحقيقي هو مشاهدة منافسات كروية قوية داخل الملعب فقط يغلفها روح رياضية بين جميع اللاعبين، على أن نبارك للفريق الفائز ونقول: "هرد لك للفريق الخاسر"، لأن كرة القدم لعبة لا تعترف بالنسبية ولكن تعترف بالعقل والمنطق وليست بالتصريحات البعيدة عن الواقع أو لأهداف خاصة، فمن حق الجميع أن يدافع عن انتمائه أو يفرح لفوز فريقه بالألقاب، لكن لابد أن يكون ذلك بعيدًا عن تعمد إثارة التعصب أو السقوط في هوس "ركوب التريند".
بعيدًا عن الفنيات وتشكيلات الفريقين أو أي شيء يخص قمة الكرة المصرية، أتمني أن يكون الجميع، سواء إعلام رياضي أو مواقع إخبارية، على قدر المسؤولية، من خلال التركيز على مثل مشاهد الروح الرياضية تعيد للأذهان أيام الزمن الجميل بين نجوم الأهلي والزمالك، بدلاً من استضافة الذين يطلقون تصريحات تستهدف زيادة العصبية وتؤجج المشاعر بين جمهور الناديين.
الخلاصة تقول: إذا أردت تحقيق أحلامك سواء كنت تعمل في مجال كرة القدم أو تمتهن أي مهنة أخرى، فعليك الابتعاد عن نظرية الانتقام والثأر والتعصب أو ما شابه من هذا القبيل، مع التركيز في عملك وتطوير نفسك والاعتماد على الكفاءات حتى تحقق ذاتك وتصل إلى أهدافك المطلوبة.
ختامًا.. نتمنى سوبر الأهلي والزمالك للتاريخ منزوع من العنف والتعصب وهدفه بث الروح الرياضية بين لاعبي وجماهير الفريقين بعيدًا عن وصلات الردح على شاشات التلفاز وساحات السوشيال ميديا.. فالروح الرياضية هي الإثارة والمتعة واللعبة الحلوة والانتماء والأخلاق.. يعنى تشجع فريقك اللي بتحبه ع الحلوة والمرة.. هكذا قرأنا وتعلمنا من أساطير زمان سواء في التحليل والنقد الرياضي أو من بعض نجوم القطبين القدامي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة