عندما يتراقص الحلم على جدار من الكذب والنفاق وغيرها من موبقات متوارثة، لابد من هدم هذا الحلم الفاسد، لأنه نتاج تعانق النفاق والمحسوبية والتسلق على جثث أى شىء وكل شىء.
منذ عهود طويلة وثقافات متوارثة ،وآفة النفاق أصبحت تسري في مجتمعنا مجري الدم وتتناقل بين الأجيال، وتزداد حدتها وخطورتها من جيل إلى أخر، تتزعمها مصالح وأغراض دفينة، وتقوم على استراتيجية ممنهجة قوامها (محجوب عبد الدايم في القاهرة ٣٠ ) لو نتذكره في السينما المصريه للاسف كان نموذج سيئا لتيسيير الامور طبقا للمصلحة الخاصة والعمل فى الظلام ..نعم لابد من هدم الحلم الفاسد الذي يبني على عرقلة أو إجهاض من منظومة الكفاءات الصامتة التي حرمت من المشاركة في اتخاذ قرار أو التاهيل المكاني لإدارة منظومة العمل، طبقا لمتطلبات الأهداف القيادية، وتحقيق العدالة بين أفراد منظومة العمل والثقة في القرارات الصادرة وطمس مفاهيم (علي قد فلوسهم )او (محجوب اترقي ) الامر الذي يزيد الفجوة بين المواطن والمؤسسة وبالتالي الوطن.
قِس علي ذلك ما تتعرض له البلاد اليوم من إرهاب فكري وطبقي من أصحاب النفوس الضعيفة الذين يخترقون الجسد الإداري للدولة في صور متعددة وأهمها اللامبالاة تارة والبخل العلمي، ومقاومة أية محاولة للإصلاح تارة أخرى، فضلا عن سوء استغلال أصول المؤسسة والمرافق العامة.
لابد ان نصل في ظل التحديات آخر محطات التنمية المستدامة 2030.. أما عن مخلفات عصور سالفة هذا حالهم اليوم وغداً و ربما بعد غد، لكن مهما ارتفعوا زورا وبهتانا للقمة سيبقون فى ظلمات النفاق، سيظلون تحت الأرض كالأفاعي التى تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها.
ويقينا منا بأنه عندما تتشابك الأيدي تبدع العقول، فنحن بحاجة إلي قانون يحمى الكفاءة المهنية لمحو صورة محجوب عبد الدايم التي تمثل النموذج السيئ للموظف المتسلق، ولكى يتحقق ذلك علينا البدء فورا بتطبيق نظام تنمية الموارد البشرية وليس إدارة شؤن الموظفين، من خلال الاهتمام بمنظومة التدريب الدوري للموظفين بمستوى رفيع، وإعادة الاعتبار لتلك الفئة الصامتة،ب عيدا عن منطق الإقصاء وتصفية الحسابات ، وكشف الستار عن جرائم إهدار المال العام بسبب أخطاء مقصودة أو غير مقصودة من القائمين على هذا الأمر.
وللوصول الفعلي لتحقيق استراتجية مصر 2030 أتمنى تأسيس موقع وطني يختص بالشكاوي الإدارية فقط ودراستها من قبل خبرات إدارية لتحليلها، وطرح الحلول والبدائل، بخلاف الاستعانة بالمنظومة الأمنية لعمل قاعدة بيانات عن المنحرفين والإرهابيين و الخارجين عن القانون في جميع اجهزة الدوله وتصنيفهم، وذلك لضبط الجهاز الاداري للدولة ويمكن ان يكون من خلال انشاء (اللجنة العليا لتطهير الجهاز ) وتكثيف عمليات نشر الوعي لدى الشعب عبر أجهزة الإعلام والثقافة ،ليكون قادرا على فرز وتحليل المواقف والأشخاص ،سعيا للحفاظ علي الوطن ومقدراته…
وقتها سيحظى هذا المجتمع بالمزيد من التطور والنماء..
والاستمتاع بنغمة واحدة نحيا بها ولها، بل نورثها إلى نغمة مصر أم الدنيا وكل الدنيا.. حقا لا تيأس من وطنك عزيزي القآرئ هناك من يتمني ترابها.