لا أكفان ولا مكان لدفن جثامين الشهداء، ولا ماء أو طعام يتناوله الأحياء، هكذا هي الأوضاع في شمال قطاع غزة الفلسطيني، المحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتعد مدينة بيت لاهيا وغيرها من المدن شاهد على جرائم "تل أبيب" في القطاع الفلسطيني.
سيدة تبكي
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها في حق الشعب الفلسطيني، وتحديدا في قطاع غزة منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023، لكن منذ بداية الشهر الجاري صعدات إسرائيل من جرائمها في شمال القطاع الفلسطيني، ونفذت مجازر لن ينساها التاريخ ولن يغفرها أحد.
ومنذ بداية شهر أكتوبر الجاري، قتلت قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين ومسحت أحياء كاملة من الخريطة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، كما أجبرت آلاف العائلات على النزوح قسريا تحت تهديد الدبابات، بالإضافة إلى منع إدخال المياه والطعام والأدوية والوقود والمساعدات الإنسانية.
وشهدت مدينة "بيت لاهيا" في قطاع غزة، مجازر مروعة نفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مدار أيام ماضية ومستمرة حتى الآن، حيث ارتكب مذبحة فظيعة ومروّعة من خلال قصف عمارة سكنية في المدينة، تعود لعائلة أبو النصر مكونة من خمسة طوابق، ويتواجد فيها أكثر من 200 مدني استشهد منهم نحو 100 شخص وفقد أكثر من 40 أخرين، فضلا عن ووجود عشرات الإصابات.
رجل يحمل جثمان
ولا يزال العشرات من العالقين تحت الأنقاض، فيما تتواصل المناشدات للمساعدة بالبحث عن ناجين، أو انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، في ظل عدم تمكن الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم.
ويؤثر قطع الاتصالات والانترنت عن شمال قطاع غزة على قدرة المواطنين على التواصل مع طواقم الإنقاذ والخدمات الطبية.
وتأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع خطة الاحتلال الإسرائيلي بإسقاط المنظومة الصحية في محافظة شمال قطاع غزة وتدمير المستشفيات الأربعة وإخراجها عن الخدمة، وكذلك بالتزامن مع منع الاحتلال لإدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومة في بيان صدر عنه اليوم، إن "جيش الاحتلال كان يعلم أن هذه العمارة السكنية فيها العشرات من المدنيين النازحين وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية".
البكاء على جثامين الشهداء
وطالب المكتب الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية وبشكل فوري وعاجل بإدخال وفود طبية جراحية بالإضافة لمركبات إسعاف ودفاع مدني إلى محافظة شمال قطاع غزة قبل فوات الأوان.
وأدان ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لهذه المذبحة الجديدة ضد المدنيين والأطفال والنساء وقتله حتى الآن 94 شهيداً، ونطالب كل دول العالم بإدانة هذه المذبحة المروعة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء.
وحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ نحملهم كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي وحرب الاستئصال وجريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.
مطالبا المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" بكل الوسائل والطرق لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة ووقف الحرب ضد الأطفال وضد النازحين.
جرائم إسرائيل في بيت لاهيا
والسبت الماضي 26 أكتوبر الجاري، ذكر مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة، في استهداف لمربع سكني في بيت لاهيا شمال غزة.
وقالت وسائل إعلام إن أكثر من 35 شهيدا سقطوا إثر قصف جيش الاحتلال 5 منازل مأهولة قرب الدوار الغربي في بيت لاهيا.
وأطلق الأهالي مناشدات لانتشال الشهداء والمصابين في بلدة بيت لاهيا بعد تعطل خدمة الإسعاف شمالي قطاع غزة.
إسعاف الأطفال
أما يوم الأحد الموافق 20 أكتوبر أيضا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، مقتل وفقدان 87 شخصاً جراء القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في شمال غزة.
وقالت الوزارة، في بيان في ذلك التاريخ، إن "مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة راح ضحيتها 87 شهيداً ومفقوداً تحت الأنقاض"، وأشارت إلى أكثر من 40 إصابة بينها حالات حرجة جداً.
أما يوم 27 من الشهر ذاته استشهد 10 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون بجروح في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً يؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية، باستشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين بجروح، بالإضافة إلى عدد من المفقودين، جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة غباين الذي يسكنه نازحون من عائلة الكحلوت بمشروع بيت لاهيا، وسط مناشدات لانتشالهم.
فلسطين تحمل أمريكا مسئولية الجرائم
وتعليقا على جرائم الاحتلال في بيت لاهيا، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت اليوم الثلاثاء، إلى استشهاد أكثر من 93 مواطنا في شمال قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤوليتها، جراء استمرارها في تقديم الدعم السياسي والعسكري والمالي للاحتلال ليستمر في عدوانه.
وأضاف أبو ردينة، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال يرتكب المزيد من المجازر الوحشية ضد شعبنا، وذلك لغياب المحاسبة الدولية على جرائمه جراء الدعم الأمريكي، مطالبا الإدارة الأميركية بإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ووقف هذا العدوان الدامي، الذي ذهب ضحيته آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وأسفر عن تدمر المستشفيات ومراكز الايواء، في خرق واضح لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وأشار إلى أن الفشل الدولي في محاسبة الاحتلال ووقف عدوانه، جر المنطقة إلى مربع الانفجار الشامل الذي حذرنا منه مراراً، مؤكدا أنه دون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وفق الشرعية العربية والدولية بما فيها قضيتي القدس واللاجئين، ستبقى المنطقة في دوامة العنف وعدم الاستقرار، مشدداً على ان التاريخ لن يتسامح مع كل من تواطأ مع هذه الجرائم الإسرائيلية.
فلسطيني فوق الحطام
ومنذ 25 يوما يواصل جيش الاحتلال الإبادة الجماعية شمال قطاع غزة، تحديدا جباليا وبيت لاهيا، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، حيث يستمر بقصف المدنيين، ونسف منازلهم، ويمنع دخول المساعدات والغذاء والمياه والدواء والوقود، ما أسفر عن استشهاد أكثر من ألف شهيد، وآلاف الجرحى، وعشرات المفقودين.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، ارتفاع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 43 ألفاً و61 فلسطينياً بينهم 41 خلال آخر 24 ساعة.
وقالت إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 41 شهيدا و113 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة