أصدر مجمع اللغة العربية الجزء السابع عشر (حرف الظاء) من المعجم الكبير هذا السِّفْر الموسوعى، الذى لا يتوقف عند حدود ما أوردته المعاجم العربية الكبرى، بقدر ما تتسع آفاقه لتسجيل ما فات هذه المعاجم من مداخل ودلالات زخرت بها اللغة الحية عبر عصور العربية الممتدة، وتجلت في نصوص الأدباء والكُتّاب أو سجلتها كتب العلم والأدب؛ إيمانًا من المجمع بأن العربيّة أوسع مما سجلته المعاجم اللغوية وحدها، ومنابعها الأخرى أكثر ثراء وينبغي أن ننهل منها. فضلًا عن عناية خاصة بتسجيل ما شاع من مصطلحات علمية وفنية يعهد بها المجمع إلى المختصين من أعضائه وخبرائه؛ لصياغتها بما يتوافق ومنهج المعجم الكبير في التعريف من التدقيق والإيجاز.
راعى هذا المعجم في هذا الجزء -كما جرى العمل في أجزائه السابقة- دقة الترتيب، وسهولة التبويب، واستيعاب نصوص العربية في عصورها المختلفة قدر الوسع، مع توضيح النصوص المأثورة والشواهد التي تحتاج إلى إيضاح وتفصيل، والتحديث المستمر لما يورده من مداخل موسوعيّة للأعلام والبقاع والمواضع، مع الاستعانة بالصور التوضيحية لإعانة القارئ على وضع تصور بصري للمعنى؛ ليجمع هذا السِّفْر الفائدة اللغوية والموسوعيّة معًا.
وإذا كان هذا العمل قد استغرق بعض الوقت قبل أن يستقر بين يدي القارئ كتابًا مطبوعًا، فلعل هذا يرجع إلى طبيعة هذا النوع من الموسوعات اللغوية ذات النَّفَس الطويل التي تأخذ حقّها في التدقيق وإعادة النظر من جوانب شتّى، وإن كان المجمع في الفترة الأخيرة قد أسرع من وتيرة العمل بعد إفادة أعضائه وخبرائه وباحثيه من الوسائل الرقمية الحديثة كالمدوَّنات اللغوية والموسوعات الإلكترونية والمنصات الحاسوبية في عملية التحرير المعجميّ.