تتصاعد وتيرة الصراع بين إيران وإسرائيل، على مدار الأيام الماضية، ما يدفع كل طرف إلى التوعد للآخر برد كبير يستهدف البنى التحتية، ما من شأنه ترك أثر اقتصادى كبير إلى جانب الخسائر البشرية التى ترتفع أرقامها كلما طال أمد الحرب الدائرة على مدار ما يقرب من عام إلى الآن، وجاءت آخر التوقعات المُتداولة بعدد من المواقع الأمريكية والإسرائيلية، بعد ما قامت به طهران من هجوم صاروخى استهدف الداخل الإسرائيلى مساء الثلاثاء الماضى، بأن إسرائيل بصدد شنّ هجوم كبير من المتوقع أن يستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران، إضافة إلى مواقع ومنشآت استراتيجية أخرى ربما تشمل المنشآت النووية، كما تستمر إيران بالتوعد باستهداف البنى التحتية لإسرائيل، وتكرار مثل تلك الضربة التى وجهتها للدولة العبرية أمس الأول الثلاثاء.
الآثار الاقتصادية بالطبع تطال الجانبين، فيما أن إسرائيل لا ترى الآن سوى أهدافها فى ضرب كل ما تراه يُهدد أمن مواطنيها ومستقبل طموحها على الأراضى الفلسطينية، فبعد أن نالت من قيادات مُهمة بحركة المقاومة «حماس»، سواء بالاغتيال أو مُحاصرة فُرص ظهورهم واستئناف نشاطهم، اتجهت إلى قيادات حزب الله، ومحاصرة أذرعه ووكلائه فى المنطقة، ومع تلويحها بضرب المنشآت النفطية الإيرانية، فهى بذلك على مشارف محاصرة الاقتصاد الإيرانى إلى حد كبير، تماما مثلما فعلت العقوبات الاقتصادية الأمريكية من قبل، بل وأكثر، حيث كانت طهران قد نجحت فى التحايل على تلك العقوبات، مؤكدة - منذ أشهر - أنها ستستمر فى تصدير النفط حتى لو كان الفائز بالانتخابات الأمريكية المقبلة، هو المرشح الجمهورى دونالد ترامب، والذى سبق له وأن انسحب فى عام 2018 من الاتفاق النووى المُبرم مع إيران، حينما كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، فارضا عقوبات أضرت بشكل كبير بقطاع النفط الإيرانى، ما أدى فى ذلك الوقت إلى انخفاض الإنتاج، بينما نجحت إيران فى صعوده مرة أخرى فى عهد الرئيس الأمريكى الحالى، جو بايدن، كما زادت الصادرات إلى 3 أمثال، وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد أعلنت فى مايو الماضى، أن إنتاج النفط بإيران زاد بنحو 50 ألف برميل يوميا خلال أول شهرين من العام الجارى.
وبشكل عام، يؤثر هذا الصراع على أسعار النفط العالمى، ففى تعاملات الثلاثاء أغلقت أسعاره على نحو مرتفع يُقدر بـ3%، بحسب CNBC عربية، وأعرب خبراء اقتصاديون عن مخاوف بشأن تأثر إمدادات النفط جراء هجمات متوقعة على منتجى النفط بالشرق الأوسط، إضافة إلى الهجمات الإسرائيلية المُتوقعة بإيران.
وفى حال تأثر انتاج النفط الإيرانى إذا تم استهدافه، فمن المؤكد أن تكون الصين فى مقدمة المتأثرين سلبيا، فقد كانت أكبر المستفيدين من منع إيران تصدير نفطها، حيث باتت أكبر الأسواق المستقبلة للنفط الإيرانى، ما ساهم فى التفاف إيران على العقوبات الأمريكية والضغوط الغربية.
وجدير بالذكر أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد وجهت اتهامات جنائية فى فبراير الماضي، للصين وروسيا وسوريا كمشترين للنفط الخام الإيرانى.
بالطبع هناك تخوفات كبيرة من توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، على مستقبل أمن الطاقة العالمى، بينما خطى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تجاه النفط الإيرانى تحمل مؤشرات لأهداف مختلفة لا تهتم - بلغة المصالح - سوى بسياساتها الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة