من أهم ما اتخذته حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، هو اللقاءات المتتالية التى تعقدها الحكومة مع الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والمفكرين الاقتصاديين والسياسيين، وبشكل عام النخب، والتى تتضمن حوارات يتم خلالها طرح تساؤلات وردود تخلق جوا من الحوار يمكن أن يبنى أرضية من الثقة، ويقرب المسافات ويسقط الحواجز.
وخلال هذا الأسبوع، التقى «مدبولى»، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية، عددا من الأساتذة والأكاديميين والمفكرين السياسيين والاقتصاديين، لمناقشة القضايا المثارة على الساحتين الداخلية والخارجية، وهم الدكتور على الدين هلال، والدكتور محمد كمال، والدكتور زياد بهاء الدين، والسفير محمد توفيق، وكل منهم له توجهاته، ومساهماته فى العمل العام والأفكار، و ـ حسب تقرير الزميلة هند مختار فى اليوم السابع ـ دار الحديث عن قضايا داخلية وخارجية وسياسية، وتطرقت الجلسة إلى محور السياسة الخارجية، والقضايا الإقليمية والعالمية، وتأثيراتها على المنطقة ومصر، ومنها انتخابات الرئاسة الأمريكية ونتائجها وتأثيراتها على الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، والفرص الواعدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والعديد من بلدان العالم، والسيناريوهات المتوقعة لمسار الصراع فى العديد من النقاط المشتعلة إقليميا.
داخليا تناول حوار المفكرين مع رئيس الوزراء ملفات منها الانتخابات البرلمانية المرتقبة، والمحليات، والأجانب فى مصر، وأهمية التحرك الميدانى لرئيس الوزراء، والمسؤولين، فى الوقوف على حقيقة المشكلات، وكذا انتظام عقد المؤتمرات الصحفية فى الرد على شواغل الرأى العام، واقترحوا عقد لقاءات مع عدة قطاعات، مثل أساتذة الجامعات، والنقابات المهنية، وكذا النخب المحلية بالمحافظات فى ضوء خصوصية القضايا المرتبطة بكل محافظة.
«مدبولى» أكد انفتاح حكومته على جميع الآراء والمقترحات والأفكار، بل والانتقادات أيضا، بما يسهم فى تحقيق المصلحة العامة.
بالطبع هناك الكثير من النقاط التى تناولتها أسئلة الحضور، منها أهمية أن تكون لدى الحكومة آليات للرد على تساؤلات الرأى العام، فيما يتعلق بالاقتصاد أو القضايا والقرارات، ومنها مثلا ما يثور كل فترة عن هدم مناطق أثرية أو مسجلة بالتراث، وما يفترض أن الحكومة لديها لجنة تشكلت من مدة، دورها الرد والتعامل مع هذه الملفات، وهناك أهمية للتفاعل مع هذه القضايا، وأيضا بالطبع قضايا تتعلق بقرارات وتصرفات حكومية، هناك حاجة للتعامل بسرعة، وعدم ترك الأبواب مواربة، لمنصات ملونة ومتربصة، لكن الاهتمام بالمواطنين والجهات الفنية والنقابية والمثقفين الذين يطرحون آراءهم من باب الخوف والقلق على تراث مصر، وبالتالى من أهم الخطوات للحكومة هى السرعة والتفاعل مع التفاصيل والتساؤلات اليومية، بشكل لا يترك ثغرات، وهى أمور يمكن توفيرها من خلال آليات عمل توظف التكنولوجيا ومواقع التواصل وهناك سوابق ناجحة.
الدكتور زياد بهاء الدين طرح أفكارا مهمة حول الاستثمار والاقتصاد والرسوم والإجراءات التى اتخذتها الحكومة لتسهيل الاستثمار، كما أشار المفكرون إلى أهمية ما يتعلق بملفات التعليم والصحة والسكن، ضمن ملف «سكن لكل المصريين»، الذى يمثل مبادرة مهمة يجب العمل فيها للطبقات المتوسطة ومحدودى الدخل، ممن يفترض أنهم بحاجة إلى مشروعات تتناسب مع دخولهم.
وبالفعل فإن التوصية تشمل اللقاءات مع النقابات والمثقفين والنخب بشكل واسع، يمكن أن تكون خطوات جادة، كما أن ملفات مثل الانتخابات القادمة، أو المحليات هى أيضا نقاط وملفات تتطلب عملا ومعها التطوير الإدارى.
المهم أن اللقاءات والسرعة فى التفاعل تضاعف مع بناء الثقة، عندما يكون هناك صدى لهذه اللقاءات، لتكون قاعدة لتوسيع الحوار والتنوع، من زوايا المصلحة، التى تهم الجميع، ما يتطلب الكثير من الجهد لبناء الثقة وجسور التفاهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة