يواصل جيش الاحتلال جرائمه فى لبنان وتدميره للمنازل والبنى التحتية وتهجير الأهالي، وسط أنباء متضاربة بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هدنة محتملة قد تحقن دماء الأبرياء في لبنان.
ففى الوقت الذى نشرت فيه هيئة البث الإسرائيلية مسودة الاتفاق الذي من المتوقع إعلانه خلال أيام ، قالت القناة 12 الإسرائيلية ، الخميس، إن هناك استعدادات تجريها إسرائيل لتوسعة عملياتها البرية في لبنان لأن مسار المفاوضات قد يستغرق وقتا طويلا.
وفى الإطار نفسه، قالت صحيفة "هآرتس"إنه رغم التقدم في صياغة مسودة الاتفاق بين إسرائيل ولبنان؛ إلا أنه لا توجد حتى الآن تأكيدات بأن الاتفاق مع لبنان سيكون مقبولا من قبل حزب الله طالما استمرت حرب غزة.
وعلى الصعيد الميدانى، اشتد القصف الإسرائيلى على أنحاء متفرقة من لبنان؛ ووصل عدد الضحايا خلال 24 ساعة فقط إلى 300 شهيد و165 جريحاً، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان فى أكتوبر العام الماضى إلى 2822 شهيداً و12937 جريحاً.
فى هذا السياق، طوق العدوان منطقة سحمر فى البقاع العربى بحزام نارى كما شن قصفًا مدفعيا عنيفا على بلدة شبعا وشن غارة على بلدة جبشيت وبلدة بوادى، وغارة أخرى على طريق عدشيت القصيبة فجراً استهدفت مبنى مما أدى إلى قطع الطريق، إلى جانب سقوط 19 شهيدًا جراء سلسلة غارات على “بعلبك"شرقى لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
ومن جانبه قال رئيس البلدية إن بعلبك تتعرض لتهجير منظم؛ حيث تجاوزت نسبة النزوح 80%
ومن بعلبك إلى بيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان، حلقت الطائرات المسيرة بشكل مكثف على علو منخفض ، كما استشهد 24 شخصاً وأصيب العشرات بغارات على بلدتي حارة صيدا والصرفند جنوب لبنان، واستهدفت غارة جوية منطقة بين محرونة وجويا، بينما تجدد القصف المدفعي على بلدة شبعا، بالجنوب مع استخدام قذائف فوسفورية في بلدة شيحين وباتجاه سهل الخيام وأطراف برج الملوك.
وعلى الصعيد الموازي، استهدف حزب الله اللبناني، بقذائف "التاندوم" و"الياسين 105" والعبوات الناسفة، 4 دبابات و3 جرافات عسكرية وناقلة جند للاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، وأعلن تفجير ناقلة جند للاحتلال الإسرائيلي بعبوة شواظ.. واستهداف دبابة ميركافا، ووقوع أفراد قوة للاحتلال بين قتيل ومصاب في مشروع بيت لاهيا.
كما استهدف الحزب برشقة صاروخية مواقع قيادة الاحتلال الإسرائيلي في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وفى الداخل الإسرائيلي، قام "الحريديم" بتظاهرة قرب مكتب التجنيد في "كريات أونو" في تل أبيب ضد التجنيد في الجيش، وسائل إعلام إسرائيلية.
هدنة محتملة
على صعيد التهدئة ، تتردد أنباء عن اتفاق محتمل إبرامه خلال أيام بين لبنان وإسرائيل يضمن وقفا لإطلاق للنار مدة 60 يومًا، ووفق هيئة البث العامة الإسرائيلية فإن، مسودة الاتفاق تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوما.
وجاء في المسودة - التي ذكرت هيئة البث أنها مقترح مسرب كتبته واشنطن - أن إسرائيل ستسحب قواتها من لبنان خلال الأسبوع الأول من هدنة الستين يوما، كما سيتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان، على أن يكون الجيش اللبناني القوة المسلحة الوحيدة على الخط "أ" في جنوب لبنان، وسينشر قواته على طول الحدود والمعابر، وسيكون الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية للحكومة اللبنانية مسؤولين عن فرض تنفيذ الاتفاق على الجانب اللبناني، وسيكون من الممكن أيضا فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية لضمان تنفيذه.
ووفق المسودة التي سربتها هيئة البث الإسرائيلية ، يكون من حق إسرائيل العمل بحرية في كافة الأراضي اللبنانية في حال خرق الاتفاق، كما يحق لها الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الناشئة خارج جنوب لبنان إذا فشلت الحكومة اللبنانية في إحباط التهديد.
كما أن هذا الاتفاق لن يمنع إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما إذا لزم الأمر.
وقالت الهيئة إنه من المنتظر أن يتم إنجاز هذا الاتفاق خلال الأيام المقبلة، حيث من المرتقب أن تعلن عنه الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر المقبل.
وأوضحت أنه من المقرر أن يزور هوكشتاين إسرائيل خلال الساعات القادمة لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق.
وفى هذا الإطار، أعرب نجيب ميقاتى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، عن أمله في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غضون أيام، وقال إنه لم يكن يعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لكنه قال إنه أصبح أكثر تفاؤلا بعد أن تحدث الأربعاء مع آموس هوكشتاين المبعوث الأمريكى الخاص إلى لبنان الذي أوضح - خلال الاتصال - أنه يمكن التوصل إلى اتفاق قبل الخامس من نوفمبر.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين كبيرين هما آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك يبحثان فى تل أبيب كيفية الدفع بمقترحات إنهاء الحرب في غزة ولبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة