هلت علينا نسمات النصر العظيم بحلول ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، لنسترجع أمجاد العبور وهزيمة العدو المغتصب واسترجاع الأرض ورفع رايات النصر على أرض سيناء الحبيبة.
هذا اليوم الذي لن تنساه ذاكرة التاريخ ليظل بصدر صفحاتها المضيئة، ويظل أسود يوم للعدو، يود لو يستطيع أن يمحيه من سجلات التاريخ، لكنه المستحيل الذي لن يناله بيوم من الأيام.
نعم هم رجال المهام الصعبة: رجال الجيش المصري العظيم الذين تصدروا كل مشاهد البطولة في كافة الأزمات على مر الأزمان.
نعم.. فالتاريخ يشهد منذ فجره مدوناً بصفحاته بطولات جيش مصر وقد توجت تلك الشهادات بشهادة النبي الكريم صلي الله عليه و سلم بأن جنده هم خير أجناد الأرض وأنهم في رباط إلى يوم الدين بإذن الله.
وإن لم يتسن لنا أن نشهد لنتحقق بأنفسنا عن ما قدمه جيش مصر على مر عصورها من بطولات، فيكفي أننا نرى الآن كل الأمارات التي تدلل بقوة على رواية التاريخ.
فكما هزم أحمس الهكسوس وطردهم من أرض مصر، وهزم سيف الدين قطز التتار الذين اجتاحت جيوشهم الجرارة أرض الشرق، ثم كانت نهاية هذه الأسطورة المرعبة هنا على أرض مصر.
كذلك هزم جيش مصر العدو الصهيونى وحطم حائطه المنيع رغم أنف القوة العظمى الداعمة ماديًا ومعنويًا.
وكما خاض الجيش المصرى حروبًا عديدة فى فلسطين واليمن والخليج، من أجل حفظ أمن وكرامة دول شقيقة ودعمها فى مواجهة الأعداء، وكما أطاحت مصر بكل أركان الخطة الموضوعة، والتى تحالف عليها المتحالفون من أنصار الشيطان، وظنوا أنها تسير على ما يرام واطمأنت قلوبهم وهيأ لهم أنهم على مشارف تقسيم الغنائم.
أفاقوا على كابوس لم يكن فى الحسبان، وهب المصريون أحفاد الفراعنة وأعد الجيش المصرى عدته منتصرًا لإرادة شعبه، مخيبًا لآمال كل الأعداء فى الخارج وأدواتهم التنفيذية من الخونة فى الداخل، هادمًا لكافة الترتيبات، فتركهم يعضون الأنامل ويتضورون غيظًا، باحثين عن الخطة البديلة.
فجنود القوات المسلحة المصرية بحق هم رجال المهمات الصعبة المستحيلة، ففي حين يحتمي كل منا بجدران منزله ينعم بأمان لا يشعر بقيمته إلا من حرم منه، يحمي جيشنا الباسل حدودنا التي يتربص بها الأعداء من كل اتجاه، يستبدون بإخوتنا في فلسطين و لبنان بشكل معلن سافر و يدفعون بزبانيتهم ووكلائهم من الخونة ليفسدوا بالسودان وسوريا وليبيا وعدد كبير من دول أفريقيا، محاولين بكل الطرق استفزاز القيادة المصرية لجرها إلى الضلوع بحرب في تلك الآونة التي تتوجه بها كافة الأنظار وتتركز كافة الاهتمامات نحو البناء والتعمير والإصلاح الإقتصادي والاجتماعي وكذلك الأخلاقي لإعادة بناء مصر والشخصية المصرية التي فقدت بعقود من الضلال فتاهت عنها شيمها و ضاعت قيمها و تراجعت منظومتها الأخلاقية التي كانت مضرباً للأمثال فيما مضي.
فليذهب زبانية جهنم إلى الجحيم، ولينصر الله أخوتنا من المستضعفين، وليحفظ بلادنا وجيشنا درعاً وسيفاً وحصناً حصينا.
وكل عام ومصر والمصريون بخير وسلام وأمان، محتفلين دائماً بالنصر العظيم في أكتوبر من كل عام.