محمد أيمن

جيش مصر درع السلام وحامى النصر

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 12:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في كل عام، يحتفل المصريون بانتصارات أكتوبر، وهي ذكرى تتجدد فيها الفخر بقوة الجيش المصري، الذي حوّل مجرى التاريخ بنصره على العدو الإسرائيلي، وحقق معجزة عسكرية يعجز عن إنكارها إلا جاحد أو مغرض. هذا الاحتفال ليس فقط لتكريم ذكرى الماضي، بل لتأكيد أن مصر تمتلك اليوم جيشًا قادرًا على حماية مكتسبات السلام، الذي فرضته بعد انتصار عظيم.

اليوم، ونحن أمام تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، الحدث ليس مجرد تقليد سنوي، بل تجسيد لرؤية مستدامة تتعلق بتطوير قدرات الجيش، الذي يظل حلماً لكل مصري أن يكون جزءًا منه، وفخرًا لكل من ينضم لصفوفه، خاصة مع الافتتاح التاريخي للأكاديمية العسكرية في "الأوكتاجون" بالعاصمة الإدارية الجديدة.

تشهد الكليات العسكرية المصرية تطورًا نوعيًا على مستوى المناهج، وأسلوب التدريب، مما أتاح إعداد جيل جديد من الضباط يتمتعون بقدرات علمية وعملية فائقة. يعتمد هذا التطور على منظومة تأهيلية متكاملة تبدأ بمرحلة انتقاء دقيقة، تشمل الفحص العلمي والبدني والنفسي لضمان اختيار أفضل العناصر وفق معايير صارمة. يتم بعد ذلك صقل شخصية الطالب بشكل تدريجي، لتحويله من مدني إلى ضابط عسكري متمرس.

تتم عملية التأهيل داخل الأكاديمية في بيئة تعليمية تجمع بين الدراسات النظرية والتدريبات العملية، مع محاكاة لسيناريوهات قتالية متقدمة تحاكي التحديات الواقعية. يُعزَّز هذا المنهج التدريبي بروح الولاء والانتماء عبر لقاءات تثقيفية مع شخصيات وطنية بارزة، وبحث القضايا الأمنية في إطار من الانضباط العسكري الصارم.

العقيدة القتالية للجيش المصري لم تتغير؛ العدو معروف، والهدف واضح: حماية السلام بالقوة. ويتجلى ذلك في المحاكاة المتقدمة التي يقوم بها طلبة الكليات العسكرية لأسلحة العدو المحتمل، مثل الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" والطائرة الأمريكية F – 35"". هذا التدريب يشمل دراسة تفصيلية لنقاط القوة والضعف، وتحليل قدرات تلك الأسلحة بشكل عملي وتفاعلي. مشاهد هذه التدريبات، حتى وإن ظهرت لثوانٍ معدودة في فيلم وثائقي، لكنها تحمل رسالة قوية: الجيش المصري لا يكتفي بالجاهزية التقليدية، بل يبني معرفة عميقة وإلمامًا شاملاً بالتهديدات المحتملة.

بهذه الاستراتيجية المتكاملة، تؤكد الأكاديمية العسكرية المصرية قدرتها على إعداد ضباط يمتلكون العلم والمعرفة، لتأمين الوطن ومواجهة أي تهديد. والرسالة واضحة: الجيش المصري، القوي بعقيدته ورسالته، هو حامي السلام، ولن يتردد في مواجهة أي تحدٍّ يمسّ أمن الوطن.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة