هل من حق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش أن يرد على " اسرائيل" بالمثل..؟
منذ الأربعاء الماضي وجوتيريش يلتزم الصمت وعدم الرد على قرار دولة الكيان على لسان وزير خارجيتها يسرائيل كاتس بتصنيف الأمين العام للأمم المتحدة " شخصا غير مرغوب فيه" وبالتالي منعه من دخول اسرائيل في واقعة دبلوماسية دولية غير مسبوقة آثارت استنكار ورفض دول العالم من دولة لم تحترم قرارات الشرعية الدولية في عدوانها المستمر على غزة منذ عام والعدوان على لبنان الآن وضربت بكل القرارات والتوصيات بوقف جرائمها وعدوانها عرض الحائط
جوتيريش بالطبع لا يعجب اسرائيل ومواقفه من حرب الابادة والمجازر البشعة التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان حاليا يثير غضب اليمين المتطرف الحاكم في تل أبيب وعلى رأسه رئيس الوزراء نتنياهو
اسرائيل كانت تريد من جوتيريش منذ أكتوبر 2023 أن يتغاضى عن جرائمها ضد الانسانية في غزة والتي راح ضحيتها ما يقرب من 42 ألف شخص داخل القطاع وتدمير البنية التحتية وحصاره وتجويعه، ويدين المقاومة الفلسطينية ويعتبرها " جماعات ارهابية" ويندد بالهجوم الايراني الأخير.
منذ بداية الأزمة واسرائيل تبدي عدم رضاها وغضبها من جوتيريش بسبب تصريحاته المستمرة بضرورة وقف الحرب والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط وتعاطفه مع المأساة الانسانية للشعب الفلسطيني في غزة ومطالبته بضرورة حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية ومساندته ودعمه الدائم لمشروعات القرارات العربية بالوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي وتشهيل دخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة واستنكاره لمنع اسرائيل دخولها الى سكان القطاع
لم يسبق أن تجرأت دولة عضو في المنظمة الدولية بكل هذه الوقاحة والخروج عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، و تصنف أمينها العام بأنه شخص غير مرغوب فيه وتقرر منعه من دخول أراضيها، وهي الدولة التي تمارس كافة أنواع الخروج على القانون الدولي وعدم الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية والقيام بالعدوان وانتهاك سيادة الدول المجاورة وارتكاب أبشع الجرائم الانسانية دون رادع أو خوف من المجتمع الدولي استنادا على الدولة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية ومساندتها وحمايتها اللامحدودة ودعمها بالعتاد والسلاح والمال حتى لا ينهار اقتصادها وتنهار معه.
اسرائيل تتعامل مع المجتمع الدولي بمبدأ" اذا لم تستح فأصنع ما شئت" فلن يخيفها أحد بتصريح هنا أو قرار هناك أو مظاهرات هنا وهناك فهي دولة فوق القانون، طالما أنها تحت مظلة الحماية الأمريكية وقدرتها على اخضاع البيت الأبيض تحت تصرف تطرفها وعدوانها وعربدتها بالمنطقة واشعال نيران الحرب والفوضى في الشرق الاوسط
قرار اسرائيل ضد جوتيريش واجهته دول العالم بصفعة مدوية ضد تل أبيب وأعلنت عواصم العالم – الا قليلا-تضامنها مع الأمين العام للأمم المتحدة وانتقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إسرائيل بسبب قرارها واعتبر أن أي خطوة لنزع شرعية عمله ستكون غير مثمرة، و حث الأعضاء على ضرورة "الامتناع عن أي إجراءات قد تقوض عمله".
أعود الى السؤال الذي بدأت به، هل من الممكن أن يرد جوتيريش على قرار اسرائيل ويعتبر اسرائيل" دولة غير مرغوب فيها في الأمم المتحدة"..؟ وماذا سيكون رد فعل الغالبية العظمى من أعضاء الأمم المتحدة .؟
ربما يكون ذلك افتراض لا يمكن أن يتحقق في ظل مظلة الحماية الاميركية وهيمنتها على القرار الدولي ومساهمتها الضخمة في ميزانية الأمم المتحدة بحوالي 28% من اجمالي 3.59 مليار دولار هي الميزانية السنوية للمنظمة الدولية. لكنه يبقى أمل في عالم أكثر عدالة قد يأتي في المستقبل.