شهدت البورصة المصرية، إقبالًا ملحوظًا من كبار رجال الأعمال العرب على شراء أسهم في عدد كبير من الشركات المقيدة في قطاعات متنوعة، وذلك بعدما حقق سوق المال المصري أعلى عائد في المنطقة خلال عام 2023، وانخفاض أسعار الأسهم لمستويات مغرية بعد تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في 6 مارس الماضي، علاوة على التسهيلات التي اتخذتها إدارة البورصة المصرية لجذب المستثمرين العرب والأجانب لزيادة أحجام التداول.
واستطاعت الأسهم المصرية تحقيق أعلى عائد في المنطقة العربية، ومن بين الخمس الأول مقارنة بأسواق المال العالمية خلال عام 2023، إذ ارتفع مؤشر إيجي إكس 70 بنسبة 56.7%، متفوقًا على مؤشر ناسداك بنسبة 53.8%، وحل مؤشر إيجى إكس 100 ببورصة مصر فى المركز الثالث بعائد بنسبة 52.4%، وبلغ عائد مؤشر إيجى إكس 30 بالبورصة المصرية نسبة 36.6%.
وتفوقت مؤشرات البورصة المصرية على مؤشرات كبرى أسواق المال العالمية، وأبرزها مؤشر ستاندرد أند بورز 500 وحقق عائد بنسبة 24.2%، ومؤشر داكس الألمانى وبلغ العائد 24.1%، يليه مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 21.7%، أعقبه مؤشر كاك 40 الفرنسى بنسبة 20.12%، وزاد مؤشر نيكاى الياباني بنسبة 19.2%، وحقق مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي عائد بنسبة 16.1%، ونما مؤشر تاسي بنسبة 14.5%.
رجال الأعمال العرب
اللافت في استثمارات رجال الأعمال العرب بالبورصة المصرية، التنوع في شراء أسهم بقطاعات متعددة، ففي مجال الرعاية الصحية، رفع رجل الأعمال السعودي أيمن بن خليفة حصة مساهمته في الشركة الدولية للصناعات الطبية-إيكمى إلى 11.5% بعدما اشترى 1.5 مليون سهم في جلسة يوم 22 أكتوبر بسعر 1.76 جنيه للسهم بإجمالي 1.5 مليون جنيه، وبذلك يصبح ثالث أكبر مساهم في الشركة بعد محمود سليم، وعلاء فوزي، كما يتفوق في حصته على كل من ياسر الملواني، ومحمد تركي، وإيهاب جوهر، وتامر محمد.
وفي نفس القطاع، اشترى رجل الأعمال السعودي عبد المحسن الحكير، حصة بنسبة 5.07% بشركة فتنس برايم للأندية الصحية، التي تعمل في نشاط إقامة وتشغيل أندية صحية، ويمتلك "الحكير" 6.7 مليون سهم بجانب رجلي الأعمال سامح وشريف المنجوري، ويملك الأول حصة 23.75%، والثاني حصة 5.8%، كما يملك طارق حسن حصة 22.72%، وراوية مصطفى حصة 13.25%، وفق أحدث إفصاح للشركة.
وامتدت استثمارات رجل الأعمال العرب، إلى قطاع الصناعات الغذائية، إذ اشترى رجل الأعمال فهد بن حمد بن إبراهيم الحرقان حصة 5.09% بالشركة العامة للصوامع والتخزين ليصبح رابع أكبر مساهم بالشركة بعد الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين بحصة 51%، واتحاد العاملين المساهمين بحصة 10%، وشركة الأهلي للاستثمار وزادت حصتها إلى 23.84%، ويملك "الحرقان" حصصًا أخرى في عدد من الشركات المقيدة.
وفي قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، بلغت حصة المساهم ناصر بن عبد الله بن ناصر المهوس 8.56%، ودخل مساهم جديد للشركة يحيي منير رزق فتيان حصة 5.82%، ويملك المساهم الرئيسي يوسف الفار حصة 32.5%، كما يملك رجل الأعمال صالح عبد الرحمن عبد الله بن راشد حصة 9.62% بالشركة العالمية للاستثمار والتنمية بجانب حصة صندوق التأمين الخاص للعاملين بالهيئات القضائية، وشركة مكة للتنمية السياحية والمشروعات العمرانية.
مكاسب مستقبلية للبورصة
وتأتي موجة استثمارات المستثمرين العرب، بعد دخول صناديق سيادية خليجية لشراء حصص مملوكة للدولة في عدد من الشركات المقيدة، مما انعكس على زيادة متوسط قيمة رأس المال السوقى خلال السنوات العشر المتضمنة فى الفترة من (2013-2022) بنحو 662.7 مليار جنيه إلى 1.72 تريليون جنيه عام 2023 بنسبة زيادة قدرها 78.9%، عن عام 2022، كما أسهم البرنامج فى معاودة نسبة رأس المال السوقى للبورصة إلى الناتج المحلى الإجمالى للارتفاع لتسجل نحو 17% فى عام 2023 مقارنة بنحو 12.3% لتقترب تدريجيًا من مستوياتها القياسية المسجلة مسبقًا.\
وبلغ متوسط إجمالى قيمة الطروحات 3.6 مليار جنيه خلال السنوات العشر السابقة على إقرار الوثيقة، فى حين قفزت قيمة الطروحات المنفذة من خلال البورصة المصرية إلى 20.4 مليار جنيه فى عام 2023، وشهد نفس العام تضاعفًا للطروحات بما يقرب من 16 ضعف نظيرها فى عام 2022، وذلك يرجع إلى طرح حصة من أسهم شركة إيسترن كومبانى بقيمة 16.4 مليار جنيه، وطرح حصة من أسهم الشركة المصرية للاتصالات بقيمة 3.95 مليار جنيه عام 2023.
البورصة المصرية، سوق رائدة بالمنطقة، مسجل لديها عدد مستثمرين من الأفراد والمؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية، ويساعد القيد على توفير العديد من المزايا، منها: التمويل اللازم لمساعدة الكيانات الصناعية والتجارية والخدمية على النمو المستدام، وتنويع مصادر التمويل المتاحة لهم.
ويساهم الطرح بالبورصة، في توسيع قاعدة الملكية للشركات، وتحسين أداء الشركات، وتعزيز مبادئ الشفافية ونظم الحوكمة بها وتنويع مواردها، كما يهدف الطرح إلى تنمية وتطوير وإنعاش حركة تدفق رؤوس الأموال والتداول بالبورصة المصرية، ورفع رأس المال السوقي لتكون أكثر جذبًا للمستثمرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة