حرب تجارية تفزع قادة القارة العجوز من دونالد ترامب.. مخاوف أوروبية من فك الارتباط العسكرى وفرض رسوم جمركية باهظة وتخليه عن قضايا البيئة.. وألمانيا تخشى التعافى الاقتصادى بعد تدهور أسهم بى إم دبليو ومرسيدس وبورش

الأربعاء، 13 نوفمبر 2024 08:30 م
حرب تجارية تفزع قادة القارة العجوز من دونالد ترامب.. مخاوف أوروبية من فك الارتباط العسكرى وفرض رسوم جمركية باهظة وتخليه عن قضايا البيئة.. وألمانيا تخشى التعافى الاقتصادى بعد تدهور أسهم بى إم دبليو ومرسيدس وبورش ترامب
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتهت الانتخابات الأمريكية، وفاز الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن صانعى القرار الأوروبيون، لم يتنفسوا الصعداء، بل أصبحوا متحفزين بين لحظة وأخرى لقرار من دونالد ترامب، يقوض كل استراتيجياتهم، فقد عاد ترامب حاملًا مفاتيح البيت الأبيض مجددًا ورافعًا شعار "أميركا أولا"، متجأهلا أولويات حلفاءوه الأوروبيون.

وما يزيد التوتر الأوروبى من ترامب أنه شخصية خارج الصندوق، يصعب تقدير تصرفاته مسبقًا ولا يمكن الوثوق بما تنوى الإقدام عليه، بما فى ذلك التملص من اتفاقات دولية أو إقليمية لا تروق له، كما فعل مع اتفاقية المناخ مثلًا.

كما تثير مواقف أخرى للرئيس الأمريكى المنتخب قلق الأوروبيين، فهو يلوح بفك الارتباط العسكرى معهم وبفرض رسوم جمركية باهظة على بعض المنتجات وتخليه عن قضايا البيئة.

وفى اليوم التالى للفوز الكاسح الذى حققه دونالد ترامب، اجتمع قادة نحو 40 دولة أوروبية فى بودابست، وفيما رحب عدد من القادة بعودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض، حذر آخرون من أن تسلمه مفاتيح السلطة مجددا يطرح تحديات أمنية وسياسية تستوجب توحيد الجبهة فى القارة العجوز، من بينهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى قال: "على الأوروبيين إلا يفوضوا للأبد أمنهم للأمريكيين".

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقالت: "لقد أثبتنا أن أوروبا قادرة على الإمساك بمصيرها متى كانت موحدة".
وتثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض قلقا من تغييرات فى توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصا فيما يتعلق بالدعم العسكرى الذى وفرته إدارة الرئيس الديمقراطى جو بايدن لأوكرانيا منذ 2022 فى مواجهة الغزو الروسي.

فى هذا الصدد، شدد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى كلمته أمام القادة الأوروبيين على أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا يجب إلا "تضيع" بل أن تقدر بعد فوز دونالد ترامب، وأكد رفض كييف تقديم "تنازلات" لموسكو، معتبرا أن ذلك سيعود بالضرر على أوروبا.

من جانبه، حاول أمين عام حلف شمال الأطلسى مارك روته التأكيد على أن ترامب يبقى جزءا من الجبهة الموحدة ضد الخطر الروسى، وأكد أن التحاق كوريا الشمالية بالحرب فى أوكرانيا يغير المعطيات.

وعلى الصعيد الاقتصادى، وفى ظل المخاوف من خطط الرسوم الجمركية التى يعتزم ترامب فرضها، يخشى عدة خبراء ومحليين من أن تقوم كل دولة ببحث المسألة مع واشنطن بشكل منفرد.

وأعرب ترامب عن نيته زيادة الرسوم الجمركية إلى ما بين 10 إلى 20% على كل المنتجات التى تدخل الولايات المتحدة، ووصف خلال حملته الانتخابية الاتحاد الأوروبى بأنه "صين صغيرة" يستغل حليفه الأمريكى عبر مراكمة الفوائض التجارية لصالحه.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يستعد لتنفيذ أكبر رفع للتعريفات الجمركية فى تاريخ الولايات المتحدة المعاصر، فى قرار من المتوقع أن يحدث تغييرات جذرية فى خريطة التجارة العالمية؛ ويؤثر بشكل مباشر على الأسواق الدولية، ويأتى هذا الكشف فى وقت تتصاعد فيه المخاوف من تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد العالمي.

ووفقا لتحليل نشرته صحيفة الجارديان، فقد أرسل وعد الرئيس الأمريكى المنتخب بفرض تعريفات جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع واردات السلع بالفعل قشعريرة فى أرجاء الشركات المصنعة فى العالم، وربما أكثر الشركات المعرضة للخطر هى صناعة السيارات الألمانية.

وانخفضت أسعار أسهم فولكسفاجن وبى إم دبليو ومرسيدس بنز وبورش بنسبة تتراوح بين 4% و7% منذ أظهرت المؤشرات المبكرة فوز ترامب بولاية رئاسية.

وإذا تم تمرير تعريفة بنسبة 10% إلى المشترين الأمريكيين، فإن سيارة مثل أودى Q5 SUV الأكثر مبيعًا فى الولايات المتحدة ستكلف 4500 دولار إضافية فوق سعرها الأولى البالغ 45400 دولار.

كما يزيد تفاقم الوضع المروع بالفعل لشركات مثل فولكسفاجن التى تكافح تخفيضات كبيرة فى التكاليف. وتعد الولايات المتحدة ثانى أكبر سوق لتصدير فولكسفاجن بعد الصين، حيث تم تصدير 400 ألف سيارة إلى هناك فى عام 2023.

ولكن فى الوقت الذى تحتاج فيه الصناعة الألمانية إلى مدافع قوى، سقطت حكومتها فى حالة من الاضطراب، وانهار الائتلاف بقيادة المستشار أولاف شولتز الأربعاء الماضى بعد ثلاث سنوات فى السلطة، مما أثار الشكوك حول من سيقود أكبر اقتصاد فى أوروبا بينما يستعد الاتحاد الأوروبى للمفاوضات التجارية مع ترامب.

كما كشفت الحكومة الألمانية، عن تخوفها من تأخر التعافى الاقتصادى المنشود بعد فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة.


وقالت وزارة الاقتصاد الاتحادية فى تقريرها الشهرى الذى قدمته للصحفيين، إن المؤشرات فى قطاع الاستهلاك وفى الشركات ومعدلات الطلبيات على البضائع الصناعية الألمانية كلها عوامل تشير إلى حالة من الغموض بعد فوز ترامب فى الانتخابات.

ووفق التقرير فإن حالة القلق التى تسود القطاعات المذكورة ارتفعت بعد فوز ترامب فى الانتخابات الأخيرة الأمر الذى سيساهم كذلك فى تراجع معدلات الاستهلاك والاستثمارات، ووأوضح أن كل ذلك يدفع وزارة الاقتصاد الاتحادية إلى القول "إن التعافى الاقتصادى قد يتأخر".

و قال التقرير "إنه إذا فرضت الولايات المتحدة جمارك مرتفعة على البضائع من الصين والاتحاد الأوروبى فإن هذا سيضر بشكل كبير بالاقتصاد العالمى وبالتجارة العالمية وسيؤدى إلى فرض جمارك مضادة".

ووفق مكتب الإحصاءات الألمانى الاتحادى فإن السوق الأمريكية تعد للعام التاسع على التوالى أهم سوق بالنسبة للبضائع الألمانية بقيمة تقدر ب 9ر157 مليار يورو (167 مليار دولار) فى عام 2023.

ومن جانبه دعا روبرت هولزمان محافظ البنك المركزى النمساوى وعضو مجلس البنك المركزى الأوروبى، إلى أن يؤخذ تهديد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، بفرض تعريفات عقابية، على محمل الجد.

وتوقع المحافظ فى لقاء مع صحيفة " كلاين تسايتونج"، أن ينفذ ترامب خططه لفرض مثل هذه التعريفات المرتفعة ضد الصين؛ ولن تكون مرتفعة بنفس القدر ضد أوروبا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة