إشادات كبرى حصلت عليها مصر من مختلف دول العالم بتجربتها العمرانية، وذلك خلال فعاليات المنتدى الحضرى العالمى الذى استضافته القاهرة الأسبوع الماضى، وهو ما أسفر عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين عدد كبير من الدول وخاصة دول أفريقيا مع الجانب المصرى للاستفاده من تلك التجربة الفريدة، وكيفية تطبيفها داخل بلادهم.
والمعروف أن المنتدى الحضري العالمي هو عبارة منصة دولية تجمع بين صانعي السياسات والمخططين والممارسين والباحثين، لمناقشة القضايا الحضرية وتبادل الأفكار والخبرات، وكان للمنتدى دور بارز في ترويج تجربة مصر العمرانية بعدة طرق، منها تبادل المعرفة والخبرات، مما أتاح لها فرصة تبادل المعرفة والخبرات مع دول أخرى، وهو ما يساعد على تحسين التخطيط العمراني والممارسات المعمارية في مصر بناءً على التجارب الناجحة في دول أخرى.
كما كان للمنتدى دور كبير في تعزيز الاستثمار، وذلك من خلال عرض مشاريع التنمية الحضرية والخطط العمرانية، لجذب المستثمرين المحليين والأجانب، وكان المنتدى عبارة عن منصة منصة لعرض هذه المشاريع وزيادة الوعي حول الفرص الاستثمارية المتاحة، وذلك من خلال إشراك القطاع الخاص في المنتدى ومشاركة شركات الاستثمار العقارى لعرض تجاربهم ومشروعاتهم، وكذا عرض اليات الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص وكيف لاقت نجاحا كبيرا داخل المجتمع المصرى.
ولعلك عزيزى القارىء تتفق معى أن المنتدى الحضرى العالمى كان له دور كبير وفعال في إبراز الأصالة الثقافية، من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي والعمارة الفريدة لمصر، مما يعزز من الهوية الوطنية ويجذب السياح والمستثمرين، فضلا عن المشاركة المجتمعية، والذى كانت أحد أهم النقاشات الرئيسية داخل المنتدى الحضرى العالمى ، وهو ما ساهم في تعزيز الوعي بالاحتياجات المحلية في التطوير العمراني.
ومن المزايا العديدة التي عادت على مصر جراء استضافتها للمنتدى الحضرى العالمى، توقيع العديد من الاتفاقيات بين عدد كبير من الدول منها الصين والدول العربية والإفريقية، فضلا عن أنه ساهم أيضاف في الترويج للمبادرات المستدامة، من خلال تسليط الضوء على المبادرات المستدامة في التنمية الحضرية، وهو ما ساهم في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للبلاد ويشجع على تطوير مدن أكثر استدامة، ونستيطع الجزم بأن المنتدى الحضرى العالمى ساعد بشكل كبير في توسيع قاعدة المعرفة والتجارب العمرانية في مصر وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
ولا شك أن الدولة المصرية حققت إنجازات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، رغم ما يحيط بها من أزمات في المنطقة، في مجالات العمران والتنمية الحضرية وهو ما أهّل مدينة القاهرة لاستضافة هذا الحدث العالمي، الذي يأتي في الأهمية بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، في ظل ما أقدمت عليه الدولة المصرية من تنفيذ لتجارب عملية على أرض الواقع تتوافق مع ترويج برنامج الأمم المتحدة لرفع مستوى المدن، وذلك بدءًا من مشروعات الإسكان التي تستهدف فئات محدودي الدخل والشباب، والمبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، وتطوير المناطق العشوائية والمناطق غير الآمنة.
وفى الختام أود أن أؤكد أن مصر وما حققته من تجربة عمرانية فريدة جعلها في مقدمة الدول، وحديث العالم كله، فمصر استطاعت أن تعلم العالم من خلال هذا المنتدى والذى شارك فيه أكثر من 30 ألف مواطن على مستوى العالم، وأكثر من 170 وزير ومسئول من مختلف دول العالم، وكان فرصة حقيقية لمصر لتبادل الخبرات، والتعرف على أفضل الممارسات حول قضايا التنمية الحضرية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتطوير أساليب بناء مدن أفضل، لتحسين حياة ملايين من البشر، كما أنه كان فرصة عظيمة لعقد الشراكات المتميزة مع مختلف الدول المشاركة، ولا سيما الدول الأفريقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة