واصل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إعلان مرشحيه لشغل المناصب البارزة فى إدارته، وكان أخرها اختياراته للمرشحين لوزارتى العدل والدفاع ومدير منصب الاستخبارات الوطنية، والتى أثارت الجدل بشأن خبرة هؤلاء المرشحين والجدل المثار حول بعضهم.
حيث أعلن ترامب ترشيح النائب الجمهورى عن ولاية فلوريدا مات جايتز لمنصب المدعى العام، الذى يعادل وزير العدل، وهو الاختيار الأكثر إثارة للجدل فى ظل الجدل الدائر حوله والتحقيق معه بشان مزاعم سلوك جنسى. كما رشح ترامب تولسى جابارد، عضو الكونجرس السابقة، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، وأعلن اختيار مذيع فوكس نيوز بيت هيجسيث لمنصب وزير الدفاع.
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على هذه الترشيحات، وقالت إنهم سيواجهون معارضة شاملة من الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ للتصديق على تعيينهم، فى الوقت الذى أعرب فيه بعض الجمهوريين عن قلقهم من هذه الاختيارات.
وقالت الصحيفة إن ترامب مرشح ترامب لمنصب المدعى العام مات جايتز ، وهو حليف قوى له وشخصية يدور حوله الانقسام، وتم التحقيق معه من قبل فى قضية إتجار جنسى، لكن لم يتم توجيه اتهامات له.
فى حين أن ترشيحه لجابارد لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، جاء رغم عدم وجود خبرة مباشرة لها بالاستخبارات، أما بيت هيجسيث، المرشح لقيادة البنتاجون، فهو مذيع فى فوكس نيوز، وسبق أن ضغط على ترامب للعفو عن عسكريين متهمين بارتكاب جرائم حرب.
وكانت أول مجموعة من اختيارات الرئيس المنتخب قد ذهبت إلى أشخاص مقبولين على نطاق واسع من قبل ائتلافه الجمهورى، بما فى ذلك مديرة حملته سوزى وايلز كرئيسة موظفى البيت الأبيض، والسيناتور ماركو روبيو مرشحا كوزير للخارجية والنائب مايك والتز كمستشار للأمن القومى.
لكن اختيارات ترامب لجابارد وجايتز وهيجسيث فاجأت أعضاء مجلس الشيوخ ومستشاريه أنفسهم، وتمهد لمعارك تصديق متعددة وشاقة ستختبر النفوذ السياسى للرئيس القادم فى مجلس الشيوخ، الذى من المتوقع أن يشغل حزبه فيه 53 مقعدا.
ولفتت الصحيفة أن جايتز، الذى أثار استياء عدد من أعضاء حزبه أنفسهم، كان يواجه تحقيق أخلاقيات فى مجلس النواب حول مزاعم سوء السلوك الجنسى والاستخدام غير القانونى للمخدرات وقبول هدايا غير مناسبة. واستقال من الكونجرس يوم الأربعاء.
وقال مايكل جاست، رئيس لجنة الأخلافيات فى الكونجرس، الجمهورى، الذى عادة ما تنهى لجنته تحقيقاتها عند استقالة الأعضاء من الكونجرس، إن اللجنة لن تسارع فى إصدار تقرير عن جايتز، الذى نفى بدوره ارتكاب أى مخالفات.
من ناحية أخرى، أكمل الجمهوريون سيطرتهم على الحكم فى الولايات المتحدة بعد فوزهم الجمهوريون بمقاعد كافية للاحتفاظ بالأغلبية فى مجلس النواب الأمريكى، لتكتمل سيطرة الحزب على السلطة وتأمين قبضته على الحكومة الأمريكية مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن فوز الجمهوريين بمقعد مجلس النواب فى ولاية أريزونا إلى جانب الفوز فى كاليفورنيا، التى يجرى فرز الأصوات فيها ببطء، منحهم 218 مقعدا كافية للاحتفاظ بالأغلبية. وكان الجمهوريون قد حققوا الأغلبية فى مجلس الشيوخ بعد سيطرة الديمقراطيين عليه فى الفترة السابقة.
وفى ظل الأغلبيات التى يتمعتون بها فى كلا مجلسى الكونجرس الأمريكى، وإن كانت بسيطة، فإن قادة الجمهوريين يرونه تفويضا لقلب الحكومة الفيدرالية، وتطبيق سريع لرؤية ترامب للبلاد.
وكان ترامب قد وعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين على الإطلاق، ومد الإعفاءات الضريبية، ومعاقبة أعدائه السياسيين والسيطرة على الأدوات الأكثر قوة للحكومة الفيدرالية وإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكى. وتضمن انتصارات الجمهوريين فى الانتخابات أن الكونجرس سيكون داعما لهذه الأجندة، وأن الديمقراطيين لن يكون لديهم سلطة تقريبا لمراجعتها.
وذكّرت أسوشيتدبرس بأن ترامب عندما فاز فى 2016، اكتسح الجمهوريون الكونجرس أيضا، لكن كان لا يزال يواجه معارضة من قادة الجمهوريين الذين رفضوا أفكار سياسته، وأيضا محكمة عليا بها أغلبية ليبرالية. لكن الأمر ليس كذلك هذه المرة.
فعندما يعود ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير المقبل، سيعمل مع حزب جمهورى تحول تماما بحركة "ماجا" أو جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، ومحكمة عليها يهمين عليها القضاة المحافظين، بينهم ثلاثة عينهم ترامب نفسه.
وأشارت الوكالة إلى أن مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، الذى فاز، بتأييد من ترامب، بترشيح الجمهوريين للبقاء فى منصبه العام المقبل، تحدث عن البحث عن سبل لإصلاح حتى البرامج الشعبية التى دافع عنها الديمقراطيون فى السنوات الأخيرة.
وكان جونسون، الجمهورى من ولاية لويزيانا، والذى يوصف بأنه محافظ متحمس، قد جعل الجمهوريين فى مجلس النواب أقرب لترامب خلال موسم الحملة الانتخابية مع استعداده لاجندة طموحة لأول 100 يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة