تقدم قناة الوثائقية، مساء اليوم، الجمعة، العرض الأول لفيلم أسطورة الرعب الأكثر شهرة في العالم "دراكولا"، ويستعرض الفيلم العلاقة بين شخصية دراكولا المخفية وفلاد الثالث الحاكم الروماني في القرن الخامس عشر الميلادي.
وتنسب هوية شخصية دراكولا الأسطورية إلى شخصية حقيقية، لأمير يدعي فلاد الثالث، "ڤويڤود" (حاكم) الأفلاق (1431-1476)، تولى حكم رومانيا في القرن الخامس عشر، وهو أحد أفراد عائلة دراكوليشتي التي تُمثّل بدورها فرعًا من أفرع عائلة باسراب المتشعّبة، والذي اشتُهر بلقب دراكولا قبل أن يُطلق عليه اسم فلاد المخوزِق، اعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا أنقذ أوروبا من الغزو العثماني، بينما نظر إليه البعض على أنه مجرم أنهى حياة أكثر من 100 ألف شخص دون رحمة أو شفقة.
يرجع إطلاق لقب المخوزِق على فلاد الثالث بسبب استخدامه الخازوق في التعذيب والتخلّص من أعدائه وأسرى الحرب مما أعطاه شهرة تاريخية واسعة، وذاع صيته متخطيًا حدود إمارته ليصل حتى الإمبراطورية الرومانية المقدسة غربًا ودوقية موسكو شرقًا، ثم سرعان ما انتشرت في شتى أرجاء القارة الأوروبية، ويُقدّر عدد ضحاياه بعشرات الألاف، كما مثّلت شخصية "فلاد الثالث دراكولا" النواة التي نسج حولها الروائي الإنجليزي برام ستوكر شخصية كونت دراكولا، مصاص الدماء الأشهر، في روايته الصادرة عام 1897 تحت عنوان "دراكولا".
لُقب بـ "دراكولا"، لانضمامه لما يُسمى بـ "عصبة التنين"، التي كانت اتحادًا سريًا ضم مجموعة من أمراء ونبلاء أوروبا الوسطى والشرقية للوقوف ضد المد العثماني، ويعني اسم "دراكولا" باللاتيني "ابن التنين"، أما في الرومانية الحديثة فتعني "ابن الشيطان"، عاش "دراكولا" خلال فترة حرجة من تاريخ أوروبا الشرقية، فبعد سقوط القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح أصبح البلقان بأسره ساحة مفتوحة أمام الجيوش العثمانية، وغدت مقاطعة ولاكيا الرومانية عالقة ما بين مطرقة العثمانيين وسندان الهنجاريين، وكان هناك تناحر مستمر بين أمراء ولاكيا على العرش، ومؤامرات النبلاء الذين استغلوا هذا التناحر لتعزيز نفوذهم ومصالحهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة