عاد اليوم المجد لمصانع النصر لصناعة السيارات ، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام صاحبة العلامة الشهيرة "نصر" وهو يوم اعتبرته الحكومة عيدا، حيث علق الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على عودة شركة النصر للسيارات للإنتاج مرة أخرى، قائلا: "النهارده يوم عيد والله".
الشركة التى لم تصنع تقريبا منذ عام 1995 وتوقفت تماما عام 2009 وصدر لها بالفعل قرار تصفية عادت إلى الحياة ونفضت عن كاهلها آلام وأمراض الأمس للتحول إلى عملاق قادم فى الصناعة لتوفيرها للسوق المصرى، ثم التصدير فى المراحل المقبلة بالتعاون مع القطاع الخاص المحلى والعالمى.
وتصنع الشركة حاليا أتوبيسات ومينى باص بالغاز والكهرباء وفى طريقها لتصنيع سيارات ملاكى كهرباء وهجين بحلول مايو 2025، فى ظل دعم الحكومة حيث أشار الدكتور مصطفى مدبولى إن الحكومة تؤمن بالشراكة مع القطاع الخاص، وتتوسع الدولة فى صناعة السيارات، قائلا: "احتياجات السوق المحلى من السيارات تصل لما يقرب من نصف مليون سيارة".
وأكد أن الدولة لا تفرط فى قلاعها الصناعية ولكن كيفية الاستغلال الأمثل لأصول الدولة. وأوضح أن شركة النصر للسيارات واحدة من قلاع مصر الصناعية، قائلا: "كنا نحلم بعودة هذه القلعة الصناعية أن تعود للحياة"، ولاستداماتها كان هناك مجموعة من الشراكات والمقومات.
وأوضح خلال احتفالية عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج، أن الحكومة حاولت بكل السبل على مدار السنوات الماضية أن تعود هذه القلعة للصناعة لأنها بما تملكه من بنية أساسية ورغم توقفها تعتبر كنز لا ينبغى التفريط فيه.
من جانبه أكد المهندس محمد شيمى وزير قطاع الأعمال العام فى احتفالية شركة النصر لصناعة السيارات ببدء الإنتاج، بتشريف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، إنه لمن دواعى فخرى وسرورى أن نحتفل معنا فى هذا اليوم التاريخى الذى يشهد بداية عهد جديد لإحدى القلاع الصناعية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، شركة النصر لصناعة السيارات، التى طالما كانت رمزاً للصناعة الوطنية فى مصر.
أضاف: أن هذه اللحظة التاريخية بإعادة إطلاق شركة النصر للسيارات - بعد سنوات طويلة من التوقف - ليست مجرد حدث صناعى بل هى تأكيد على إرادة الدولة المصرية والإصرار على النهوض بالصناعة الوطنية وبداية جديدة نحو تحقيق طموحاتنا الكبرى فى مجال صناعة السيارات والمركبات.
أوضح أن "النصر للسيارات" لم تكن يومًا مجرد شركة لإنتاج سيارات بل كانت فى الماضى أحد أعمدة الصناعة المصرية، ورمزًا من رموز الابتكار والإنتاج المحلى.
ونحن اليوم، من خلال هذا المشروع، وفى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، نعيد تأهيل هذه الشركة العريقة، ونعيد إليها مكانتها وقدرتها على الإنتاج وفق أعلى معايير الجودة.. ونعيد بناء الثقة فى الصناعة المصرية والأمل بمستقبل صناعى واعد.
فهذا الإنجاز بحسب الوزير لم يكن ليتحقق لولا الجهود المشتركة والمثابرة المستمرة من قبل جميع العاملين فى الشركة، ودعم الدولة المستمر للقطاع الصناعى فى مصر، والحرص على إعادة تأهيل وتطوير شركات قطاع الأعمال العام لتواكب التطورات العالمية.
وتابع: أن الطريق أمامنا ليس سهلاً لكنه مليء بالفرص، والتحديات التى واجهناها على مدار السنوات الماضية هى التى ستجعلنا أقوى فى المستقبل.
وأضاف: نحن في وزارة قطاع الأعمال العام نؤمن بأن القطاع الصناعي هو أساس القوة الاقتصادية لأي دولة، ومن هذا المنطلق نعمل بكل جهد على تطوير الشركات التابعة للوزارة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة وبرنامج عمل الحكومة ووثيقة سياسة ملكية الدولة.
لذا فإن ما نراه اليوم يمثل نقطة البداية في خطة متكاملة لعودة عملاق "النصر للسيارات" في جميع الأقسام والأنشطة الإنتاجية لتشمل أتوبيسات وسيارات ركوب وميني باص ونقل خفيف، مع نقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعات المغذية وتعظيم المكون المحلي وتوفير خدمات الصيانة، بما يضمن تحقيق معايير الاستدامة والتوافق مع الاشتراطات البيئية.
وأشار محمد شيمى، إلى أن استئناف الإنتاج في شركة النصر للسيارات هو ثمرة عمل وجهد كبيرين من قبل الحكومة التي تولي اهتمامًا كبيرًا لدعم الصناعة الوطنية، وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي عالمي، كما يُعد خطوة هامة نحو تحقيق أهدافنا في تطوير صناعة السيارات المحلية وزيادة قدرتنا التنافسية في الأسواق العالمية، كما يمثل هذا المشروع نموذجاً حياً لما يمكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص المحلي والأجنبي لتطوير البنية التحتية والصناعية في مصر. وهنا أؤكد أن أبوابنا مفتوحة أمام مزيد من الشراكات الفعالة التي تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في بلادنا.
وأوضح: لقد حرصنا في وزارة قطاع الأعمال العام على توفير كل الإمكانيات اللازمة لاستعادة تشغيل الشركة بما يتناسب مع المعايير العالمية، ونؤكد مواصلة العمل وبذل مزيد من الجهد لدعم الصناعة وتحديث خطوط الإنتاج وتوطين التكنولوجيا الحديثة وزيادة نسبة المكون المحلي وبناء صناعات مغذية جديدة ما يعني تنمية شاملة لسلسلة القيمة في الاقتصاد المصري.
وتابع: أود في الختام أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات من العاملين والفنيين والمهندسين وكذلك الزملاء في الشركة القابضة للصناعات المعدنية ووزارة قطاع الأعمال العام والشركاء من القطاع الخاص على جهودهم المستمرة وإيمانهم بإمكانات هذا المشروع.
واستطرد: لا يفوتنى أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للقيادة السياسية على دعمها المستمر لقطاع الأعمال العام مما كان له بالغ الأثر فى تحقيق هذا الإنجاز. كما نتوجه بالشكر لوزارة النقل على الدعم ونتطلع لمزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة، وأخيرًا نتمنى لشركة النصر للسيارات مزيد من التقدم والازدهار فى السنوات المقبلة وأن تظل منارة للإبداع الصناعى والعمل الجاد.
وأكد خالد شديد رئيس شركة النصر للسيارات أننا نتشرف اليوم بحضوركم الكريم للاحتفال معا بإعادة تشغيل وبدء الانتاج بشركة النصر لصناعة السيارات بعد توقف دام 15 سنة، فشركة النصر هى جزء من تاريخ مصر المعاصر وحكاية نجاح مصرية، لافتا أن لكل حكاية بداية، وبداية شركة النصر عندما تأسيسها عام 1959 لإنتاج جميع انواع السيارات وشركة النصر مملوكة بالكامل للشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الاعمال العام. وأشار خالد شديد أن الشركة موجودة منذ إنشائها من 65 سنة فى نفس المكان وهى منطقة وادى حوف بحلوان على مساحة 900 الف متر مربع وبمجموعه مصانع يصل مساحه المصنع الواحد إلى 40000 م 2 او 10 فدادين، موضحا انه خلال فترة تشغيلها أنتجت الشركة العديد من السيارات وخاصة فيات بترخيص من شركة فيات العالمية وكذلك اللورى والاتوبيس على محركات دويتز الألمانية.
وأشار أنه بالنسبة لقطاع إنتاج الأتوبيسات، فقد تم تطويره من حيث البنية التحتية ومعدات الانتاج وحاليا يعمل بطاقة انتاجية نحو 300 اتوبيس فى السنة وتم بالفعل بدء الانتاج منذ شهر سبتمبر الماضى ومن المستهدف انشاء الله مضاعفة الطاقة الانتاجية خلال عام 2025 والوصول بها إلى 1500 اتوبيس سنويا فى عام 2026.
وكذلك قامت الشركة بالتعاقد مع شركة يوتونج الصينية وهى من اكبر الشركات المصنعة للاتوبيس فى العالم لانتاج الاتوبيس فى مصانعنا وهى نفس الشركة اللى وردت لكاس العالم فى قطر العام الماضى وفى أولمبياد باريس الصيف اللى فات ومن المستهدف اشاء الله أن تيم تصنيع اتوبيس كهربائى للنقل العام فى العام القادم
وبالمناسبة الاتوبيس نصر سكاى هو احدث اتوبيس سياحى للشريك الصينى وسعته (49) راكب ويعمل بالديزل نظرا للمسافات الطويلة ولكن اقتصادى ويوفر حوالى 10% من استهلاك الوقود ونسبة المكون المحلى حاليا تصل إلى 50% ومن المستهدف الوصول إلى نسبة 60% خلا عام 2025 وتصل إلى 70% فى 2026 أن شاء الله.كما تم الاتفاق مع شركة يوتونج للبدء فى تصدير الانتاج للمنطقة العربية وافريقيا خلال النصف الثانى من العام المقبل.
وحول توطين الصناعة قال خالد شديد تم توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة مصرية مع شركة يورترانزيت (الامارات) وشركة ترون تكنولوجى ( تايوان ) برسمال ( 10) مليون دولار، وهؤلاء الشركاء لهم خبرات مميزه فى هذه النوعية من الاتوبيسات فى شرق اسيا وذلك بغرض انشاء خط لتجميع البطاريات الكهربائية للاتوبيس وكذلك المينى باص الكهربائى والذى سيصل المكون المحلى فيه إلى 100 % حيث سيتم تصنيع الشاسيه بالكامل فى شركه النصر ومن المستهدف بدء الانتاج لتلك المنتجات فى منتصف العام القادم.
وحول مصنع انتاج سيارات الركوب ( عنبر 4) أوضح انه تبلغ مساحة المصنع( 40) الف متر مربع (10 فدادين)، والطاقة الانتاجية للمصنع بعد الانتهاء من تركيب خطوط الانتاج بمعدل (10) سيارة/ فى الساعة باجمالى سنوى (20) الف سيارة سنويا / وردية واحد فقط، وتكلفة خطوط الانتاج هو (20) مليون دولار تم تمويلها بالكامل من الشركة القابضة للصناعات المعدنية.
وحول تأسيس شركات جديدة قال إنه بالتوازى مع مشروعات تطوير المصنع وخطوط الانتاج قامت شركة النصر بتأسيس اس أن اوتوموتيف وهى شركة تجارية مع مجموعة الصافى وذلك بهدف تفعيل وثيقة سياية ملكية الدولة والمشاركة مع القطاع الخاص وخاصة فى الشق التجارى للمشروع وبنسبه مشاركه 24% من شركه النصر وراس مال مرخص به 500 مليون جنيه، والهدف من هذه الشراكة هو القيام بعمليه بيع المنتج النهائى وخدمة ما بعد البيع.
كذلك تم التعاقد مع شركة صناعية صينية كبرى فى مجال تصنيع السيارات وذلك لتصنيع عدد 3 من الاطرازات التى تنتجها فى مصانع شركة النصر للسيارات منها السيارات الكهربائية والسيارات التى تعمل بالبزين بنسبة مكون محلى تتخطى 45% فى البداية وكذلك الوصول إلى حجم انتاج يقدر بنحو (10) الف سيارة بعد عامين من بدء الإنتاج، والمخطط له بداية الانتاج فى شهر مايو 2025.
وأشار أشرف كمال عضو مجلس إدارة الشركة لـ"اليوم السابع" أن الشركة عادت أفضل مما كانت عليه، ونحن نضع آمالا كبيرة لاستعادة دورها الريادي في تصنيع السيارات لا سيما في ظل وجود مجلس إدارة قوي وقادر على النهوض بالشركة .
وأضاف أن هناك عمليات تطوير واسعة تشهدها الشركة الفترة الحالية لتصنيع أتوبيسات غاز وكهرباء وقريبا سيتم انتاج سيارات ملاكي وهجين وسيارات تقليدية بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية والمحلية، مشيدا بجهود العاملين وحرصهم البالغ على عودة اسم النصر للسيارات مجددا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة