يوشك "الزيتون الإسبانى" أن يكون المفتاح لبدء حرب الرسوم الجمركية بين الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة الأمريكية، فى ظل المخاوف المستمرة بعد فوز الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وطلبت الدول الـ27 من منظمة التجارة العالمية الإذن بالبدء فى تطبيق إجراءات تجارية انتقامية بقيمة 35 مليون دولار سنويًا ضد أمريكا، ويعود هذا السبب إلى الرسوم الجمركية التى يفرضها الأمريكيون على الزيتون الإسبانى.
وتصبح أوروبا فى حالة من الترقب قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفى مواجهة السيناريو الذى لم يكن المرغوب فيه بالنسبة لبروكسل، يستعد الاتحاد الأوروبى لوضع معقد فى حلف شمال الأطلسى، فى حين تتزايد حالة عدم اليقين بشأن موقف الحكومة الأمريكية المستقبلية بشأن أوكرانيا والمسائل التجارية، وتعتبر أزمة الزيتون الإسبانى بداية الأزمات.
أزمة الزيتون الإسبانى
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية، إلى أن الاتحاد الأوروبى لفت إلى أن الفترة المعقولة للولايات المتحدة للامتثال لحكم بشأن التعريفات الجمركية على الزيتون الأسود الإسبانى انتهت فى يناير 2023، دون اتخاذ تدابير كافية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن وزارة التجارة الأمريكية خفضت التعريفات الجمركية من 35% إلى 31%، إلا أن المفوضية الأوروبية تعتبر أن هذا الإجراء غير كاف وأنه يواصل الإضرار بالزيتون الإسبانى.
وردا على ذلك، قرر الاتحاد الأوروبى التحرك نحو تعليق المزايا التجارية التى تتمتع بها الولايات المتحدة حاليا، والتى تقدر قيمتها بنحو 35 مليون دولار، قابلة للتعديل حسب التضخم.
بالإضافة إلى ما سبق، أبلغ الأوروبيون منظمة التجارة العالمية أنهم سيرسلون قريبًا قائمة بالسلع الأمريكية التى سيطبقون عليها تعريفات محددة، وتحمل هذه القضية أهمية استراتيجية بالنسبة للاتحاد الأوروبى، لأنها قد تشكل سابقة من شأنها أن تؤثر على سياسة الدعم الزراعى فى إطار السياسة الزراعية المشتركة، ولهذا السبب، حافظت بروكسل على موقف ثابت منذ بداية النزاع.
وفى سياق أوسع، تهتم منظمة التجارة العالمية والدول الأعضاء فيها بكيفية التعامل مع هذه المنظمة من قبل الإدارة المقبلة لدونالد ترامب، الذى انتقد منظمة التجارة العالمية مرارا وتكرارا خلال فترة ولايته الأولى، وشكك فى توافقها مع مصالح الولايات المتحدة.
منذ فرض التعريفة الجمركية فى الدولة الأمريكية، فقدت إسبانيا ثلثى سوق هذا المنتج فى الولايات المتحدة وتسببت فى خسائر للمزارعين الإسبان قدرها 260 مليون يورو. وهو الوضع الذى يجبر المنتجين الإسبان أيضًا على البيع بسعر أرخص وبهامش ربح أقل، بالإضافة إلى التسبب فى فقدان القدرة التنافسية فى القطاع ومطالبتهم بالبحث عن أسواق جديدة.
فى أعقاب انتخاب دونالد ترامب، يخشى العديد من الأوروبيين من موجة من الرسوم الجمركية التى قد تؤدى إلى حرب تجارية مع الولايات المتحدة، وفى فترة ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، طبق سلسلة منها على الغسالات والألواح الشمسية وواردات الفولاذ والألمنيوم، والتى أثرت على دول حول العالم، سواء كانت حليفة سياسية أم لا.
وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وعد بالمزيد، وفى محاولة لزيادة فرص العمل فى قطاع التصنيع فى الولايات المتحدة، فكر ترامب فى إضافة تعريفة بنسبة 10% على جميع الواردات؛ ثم تحدث عن 20%، كل شيء من الصين سوف يتعرض لتعريفة مدمرة بنسبة 60%.
سوف تصبح المنتجات الأوروبية أكثر تكلفة، ومن الممكن أن تلحق الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على البضائع الصينية الضرر بأوروبا أيضا: فإذا لم تعد الصين قادرة على التصدير إلى الولايات المتحدة، فسوف تلجأ إلى أوروبا لبيع منتجاتها، وهو ما قد يغرق السوق.
كما أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مخاوف دول الناتو بشأن الدعم الأمريكى لأوكرانيا، حيث أن الحلفاء فى الناتو يتآمرون لضمان عدم قدرة ترامب على تقليص الدعم الأمريكى لأوكرانيا.
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أنه لنتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والولاية الثانية لترامب، آثار كبيرة على مستقبل أوكرانيا، فقد انتقد الرئيس المنتخب حجم المساعدات التى تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
ومنذ بدء الحرب الأوكرانية فى فبراير 2022، كانت الولايات المتحدة ثابتة فى دعمها لأوكرانيا، حيث قدمت ما يقرب من 106 مليارات دولار فى شكل مساعدات مباشرة للحكومة فى كييف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة