أعادت تصريحات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بالاستعداد لحرب عالمية جديدة، وهى الدولة الواقعة تحت صفيح ساخن، بسبب التجارب الصاروخية التي تجريها بيونج يانج من حين لآخر، وكذلك بسبب برنامج "بيونج يانج" النووي، الحديث مرة أخرى، عن الأسلحة النووية، فمنذ اجتياح روسيا للحدود مع أوكرانيا وتصاعد الخلافات بينها وبين الغرب، وبعد توقيع الدولتان المنبوذتان من الغرب، اتفاقية دفاعية تاريخية تعهد فيها بوتين وكيم جونغ أون باستخدام كل الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة تعرض كل منهما لهجوم، ازدادت التهديدات باللجوء للخيار النووي بين القوى المتصارعة، ما جعل الجميع يفكر في آثار وتبعات الحرب النووية على البشرية.
ونشرت صحيفة "بوليتيكو" عن سيناريو الحرب النووية الشاملة الوارد في كتاب الصحافية آني جاكوبسن "الحرب النووية: سيناريو"، وهو الكتاب الذى يعتمد خطا سرديًا خياليًا، إلا أنه مبني على عشرات المقابلات التي أجرتها أو وثقتها الكاتبة، فضلا عن الوثائق التي باتت متاحة للعموم حديثا.
ووفقا للتحليل الذي أجرته "بوليتيكو" للكتاب، ستدمر الحرب النووية إذا ما قامت العالم خلال 72 دقيقة فقط، والسيناريو الأكثر رعبًا وهو ما تقترحه الكاتبة، يبدأ من كوريا الشمالية، التي سيطلق زعيمها صاروخا بالستيا نوويا على واشنطن وآخر من غواصة باتجاه كاليفورنيا، حيث ستفعل أجهزة الإنذار في البيت الأبيض، وسيكون أمام الرئيس الأمريكي ست دقائق لاتخاذ قرار الرد.
ووفقًا للسيناريو، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، سترد بصواريخ نووية تستهدف كوريا الشمالية، ستحلق بالضرورة من فوق روسيا، التي ستعتبر الأمر اعتداء عليها وبالتالي ستشن ضربتها على الولايات المتحدة. كل هذا سيحدث خلال دقائق لن تسمح لرئيسي البلدين بالتواصل.
ومن خلال تبادل المقذوفات النووية، ستتمكن ثلاث دول فقط خلال فترة قياسية مدتها 72 دقيقة من تدمير العالم وقتل المليارات، سواء بالقصف أو بالتسمم النووي أو بالجوع إذا ما تبقى أحد على قيد الحياة على كرة أرضية محرومة من الشمس والماء والهواء النقي.
وترى جاكوبسن أن جزءاً من الحقيقة المرعبة بشأن الحرب النووية، أو إذا حدث تبادل نووي، هو الساعة الزمنية المجنونة التي تم وضعها على كل شيء منذ لحظة اكتشاف الإطلاق النووي، إضافة إلى حقيقة أن الرئيس لديه 6 دقائق فقط، وهذا هو الوقت العصيب لاتخاذ هذا القرار، ما يوضح مدى جنون الحقيقة حول تطور السيناريو، وعدم القدرة على التنبؤ به.
كما تعتبر أن الغواصات هي أكثر فتكاً في مثل هذه السيناريوهات حتى إنها تسمى خادمات نهاية العالم، لافتة إلى أن الغواصات الروسية والصينية يمكنها التسلل إلى مسافة بضع مئات من الأميال فقط من الساحل الشرقي والغربي للولايات المتحدة".
ويأتي الكتاب، أو السيناريو المرعب، في وقت تشهد فيه الدولتان اللتان تمتلكان أكبر الترسانات النووية في العالم، الولايات المتحدة وروسيا، خلافا حادا وعنيفا في أوكرانيا، أدى ببعض المراقبين إلى القول بأن الصدام بين القوتين النوويتين اللدودتين بات حتميًا.
وأضافت أن الهدف من كتابها هو تثقيف الرئيس الأمريكي، الذي قد لا يكون على علم بأماكن ومنشآت تصنيع الأسلحة النووية أو آلياتها أو الإشراف على إنتاجها، لكنه هو المسؤول عن قرار إشعال فتيل الحرب النووية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة