تستغل الفئات الضالة أصحاب الأجندات المغرضة حالة الأزمات وما تمر به المنطقة من تحدي خطير وحرب لا يعلم متى ستتوقف إلا الله تعالى، ومن ثم تطلق مزيدًا من الشائعات بغية بث حالةٍ من الفوضى والارتباك وفقد الثقة في قلوب الأخرين، وتعمل على تزييف الحقائق وفبركة الأحداث، وإيجاد حالةٍ من تضليل المسار السياسي، ومن ثم تشويه الرأي العام والتأثير عليه بصورةٍ ممنهجةٍ، وبالطبع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بتنوعاتها أداةٌ فعالةٌ ونافذةٌ لتحقيق مآرب الشائعات بسرعةٍ فائقةٍ.
وقد تم نفي ما تردد من شائعة حاولت اتهام مصر وتشويه دورها التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية والتي دارت حول استقبال ميناء الإسكندرية السفينة كاثرين الألمانية التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل، ونثمن تفاعل وإيجابية الردود المصرية من مصادرها الموثوقة والموثقة، وهذا يؤكد ما أشرنا إليه سلفًا من وجوبية تحرى ما ينشر من أخبارٍ ومعلوماتٍ متداولةٍ بالرجوع لمصادر موثوقةٍ وفي مقدمتها وسائل الإعلام الرسمية للدولة.
ولا عجب مما تقوم به قوى الشر وأصحاب الأجندات المغرضة والممولة من حملاتٍ ممنهجةٍ ضد مسيرة مصر التاريخية بشأن قضية القضايا؛ فالمصريون جميعًا دون استثناء يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب التاريخية الثابتة في الوجدان العربي بأسره، ولا يستطيع أحد أن يُنكر محاولات إسرائيل المتكررة تجاه تصفية القضية؛ بتعضيد الاستيطان، وتعددية أنماط القمع والقهر، التي تستهدف التفكيك والعزل والتهميش، وإيجاد حالةٍ من العوز تساعد في التهجير وتكريس التواجد الإسرائيلي بالمزيد من المستوطنات المؤمنة لقاطنيها.
وتحرص الفئات الضالة أصحاب الأجندات المغرضة والممولة على تحقيق أهدافها القميئة ونواياها السيئة، التي تستهدف إيجاد حالةٍ من الاستقطاب المجتمعي المصري كي تحقق غاياتها المستحيلة والتي تكمن في تفكيك النسيج المصري ولحمته وفرط اصطفافه خلف دولته وقيادته الحكيمة.
إن من يطلق الشائعات الممنهجة التي تستهدف تشويه دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية هو ذاته الذي كان يساعد في تصفية القضية الفلسطينية بأن ينتقل الشعب الفلسطيني من أرضه لمصر، وقد دحر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ذلك وأكد بلسان مبين على ضرورة وأهمية وحتمية الصمود للشعب الفلسطيني وألا ينساق وراء دعواتٍ مغرضةٍ تتبناها جماعات الظلام بالخروج من الديار لدولٍ الجوار؛ كي تتمكن إسرائيل وبسهولةٍ من تصفية القضية الفلسطينية في غياب صمودٍ شعبيٍ يسجل التاريخ له موقفه ورسوخه؛ ففي خضم مخططات صفقة القرن ومشاريع التهويد والاستيطان المستمرة، وصد عودة اللاجئين لأرضهم تحقق إسرائيل غايتها الكبرى وتتنامى أحلامها لتنال من أمن وأمان واستقرار الشرق الأوسط.
نقول لمن يقلل من دور مصر التاريخي تجاه القضية الكبرى إن موقف جمهورية مصر العربية وقيادتها السياسية وحكومتها وشعبها الأبي ما زال ثابتاً إزاء القضية الفلسطينية، ونؤكد أن هذا الموقف لم ولن يتغير بتغير أنظمتها السياسية؛ إيمانًا راسخًا بحق الشعب الفلسطيني ببناء دولته واستقلاله على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ ليستطيع أن ينهض ويصمد داخليًا، ومن ثم يعزز من قدراته ومكانته بين الشعوب، وفي المقابل ترفض مصر السياسات الإسرائيلية التي تحض على ممارسة العنصرية والتباغض وتأجيج الصراع بأشكاله المختلفة.
ونؤكد لمن يساهم في نشر وترويج الشائعات الممنهجة التي تستهدف تشويه دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية بأن الشعوب قادرةٌ على إحداث التغيير بالصمود والعمل؛ لأنه العامل الرئيس في المعادلة على أرض الواقع؛ فبواسطته تشيع الإيجابية ويعم التفاؤل نحو التغيير المنشود، وبدونه لا قضايا على الساحة يتم الدفاع عنها؛ إضافةً للفكر الإرهابي الذي يستهدف نقل نقاط الصراع في العديد من المناطق ودحر غايات النهضة والتنمية فيها بصورةٍ مقصودةٍ.
وننوه بأن العمل على ترويج ونشر الشائعات يعد أحد أسلحة الحروب النفسية التي تُؤسس على خططٍ واستراتيجياتٍ مدروسةٍ تتبناها دولٌ خارجيةٌ أو جماعاتٌ ممولةٌ لها أجنداتٌ خاصةٌ؛ حيث تستهدف بصورةٍ صريحةٍ معنويات الشعوب كي تخرج عن أنظمتها وتهدم مؤسساتها الوطنية نتيجةً للاحتقان الذي سببته تلك الشائعات.
ونكرر بأن الشائعات المغرضة والتي تعد أحد أسلحة الحروب النفسية تسهم بقوة في تغيير الاتجاهات الإيجابية وتحويلها لسلبيةٍ لدى جموع المواطنين؛ فتلك الشائعات تعمل على تسميم الفكر وتزيف الوعي، وتؤدي إلى تبدل المواقف، وتضعف الولاء والانتماء، وتدحض عزيمة البناء والإعمار، وهذا ما يؤدي إلى استسلام الجبهة الداخلية للدولة، ومن ثم تصبح فريسةً للعدو الذي يحقق مآربه دون الدخول في حربٍ حقيقيةٍ على الأرض.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.