هذا الإناء الرائع الجميل المصنوع من الألباستر يعتبر تحفة رائعة، وقد يكون هيوارد كارتر وقع في غرام هذا الإناء لأنه وضع النقوش الموجودة على الإناء على مقبرته التي دفن فيها في لندن، ولا نعرف هل كان ذلك وصية هیوارد كارتر ؟ أم أن أحد أصدقائه قد اختار هذا النص؟
وفي زيارتي الأخيرة إلى لندن أخذت تاكسي وذهبت إلى الجبانة التي دفن فيها كارتر، وهى التي يطلق عليها اسم "بوتني قال" بلندن، والمفاجأة هو وجود النص الموجود على حافة الإناء على مدفنه ، وهذا الإناء يعرف باسم إناء التمنيات، وقد تمنى كارتر أن تساعده هذه الدعوات لكي يعيش سعيداً في العالم الآخر. وقد عثر كارتر على هذا الإناء على مدخل الحجرة الأمامية، وقد يكون اللصوص تركوه خلفهم وهم يجرون عندما سمعوا دبيب شرطة الجبانة، وهذا الإناء أو إناء التمنيات هو على شكل زهرة اللوتس منتفخة، من اللوتس الأبيض محاطة ببراعم اللوتس ، وعلى كل جانب سوف نجد الإله "حتح" يجثم على سلة وفي كل يد يمسك بعلامة الحياة "عنخ"، والعلامة التي تدل على معنى ملايين السنين، وكذلك العلامة الهيروغليفية التي تدل على مائة ألف سنة ويوجد اسم وألقاب الملك توت عنخ آمون على المنتصف محاطة بإطار ملون باللون الأسود، على الشمال اسم ولادة الملك "توت عنخ آمون ابن الإله "رع" ، والخرطوش الآخر اسم العرش يعلوه ملك مصر العليا والسفلى، وبعد ذلك دعوات مجاورة للخرطوش ... أما النص الموجود على حواف الكوب ووضعه كارتر على مقبرة يقرأ بالآتي: ليتك تحيا ملايين السنين يا محبوب طيبة، ليتك تحيا بها، ليت نسيم الشمال يلفح وجهك، ليت عيناك ترى أشياء جميلة"..
يعتقد أن هذا الكوب رمز قوي لإعادة ولادة الملك إلى الحياة، وقد يكون الملك توت عنخ آمون" استعمل هذا الكوب الذي على شكل زهرة اللوتس في شرب المياه أو النبيذ، وبالتالي سوف يكون له قوة سحرية تساعد على إعادة البعث والسعادة والحياة الكاملة المستقرة لـ "توت عنخ آمون" في العالم الآخر، ويؤكد هذا الإناء الذي صنع من الألباستر المصري قدرة الفنان المصري القديم على صنع أواني حجرية رائعة منذ عصر ما قبل الأسرات وخلال كل العصور التاريخية ، وبرعوا في نحته من البازلت والجرانيت والديوريت، وسوف نجد البراعة في عمل الأواني من خلال ما عثر عليه داخل المقبرة، والذي يظهر قدرة الفنان القديم على النحت بعبقرية وجدارة فائقة، وخاصة إذا نظرنا إلى هذا الإناء الذي صنع من قطعة واحدة من الألباستر الذي أحضره المصري القديم من حتنوب شمال تل العمارنة بمصر الوسطى، ولكن سوف نجد أن الأيادي مضافة للإناء، وقد صنعت ببراعة وهي ملتصقة بالقاعدة، ثم ترتكز بجسم الإناء وممثل على الإناء الذي يوجد أعلى الأيدي علامة الحياة، وهناك ضرورة لكي نعرف السبب الذي جعل كارتر يضع هذه النصوص على مقبرته : هل كانت القطعة المفضلة التي عثر عليها داخل المقبرة؟ أم أنه أنبهر بمعنى الكلمات الهيروغليفية والتي تفسر إلى أنه سوف يشاهد أشياء جميلة ويشم نسيم الشمال؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة