في إطار أنشطته المتواصلة لدعم جهود الدولة لمكافحة كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة، واتساقا مع أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة التى تسعى للقضاء على الكثير من الظواهر السلبية التي تؤثر على نسيج المجتمع المصري وتهدد تماسكه واستقراره، نظم مركز إعلام القنطرة شرق بالإسماعيلية التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة إعلامية بمقر معهد القنطرة غرب الثانوى الأزهرى للبنين، تحت عنوان :" ظاهرة حرمان الإناث من الميراث وكيفية مواجهتها".
حاضر في الندوة الشيخ أشرف السعيد ، مدير عام الوعظ والإرشاد بمنطقة الإسماعيلية الأزهرية والذي أكد على أن ظاهرة حرمان النساء من الميراث من أكثر الظواهر السلبية المرصودة في ربوع مصر حضرها وريفها، وتلقى بظلالها الخطيرة على العلاقات الأسرية والنسيج الاجتماعي وتملأ المشكلات الناجمة عنها قاعات المحاكم ولجان الفتوى في طول البلاد وعرضها، وتتسبب في كثير من حالات العنف وقطيعة الرحم.
وحذر من أن حرمان الإناث من الميراث يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، ويشكل ردة إلى تقاليد وأعراف الجاهلية التى ظلمت الأنثى ولم تقدرها حق قدرها، وجاء الإسلام ليجتث تلك التقاليد الخاطئة من جذورها ويكرم المرأة ويجعلها كيانا مستقلا له حقوقه المصونة ودوره الفاعل الذى لا يقل تأثيرا عن دور الرجل بل وربما يفوقه في بناء الأمم ونهضتها كمصانع للرجال ودورا للتربية والتنشئة ومشارك رئيسى في عملية التنمية.
وأضاف أن عدم إعطاء المرأة حقها في الميراث يعد جريمة وذنب عظيم في ميزان الشرعةالحنيف، ومن قبيل أكل أموال الناس بالباطل، ومن كبائر الذنوب التي توعد الله عز وجل مرتكبيها بعذاب شديد وعقوبات في الأخرة، بل وربما في الدنيا لأنها شكل من أشكال قطيعة الرحم المنهي عنها، ودرجة من درجاتها، مذكرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" من فر من ميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة".
وأشاد "السعيد" بالتعديلات التشريعية التي أدخلتها الدولة على قانون الأحوال الشخصية فيما يتعلق بالمواريث والتى اعتبرها نقلة نوعية في جهود مؤسسات الدولة المعنية للتصدى لكل أشكال ومظاهر حرمان المرأة من الميراث باعتبارها أمرأ محظورا وفقا لاحكام الشرع وقواعد القانون ويمثل تغليظ العقوبات على فاعليها رادعا وزاجرا لكل من تسول له نفسه أن يسير في ركابهم ويتبع سننهم في ظلم الإناث وأكل حقوقهن، ونوه إلى أن الشارع الحكيم سبحانه تولى بنفسه قسمة المواريث والتركات، ولم يكلها إلى ملك مقرب أو نبي مرسل، واعتبرها من الحدود التي لا يجوز تعديها وجعل تلك القسمة نصيبا مفروضا لا يمكن المساس به.
وأشار إلى بعض أسباب حرمان الإناث من الميراث ومنها: الطمع والجشع وغياب الوازع الدينى وضعف الإيمان وحياء وضعف الإناث في مواجهة مانعيهم من الميراث، وخاصة الأباء والإخوة الذكور ، وكذلك أشكال التحايل أحيانا في مواجهة القانون وعدم وصول الحزاءات المقررة فيه إلى درجة الفاعلية والردع المطلوبة، وايضا انتشار الأمية والجهل وعدم الوعي في أماكن ليست بالقليلة،كما سرد بعض أشكال حرمان ومنع الإناث من الميراث وبعض الأمور الخاطئة التي يقع فيها كثير من الٱباء وتؤدى لمشاكل خطيرة مثل إقدامهم على توريث أبنائهم حال حياتهم بالمخالفة لنصوص وأحكام الشرع، وأكد على ان ذلك الفعل يعد من قبيل الهبة أو العطية وليس ميراثا، وأنها تقتضى المساواة بين الجميع ذكورا وإناثا.
وفي ختام الندوة أوصى مدير عام الوعظ والإرشاد بمنطقة الاسماعيلية الأزهرية الطلاب بأن يقوموا بدورهم بين أقرانهم وذويهم ومجتمعهم في التوعية بخطورة الظاهرة، وان يكونوا دعاة لكل ما من شأنه الإحسان إلى المرأة والرفق بها والحفاظ عليها وإكرامها عملا بوصايا القرٱن الكريم والسنة النبوية المطهرة لما لذلك من تأثير إيجابي كبير على التماسك والاستقرار الأسرى والاجتماعي وتقوية الروابط والعلاقات المجتمعية.
شهد الندوة لفيف من طلاب معهد بنين القنطرة غرب الثانوي الأزهري، وأعضاء هيئة التدريس به، والشيخ حامد ابو موسى، عضو لجنة الفتوى بمركز ومدينة القنطرة غرب، وجرى تنفيذها بالتعاون بين مركز إعلام القنطرة شرق ومنطقة الإسماعيلية الأزهرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة